اعدام بطيء ينتظر "مرضى السرطان" في غزة فهل سيتم انقاذهم؟

الساعة 02:46 م|12 أغسطس 2018

فلسطين اليوم

تبددت فرحة أم أحمد واختفت بسمتها سريعاً؛ حينما وصلت إلى مستشفى الرنتيسي حيث الحصول على العلاج اللازم، لتتفاجأ بشعارات كُتبت على كراسي وأسرة المستشفى تعتذر فيها الإدارة عن تقديم الخدمات للمرضى لعدم توفر العلاج.

"أم أحمد" البالغة من العمر 45 عاماً خرجت من منزلها منذ ساعات الصباح وهي تحمل أملاً كبيراً في الحصول على الجرعة قبل الأخيرة لعلاج مرض "سرطان الثدي" الذي أصابها منذ شهر "12" ديسمبر الماضي؛ إلا أنها تفاجأت باعتذار الأطباء عن تقديم العلاج لعدم توفره مما أصابها بحالة من الذهول والخوف مما هو قادم، خاصة بعد أن وصلت إلى مرحلة متقدمة في العلاج.

ومن المفترض أن تحصل "أم أحمد" اليوم (12/8) على الجرعة السابعة قبل الأخيرة من العلاج الكيماوي، إلا أنها عادت إلى البيت مثقلة بالهموم والأحزان خوفاً من انتشار المرض مرة أخرى في جسدها.

وتقول أم أحمد بحرقة لمراسل "فلسطين اليوم": "إذا لم أتلق العلاج اللازم ستزداد معاناتي وسأتعرض للخطر الشديد، لذلك أتمنى من أصحاب القلوب الإنسانية أن تسعى جاهدة لتوفير العلاج اللازم لمرضى السرطان قبل فوات الأوان".

واكتشفت أم أحمد مرضها نهاية العام الماضي وكتب لها الطبيب ضرورة الحصول على ثمانِ جرعات من علاج الكيماوي قبل أن تشرع بالحصول على صورة إشاعة للتأكد من نسبة وجود المرض، وأشارت بحزن عميق إلى أن جرعة العلاج والاشاعة سيتم تأجيلها لوقت غير معروف إذا لم تحصل على الجرعة في الوقت القريب.

وتعالج مستشفى الرنتيسي شهريا نحو 700 شخص من مرضى السرطان الذين يتلقوا العلاج الكيماوي سواء أطفال أو نساء أو كبار سن، ولن يتلق المرضى العلاج اللازم حتى اشعار أخر.

وفي قسم الرجال من مرضى السرطان ترى حالة أكثر مأساوية، فالمريض فايز أبو عدوان طريح الفراش لا يستطيع فعل شيء ولكن يقوم بعمل بسيط عبر الايماء بعيونه وأصابع يده.

ويعاني أبو عدوان وفقاً لنجله عبد الحميد من عدم القدرة على الحركة أو التحدث لعدم وجود العلاج الهرموني وابرة الأريدي لبناء العظام، مؤكداً أن عدم توفر العلاج ستزيد حالة والده سوءاً.

وناشد عبد الحميد كافة المسؤولين في وزارة الصحة برام الله وغزة إلى سرعة توفير العلاج اللازم للمرضى خاصة وأن حالتهم أصبحت في خطرٍ شديد.

أما حكيم قسم الأورام في مستشفى الرنتيسي إبراهيم زقوت أكد أن المستشفى شهدت اليوم حالة من الحزن والذهول على وجوه المرضى كافة وبكاء شديد لعدم تلقيهم العلاج اللازم.

وأشار إلى أنه شعر بحالة من الحزن الشديد لعدم تمكنه من تقديم العلاج للمرضى، مبيناً أن المستشفى فقد علاج المناعة بشكل كامل لذلك لا يمكن لنا تقديم علاج كيماوي دون العلاج المناعي.

أما محمد أبو سلمية مدير مستشفى الرنتيسي قال: "إن أزمة نقص الأدوية تُأثر على المرضى بشكل كبير جداً، خاصة مع فقدان 80% من العلاج الكيماوي وفقدان عقار النبوبجين الذي يساعد على رفع المناعة الذي بدونه لا يمكن إعطاء علاج الكيماوي".

وأكد أبو سلمية لمراسلنا أن الأوضاع في المستشفى خطيرة جداً خاصة وأن الكثير من المرضى جاءوا إلى المستشفى وعادوا إلى بيوتهم ولم يتلقوا العلاج الكيماوي، قائلاً: "إذا لم يتلق المرضى العلاج فهم أمام خيارين لا ثالث لهما إما ان ينتشر في كافة انحاء الجسد وإما أن يتوفوا".

وطالب أبو سلمية، الجميع للتدخل العاجل سواء من رام الله أو غزة أو المؤسسات الإنسانية الدولية لإنقاذ المرضى وإدخال العلاج اللازم، مشيراً إلى أن ازمة نقص الأدوية تسببت في الأعوام الماضية لوفاة نحو 35 مريض، متمنياً من الجميع الإسراع في انقاذ المرضى.

وعدم توفر العلاج اللازم لمرضى السرطان يضعهم في حالة الخطر الشديد، ويعتبره الكثيرون بمثابة اعدام بطئ فلا يوجد أمامهم سوى خيارين فقط فإما أن ينتشر المرض في أجسادهم وإما أن يموتوا، لذلك يناشدون كل المسؤولين للتدخل العلاج لانقاذ حياتهم.

كلمات دلالية