الاضراب ينهك أجساد الموظفين أمام مقر "الأونروا" بغزة

الساعة 07:09 م|07 أغسطس 2018

فلسطين اليوم

تظهر علامات الإرهاق والتعب واضحتين على الموظف "علي مطر" الذي يخوض الإضراب عن الطعام لليوم الرابع على التوالي داخل خيمة الاعتصام المقامة أمام المكتب الإقليمي بغزة منذ 16 يوماً احتجاجاً على انهاء عقودهم بشكل تعسفي من قبل إدارة "الأونروا".

الموظف "مطر" الذي يُعيل 5 من الأطفال تلقى قرار انهاء عقده في برنامج الصحة النفسية عن طريق بوابة الموظفين "الإلكترونية" بزعم وجود أزمة مالية تعاني منها "الاونروا"، وهذا يمثل وفقاً لقوله "قلة احترام للموظف الذي عمل في مرافق الأونروا لمدة 8 سنوات وفي بعض الأحيان لمدة تصل إلى 37 عاماً".

ويعاني "مطر" كغيره من المضربين عن الطعام "ارتفاع في درجات حرارة جسده، كما يشعر بخذلان في الأطراف وتعب شديد يجعله يتكاسل بعض الشيء ونقصٍ في الوزن"، فيما تم نقل أربعة من المضربين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.

وحصل "مطر" على وظيفة في الأونروا قبل ثماني سنوات، بعد منافسة وجهد كبيرين خلال التقديم لوظيفة مدرس، قائلاً: "ماذا سأفعل اليوم بعد انهاء خدمتي عن العمل دون مراعاة لظروفنا وأوضاعنا الاقتصادية التي نمر فيها منذ سنوات؟"، فهذا مصدر رزقنا وجوهر قضيتنا لن نتخلى عنه مهما كلفنا من ثمن".

وأضاف خلال حديثه لمراسلنا: "سنواصل الاضراب عن الطعام مهما كلفنا ذلك من ثمن وسينضم إلينا عائلاتنا كافة بما فيهم النساء والأطفال في الفترة القادمة حتى وقف الإجراءات التعسفية ضد الموظفين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا".

وأشار، إلى أن أربعة من المضربين عن الطعام نقلوا إلى المستشفى بينهم موظفة، مؤكداً أن جميع المضربين عادوا إلى خيمة الاضراب عن الطعام لمواصلة احتجاجاهم والدفاع عن حقوقهم وحقوق كافة اللاجئين الفلسطينيين.

ولفت إلى أن أعداد المضربين عن الطعام من الموظفين يزداد بشكل واضح، خاصة في ظل استمرار الاحتجاجات والوقفات الشعبية المساندة لحقوقهم بشكل خاص ولقضية اللاجئين بشكل عام.

وأضاف: "اعتصمنا لمدة 16 يوماً ولم تستجيب إدارة الوكالة لمطالبنا الإنسانية، وقبل أربعة أيام خاض عدد من الموظفين الاضراب عن الطعام وتم نقل عدد منهم على المستشفيات لتردي أوضاعهم الصحية"، متمنياً أن لا يصل الموظفين لدرجة خطيرة على صحتهم بسبب تعنت إدارة الوكالة بقرارتها الجائرة.

وعن قطع المياه والكهرباء عن المعتصمين في خيمة التضامن، أكد أنه تم قطع المياه والكهرباء لفترة معينة، قائلاً: "هذا يدلل على أن مؤسسة الأونروا لا تتعامل مع الشعارات التي تطلقها بإنسانيتها ونزاهتها وشفافيتها أمام المعتصمين بشكل سلمي".

ويواصل موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اعتصامهم داخل مقرها الرئيسي في قطاع غزة، والذي مضى عليه أسبوعين كاملين "16 يوماً، رفضًا لإجراءات "الوكالة الأممية" والتي أدت لفصل أكثر من ألف موظف وتقليصات كبيرة طالت خدامتها في غزة ومناطق أخرى.

ولا تزال إدارة الوكالة متعنتة ومتجاهلة لمطالب الموظفين المعتصمين أمام مقرها، إلا أنهم بدأوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام يوم السبت 6 آب، ضمن الخطوات التصعيدية الرافضة للإجراءات.

وبدأ اعتصام الموظفين صبيحة يوم الأربعاء 25 تموز/يوليو، بعد توجيه المكتب الإقليمي بغزة رسائل لنحو 120 موظفًا على بند الطوارئ بالفصل وانتهاء عقودهم نهاية أغسطس المقبل، ورسائل مشابهة لحوالي 800 آخرين، بانتهاء عقودهم نهاية العام، الأمر الذي أثار موجة غضب عارم وسخط شديد بين صفوف العاملين في الأونروا، خاصةً وأنّ قرارات الفصل طالت موظفين عملوا لدى الوكالة أكثر من 37 عامًا، وبعضهم من فئة (A) أي مثبتين.

يُشار إلى أن رئيس الجمعية العمومية في اتحاد الموظفين العرب محمد الغرة أكد في تصريح سابق لوكالة "فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الأيام القادمة ستشهد مزيداً من التصعيد ضد الإدارة العليا لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزة عبر تنظيم العديد من الفعاليات والمسيرات التي ستجوب الشوارع بأكثر من 13 ألف موظف، احتجاجاً على سياسية فصل الموظفين في برنامج الطوارئ وتقليص الخدمات.

كلمات دلالية