تحليل: رؤية عباس الخاصة للمصالحة تعيق التجاوب مع الجهود المصرية

فلسطين اليوم

رغم الحراك الكبير التي تجريه القاهرة بهدف الوصول لاتفاق مصالحة ينهي حالة الانقسام الفلسطينية، إلا أن ما صدر من تصريحات وصفت بالتوتيرية من قبل الرئيس محمود عباس خلال اجتماع المجلس أمس، تبعث بعدم التفاؤل بإنهاء هذا الملف رغم الحاجة الماسة له لمواجهة المخاطر التي تحدق بالقضية الفلسطينية خاصة بعد المشروع الأمريكي الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يعرف باسم "صفقة القرن".

وكان الرئيس عباس قد اتهم أمس حركة حماس بأنها لا تريد المصالحة، وأنه يريد مصالحة كاملة، (وفق رؤيته).

وفي هذا السياق، أوضح الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، أن ملف المصالحة ليس بعيد المنال وهو غير مرتبط بما يجري في القاهرة الآن، لافتاً إلى أن الفصائل تضع الآن أولوية رفع الحصار عن قطاع غزة.

ولفت إلى أن ملف المصالحة هو من ضمن الأولويات للكل الفلسطيني، وأن ما حدث بالمجلس المركزي أمس في كلمة الرئيس أبو مازن يشير إلى قلقه وتوتره، موضحاً أن موقف حركة فتح من المصالحة معه، ولكن رؤية أبو مازن هي من تعيق ذلك.

من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن تصريحات أبو مازن في المركزي أمس تشير بشكل واضح أنه لا يريد مصالحة، ويريد كل شيء ولا يريد أن يعطي أي شيء، ليبقى متفرداً ويقصي من يريد، وهو أمر لم يعد مقبولاً لدى الشعب الفلسطيني.

وتابع أن مفهوم المصالحة لدى الرئيس عباس أصبح واضحاً للجميع، وهي الإقصاء، بينما عند الفصائل الأخرى المصالحة تعني الشراكة، وهو ما يرفضه أبو مازن.

وحول الدور المصري في ملف المصالحة وإمكانية الضغط عليه للمضي قدماً، رأى الصواف أن أبو مازن يعتقد أن مصر لا تملك أظافر ودورها بات دوراً وظيفياً تنفذ ما يطلب منها، ولم تعد صاحبة قرار، وهذا ما يجعله يتحدى الجانب المصري، ولا يبدي رغبة حقيقية في المصالحة.

ولفت الصواف إلى أن الرئيس عباس ريما يلقى خلف الظهر ولا تكون له أي قيمة فيما يجري الآن في القاهرة وما تسعى الفصائل الفلسطينية تحقيقه خدمة للشعب الفلسطيني.

يشار إلى أن الفصائل الفلسطينية تناقش في القاهرة ملف التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، وتشير المعلومات الواردة من القاهرة، إلى أن الملف ساخن والتفاصيل كثيرة وربما يفضي هذا الحراك لاتفاق يشمل رفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر وتحسين ظروف قطاع غزة الذي عاش 12 عاماً من الانقسام.