تهدئة 2014 لم يلتزم بها الاحتلال

حوار قيادي في الشعبية يكشف سبب تحفظ الجبهة على التهدئة

الساعة 07:18 م|26 أغسطس 2018

فلسطين اليوم

كشف سبب تحفظ الجبهة على التهدئة

قيادي في الشعبية: عقد المجلس المركزي يعزز مؤسسة الفصيل على حساب المنظمة

القرارات الأمريكية شراكة للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على الفلسطينيين

مصر ربطت بين ثلاثة ملفات "المصالحة والتهدئة ومشاريع قطاع غزة"

كشف كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن تحفظ الجبهة الشعبية على اتفاق التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، يأتي من قاعدة أساسية تتبناها الجبهة ومفادها أن التهدئة مع العدو هو قرار خاطئ، لأنه لا يعقل أن تدار الأمور بين دولة الاحتلال والشعب الذي يرزخ تحت الاحتلال بمنطق التهدئة خاصة مع إصراره على تعميق احتلاله للأراضي الفلسطينية وتنكره لحقوق الشعب الفلسطيني، ولذلك العدو يريد من التهدئة تحييد مقاومة الشعب الفلسطيني واستمراره في تنفيذ مخططاته ومشروعه بشكل نهائي.

وأوضح الغول في حديث خاص لـ "فلسطين اليوم"، أن ما يجب أن يحكم المعادلة بين الشعب الذي يعيش تحت الاحتلال وقوة الاحتلال هو إدارة الصراع معه بكافة أشكاله، ولذلك دعت الجبهة الشعبية إلى ضرورة إعطاء المصالحة الفلسطينية أولوية وصولاً لوحدة وطنية بحيث يتم الاتفاق على البرنامج السياسي الذي عليه ندير الصراع مع "إسرائيل" في ظل قيادة وطنية واحدة ومن خلال مؤسسة وطنية واحدة، ثم بعد ذلك نتعامل مع التهدئة خياراً تكتيكياً في إطار المقاومة، ونحن نقرر أين نمارسها؟ ومتى نمارسها؟ ارتباطا بقراءتنا للحظة وارتباطاً بمصالح شعبنا وبدون أي التزامات مع العدو الصهيوني.

ورأى الغول أن الالتزام بالتهدئة بحد ذاته يؤدي إلى نتائج لها مضمون سياسي، على اعتبار أنه عندما توقف مقاومتك للاحتلال لفترة زمنية بالاتفاق مع الاحتلال دون أن يتوقف هو عن سياساته في الاستيطان والتهويد واعتداءات المستوطنين واتخاذ قرارات عنصرية تؤدي إلى تشريع الاستيلاء على الأراضي في الضفة، فهذا يعني أن هناك ثمن سياسي، في أن توقف مقاومتك من أجل تسهيلات معيشية في الوقت الذي يستمر فيه الطرف الاخر (العدو) في سياساته ضد الفلسطينيين، فهذا هو ثمن سياسي بغض النظر عن النوايا.

وقال:" لو أننا أمام معادلة تقول إن هذه التهدئة إذا كان يقابلها تحضيرات لانسحاب الاحتلال فهذا أمر معروف بين الشعوب، لأنه عادة ما تكون الهدنة بين أطراف متصارعة هدفها تسهيل انسحابات الاحتلال من الأراضي التي يحتلها وهذا أمر مارسته كل الشعوب التي كانت تناضل تحت الاحتلال، لكننا نحن الفلسطينيون أمام واقع آخر، واقع يريد أن يقيد الفلسطينيين بالتهدئة، وأن تتحول التهدئة لشكل من أشكال الإدانة للفلسطينيين إذا ما عادوا لمقاومة الاحتلال، حيث سيتم اتهامهم باختراقهم للتهدئة في الوقت الذي لا يلتزم فيه العدو بشيء، باستثناء التزامه بتسهيل حركة البضائع للقطاع، وتخفيف إجراءات دون أي إقرار سياسي بحقوق الفلسطينيين.

وأشار الغول، إلى أن اتفاق التهدئة جرى تجربته في العام 2014، وتم الوعد بتوسيع مساحة الصيد وإعادة الاعمار والحديث عن ميناء ومطار، لكنه لم يحدث شيء من ذلك مطلقاً، وما نحن فيه أمام صيغة جرى تجربتها، وصيغة هي في الواقع تؤدي إلى ارتياح العدو في تطبيق مشروعه، ويَحول دون مقاومتك لهذا العدو، لذلك وعلى هذه القاعدة نقول بالمعنى السياسي ضد هذا النهج. وعلينا أن نصيغ سياستنا في إدارة الصراع مع الاحتلال وهذا لن يتم إلا بمشروع واحد وقيادة واحدة ومؤسسة واحدة.

وحول المعيق أمام تنفيذ المصالحة الفلسطينية، رأى الغول أن غياب الإرادة أولاً، والنظرة للمصالحة انطلاقاً من حدود ما تقدمه من مكاسب خاصة هنا وهناك ثانياً، وانطلاقا من الصراع الجاري على الاستئثار بالنظام السياسي الفلسطيني.

وقال:" لو كنا أمام قراءة موضوعية لنتائج الانقسام ومدى الضرر الذي ألحقه بالقضية الفلسطينية، وبأطراف الانقسام ذاتهم لكنا عالجنا الامر بشكل مختلف، لذلك نقول نحن بحاجة لمقاربة مختلفة، لإنجاز المصالحة، وهذا يتطلب اجتماع لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير، يبحث في ملفي منظمة التحرير وصولا لعقد مجلس وطني توحيدي، وفي ذات الوقت تنفيذ ملفات المصالحة ووصلاً إلى تمكين الحكومة في إدارة شأن القطاع انطلاقا من هذا الاتفاق الشامل، لذلك نقول إن الرزمة الشاملة ربما تكون أقصر الطرق للخروج من الاتفاق التي يغلب على تنفيذها الغرق في التفاصيل.

وحول موقف الفصائل من التهدئة مع العدو، قال الغول:" هناك مستويين في الفلسطينيين، مستوى يريد التهدئة ومستعد للبحث في تفاصيل الأمر، وهناك أطراف والجبهة الشعبية منهم لها رأي (تم ذكره في بداية الحوار)، بالتركيز على المصالحة ثم بعد ذلك البحث في كيفية إدارة الصراع مع العدو الصهيوني.

مصر ربطت ثلاث ملفات ببعضهم البعض

وأكد أن الأشقاء في مصر ربطوا بين ثلاثة ملفات وهم "المصالحة والتهدئة والمشاريع في قطاع غزة"، وبالتالي ربما يكون البحث الآن مع حركتي حماس وفتح في آليات هذه المسألة ولا ندري كيف ستسير الأمور إذا تعطل مسار المصالحة، وجرى اقتصار البحث في أمور التهدئة وهنا سنكون في إشكالية أكبر مما نحن فيه الآن.

وأكد الغول على أن مصر حريصة كل الحرص على أن يكون الكل الفلسطيني جزء من أي اتفاق، خاصة السلطة الفلسطينية باعتبارها من تدير النظام السياسي الفلسطيني ومن الصعب تجاوزها والمنظمة في هذا الموضوع.

عقد المجلس المركزي يعزز مؤسسة الفصيل الواحد

أوضح الغول أن الجبهة الشعبية دعت إلى عدم عقد المجلس المركزي حتى لا تتعمق حالة الانقسام، خاصة وأننا ندرك بأن المجلس المركزي قد خول بصلاحيات المجلس الوطني الفلسطيني، وبالتالي هذا التخويل ربما يؤدي إلى استبعاد المجلس الوطني، ويؤثر على إمكانية التحضير لعقد مجلس وطني جديد وتوحيدي وأن يستأثر المجلس بالتقرير فيما يتعلق بالشأن الوطني بعيدا عن مشاركة قوى أساسية فيه. معرباً عن اعتقاده أن توسيع عضوية المجلس المركزي وإغراقه بعضوية من لون واحد من خلال رئاسات لجان المجلس الوطني، واستحداث لجان لا لزوم لها لتكريس واقع يشكل أغلبية غير مسبوقة لفصيل بعينه من شأنه أن يحول هذه المؤسسة إلى مؤسسة أقرب إلى مؤسسة فصيل من كونها مؤسسة تشكل جبهة وطنية في الساحة الفلسطينية.

ودعا الغول إلى التوقف عن هذه السياسة وإلى إعطاء أولوية لعقد مجلس وطني جديد وتوحيدي يساهم في إعادة توحيد الساحة الفلسطينية ويتمكن من صوغ البرنامج السياسي المشترك وصوغ آليات الشراكة الوطنية التي لا بد من وجودها وإعادة بناء منظمة التحرير حتى تعود كل مؤسسات المنظمة مؤسسات فاعلة تلعب دورها وبما يعزز من مكانة المنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

أمريكا شريكة للاحتلال

وحول القرارات الأمريكية التي تهدف إلى الضغط على الأونروا وشطب اللاجئين، أكد على أن القرارات الأمريكية تعكس مدى شراكة الإدارة الامريكية في الكيان الصهيوني في تكريس الاحتلال الإسرائيلي ونفي حقوق الشعب الفلسطيني، ويعكس مرة أخرى الموقف الذي تحاول أن تسعى الإدارة الأمريكية لان تكون فيه المقرر على صعيد العالم.

ودعا الغول إلى مقاومة هذه السياسة الأمريكية والتعامل مع الإدارة الامريكية باعتبارها شريك للاحتلال الإسرائيلي، ورسم كل السياسيات على هذه القاعدة بما يوقف أي أوهام على دور لاحق للإدارة الامريكية، ويقطع الطريق في أي تردد وحسم خياراتنا السياسية بالتأكيد على كامل حقنا في فلسطين التاريخية وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني والانسحاب من اتفاقات أوسلو والذهاب سريعا لتوحيد الصف الفلسطيني وفق برنامج وطني تحرري، ويتم الاستناد لتنفيذه إلى كل وسائل المقاومة ضد الاحتلال وأن نمارس الاتصالات العربية والدولية على قاعدة أن الإدارة الامريكية هي شريك للكيان الصهيوني، وبالتالي ندعو البلدان العربية بدون أي أوهام الى صوغ علاقاتها مع أمريكيا ارتباطا بالمصالح (التهديد بلغة المصالح كوسيلة للتأثير في الموقف الأمريكي أو التخفيف من شراكته للعدو الصهيوني)، رغم أنه سيحسم قضايا اللاجئين والقدس، لكنه لن يكتب له النجاح إذا ما توحد الفلسطينيون وأسند الموقف الفلسطيني بموقف عربي ودولي من أصدقاء الشعب الفلسطيني ومنظمات وحركات تحرر.

وأجزم الغول على أن الشعب الذي استطاع أن يفشل مخططات سابقة لها علاقة بالتوطين للفلسطينيين وغيرها يستطيع أن يفشل المشروع الأمريكي ويستمر في نضاله بمختلف الاشكال والتأكيد على حقوقه.

وأكد على ضرورة أن نخوض نضالا دبلوماسيا واسعا، نطرح من خلاله على المؤسسات الدولية إعادة النظر بالاعتراف بالكيان، على اعتبار أنه حينما جرى الاعتراف بإسرائيل من الأمم المتحدة كان مرهونا بعودة اللاجئين لديارهم، وإقامة دولة فلسطينية على 47 % من الأراضي الفلسطينية ولم يحدث، وبالتالي لدينا من المسوغات من نضالنا نعيد طرح الاعتراف بالكيان الصهيوني مجددا على طاولة البحث، وهذه بحاجة لجهود عربية ودولية.

كلمات دلالية