بالصور حقائق يجهلها طلاب الثانوية و ذويهم عن الفرع الصناعي
الساعة 09:28 م|30 يوليو 2018
فلسطين اليوم
"تحدثت معي صديقة، و قالت لي إن الفرع الصناعي به أقسام و تخصصات جديدة تؤهل طلاب الثانوية العامة لاكتساب خبرة عملية، و تساعدهم للانخراط في سوق العمل الذي يتجه نحو الأعمال التقنية و المهنية، و للوهلة الأولى شعرت بالريبة عندما سمعت اسم الفرع من صديقتي، و خصوصاً لم نسمع عنه من قبل و لا نمتلك معلومات واضحة عنه، كما هو الحال في فرعي الأدبي و العلمي، و مؤخراً الشرعي".
بهذه الكلمات بدأت ثراء شريف حديثها لــ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية"، التي تحدثت عن تجربتها في مخيم في "مدرسة عبد المعطي الريس الثانوية المهنية للبنات"، و الذي خُصص لتعريف طالبات الصف العاشر بالفرع الصناعي، و في محاولة لتعريفهم و ذويهم بهذا الفرع، و مميزاته.
و تتابع شريف حديثها بالقول: "واجهت معارضة شديدة من أهلي عندما عرضت عليهم فكرة الدخول في الفرع الصناعي، بدلاً من العلمي، و لا سيما و أنا من المتفوقات في دراستي، و لكنني أريد أن أكمل دراستي الجامعية في تخصص الهندسة، و وجدت هذا الفرع هو الأنسب لتوجهي نحو الأعمال التقنية، و في المجالات التكنولوجية".
و أشارت الى أن قلة الوعي عند الطلبة و ذويهم بماهية هذا الفرع، تجعلهم يقلقون من التفكير في الدراسة فيه، و يجعلهم محل سخرية و تهكم المحيطين بهم من المجتمع، مشيرة الى أن التميز في هذا الفرع يحتاج إرادة و إصرار و مثابرة، و تجاهل لأحاديث المحبطين من الناس.
من جهتها قالت الطالبة "ريما نصار": "شجعني أهلي على الدخول في الفرع الصناعي، و خصوصاً أن المجتمع به الكثير من الخريجين في التخصصات التقليدية، علماً بأن سوق العمل في السنوات القادمة سيعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا و الهندسات بأنواعها الحديثة و المختلفة".
أما الطالبة عبير الترتوري، فأشارت الى أنها خلال أيام المخيم تغيرت نظرتها للفرع، و اقتنعت بالدراسة فيه، إلا أن عائلتها ترفض ذلك بدعوى أن نظرة المجتمع للفرع تختلف عن الفروع الأخرى (العلمي و الادبي)، لا سيما و أنها متفوقة في دراستها.
أما المدربة في المخيم، المهندسة إيمان الخولي فأوضحت أن مخيم التدريب المهني حاول خلال أسبوعين إعطاء فكرة للطالبات عن الفرع و أقسامه، و اطلاعهم عليه في اقسام مختلفة من بينها "تطبيقات الموبايل، وتصميم صفحات الويب، و الجرافيك"، و خصوصاً أن هذه الأقسام تم إدخالها حديثاً الى الفرع لمواكبة التطور التكنولوجي الحديث.
و أوضحت ان الهدف من المخيم هو تغيير فكرة و نظرة الطلبة و المجتمع حول التعليم المهني، و كانت هناك انجازات للطالبات المشاركات في المخيم، فالبعض صمم تطبيقات للهواتف المحمولة، و قامت مجموعات أخرى بتصميم صفحات الكترونية، بالإضافة الى إعداد تصاميم جرافيك، و اعمال أخرى.
كما تحدثت عن الفرع نائبة مديرة المدرسة، أ. وفاء الإسي التي أوضحت بدورها أن الفرع موجود في وزارة التعليم منذ العام 2003، حيث كان يتضمن 3 تخصصات هي صيانة الحاسوب و التجميل و تصميم الأزياء.
و قالت في حديث لــ "مراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "تم خلال السنوات القليلة الماضية توسيع الفرع ليشمل تخصصات جديدة في مجالات تكنولوجيا المعلومات، من بينها تطبيقات الموبايل و جرافيك و تطبيقات صفحات الويب، حيث تم تجهيز مختبرات حاسوبية بدعم من الإغاثة الإسلامية التي ساهمت في منح المدرسة الأجهزة والمعدات اللازمة للتدريب العملي".
و لفتت الى أن المعلمات في المدرسة مهندسات، خاضعات لتدريب عالي المستوى، كما تضم المدرسة طاقم تدريسي لكافة المواد الدراسية الأخرى التي يشتمل عليها الفرع الى جانب التخصصات العملية، حيث أن الفرع به من المواد الدراسية كما غيره من الفروع الأخرى.
و أشارت الى أن الهدف من هذا الفرع هو نشر ثقافة التعليم المهني، و زيادة الوعي به، لا سيما أن التوجه في العالم اليوم هو للتعليم المهني، منوهة الى أن الطلبة و الطالبات في الفرع الصناعي بالإضافة الى شهادة الثانوية العامة، يحصل على شهادة مزاولة في القسم الذي درسوا به، بالإضافة الى الخبرة العملية التي يكتسبونها، مؤكدة بأن الكثير من الطالبات تخرجوا من الثانوية الصناعية الى العمل بالتوازي مع دراستهم الجامعية.
و أوضحت الإسي بأن" المدرسة تقوم بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المهني و الشركات، لإرسال طلبتها للتدريب الميداني، لزيادة و صقل خبراتهم في المجالات التي يدرسونها".
و وجهت الإسي رسالة للمجتمع المحلي قائلة: "إن هناك فرصة لتوجيه نظرة الأبناء للتعليم المهني، و عدم الحد من طموحهم، خصوصاً أن الظروف و سوق العمل لا يحتمل زيادة خريجين من التخصصات الأخرى كالطب و التعليم الأساسي و التربية ...الخ.
