خبر بين القاهرة وباريس / معاريف

الساعة 09:23 ص|06 يناير 2009

بقلم: بن كاسبيت

        (المضمون: على اولمرت، باراك ولفني ان يتخذوا قريبا القرار الصعب لمواصلة القتال حتى النهاية إذ لا مفر من القضاء على حماس التي هي اسوأ من النازيين – المصدر).

        مع الظهر الى الحائط

        قرار قاسٍ

        إذن ماذا الان؟ اذا لم يحصل شيء ذو أهمية على المستوى السياسي، سيرفع الجيش الاسرائيلي قريبا توصيات بمواصلة العملية البرية كما هو مخطط لها. بتعبير آخر: الانتقال الى المرحلة التالية، تعميق النشاط العسكري، الشروع في الانشغال بالامر الحقيقي: الذراع العسكري لحماس، الذي ينتظر في خنادقه المفخخة. "نحن لا ندخل الى هناك من أجل وضع حشوة ضرس"، قال هذا الاسبوع مصدر عسكري كبير، "نحن نأتي لاجراء علاج جذري للضرس". حشوة، في حالتنا، لن تحل المشكلة. التعفن سيتعمق ويتفاقم. العلاج الجذري اللازم لم يجرِ بعد على الارض.

        اذا لم يكن هناك اختراق سياسي في الايام القريبة، اذا لم يوفر العالم البضاعة التي تسمح لاسرائيل بوقف النار، سيتعين على اولمرت، باراك ولفني ان يتخذوا قرارا صعبا آخر. ولا يمكن أن نحسدهم. هذا قرار قاس تتعلق به حياة غير قليل من الجنود. ولكن هذا قرار يفترضه الواقع. هذه الحرب في غزة هي حرب يجب على اسرائيل ان تنتصر فيها. الامر البارد هذا، الذي يضغط لنا على الظهر، هو الحائط. ببساطة، لا يوجد بديل آخر. الاسلام المتطرف يبعث بفروعه الى كل صوب. اولا حزب الله، الان حماس، على جدارنا الجنوبي، مع قدرة صاروخية قريبة تصل الى تل أبيب. هذا الموضوع يجب اجتثاثه من الجذور.

        يزحفون الى القاهرة

        ضائقة حماس

        النشاط السياسي يعتمل. وفد حماس وصل الى مصر بعد فترة رفض طويلة. هذه المرة، زحف الحماسيون الى القاهرة. يوجد في الوفد ممثلون من حماس الخارج (دمشق)، ومن حماس الداخل (غزة). من جهة اخرى، الوفد ليس رفيع المستوى. المصريون يقولون لهم شيئا بسيطا: اوقفوا اطلاق النار. الان. اذا اوقفتم، سيتعين على الاسرائيليين ايضا أن يتوقفوا، وقف النار سيعيد الوضع قبل 19 كانون الاول (نهاية التهدئة) الى سابق عهده.

        موسى ابو مرزوق تحدث أمس عن رغبة حماس في وقف النار. الاستخبارات تبلغ عن ضائقة حقيقية في المستويات القيادية لحماس في غزة. وهذا ليس بعد هو المطلوب. حماس تواصل المطالبة بفتح المعابر، في محاولة لتحويل المسألة الى انسانية، والاحتفاظ بخيار انجاز يمكنها ان تعرضه على الجمهور في غزة بعد أن يتبدد الدخان. أما اسرائيل من جهتها، فتواصل التمترس في مطالبها: وقف التهريب، آلية دولية، اعتراف بحق اسرائيل في الرد على نار الصواريخ وما شابه. الامريكيون ينسقون النشاط الى جانب المصريين، دول عربية اخرى وتركيا. كوشنير وساركوزي هنا، ولكنهما لا يتحدثات أبدا بذات الصوت. ساركوزي مر أمس بعلاج طويل ومطول لدى بيرس واولمرت. وهو يترك الانطباع بانه فهم تعقيد الوضع.

        وقاحة تركية

        اردوغان على نمط نصرالله

        في الغرف المغلقة، يتحدثون في القدس على الوقاحة التركية. رئيس الوزراء اردوغان يلقي على الدوام بخطب لاذعة ما كانت لتخجل نصرالله. كل صلة بالواقع هي بالصدفة بالتاكيد. اسرائيل، حسب اردوغان، هي التي خرقت التهدئة. وبعد قليل سيقول اننا اطلقنا القسام على غزة. هو، الذي أمر قبل وقت غير بعيد بغزو بالقوة، مع دبابات وطائرات الى كردستان العراقية "لمكافحة الارهاب"، الصادر عنها الى داخل تركيا؛ هو، الذي تلقى من اسرائيل الاحترام والتقدير للتوسط بينها وبين سوريا. تركيا، التي ذبحت الشعب الارمني بوحشية غير مفهومة، دون أن مبرر. الارمن لم يطلقوا القسام او قذائف الهاون على الاتراك. اشتبهوا فقط كمن هم غير موالين في اثناء الحرب العالمية الاولى. ولهذا ماتوا. إذن فان لاردوغان، كما تقول محافل رفيعة المستوى في القدس، توجد وقاحة. بل ان لفني تحدثت امس مع وزير الخارجية التركي ووبخته بشدة قائلة: "اسرائيل تفعل الشيء الصحيح، وانتم تعرفون ذلك".

        ماذا كانت روسيا ستفعل لو كانت مكان اسرائيل؟ ما فعلته لجورجيا. ما فعلته للشيشان. ما كان لاي جندي روسي أن يكلف نفسه التراكض بين البيوت في جباليا. بضع مئات من اطنان القذائف من الجو كانت ستقوم بالعمل. وماذا كانت بريطانيا ستفعل؟ ما فعلته في درزدن. ببساطة أحرقة المدينة على سكانها، حين كان واضحا بان المانيا خسرت. حماس، وليكن واضحا، هي حركة اسوأ من النازيين. هناك، الايديولوجيا كانت عنصرية. هنا هي دينية وعنصرية. هناك وهنا كان التطلع هو لتصفية اليهود. معلن، مكتوب، يطرح على المستويات. النازيون صفوهم. اما حماس فيحمونها.