خبر صحيفة خليجية: « محرقة غزة » تتصاعد والعرب منشغلون بتعداد الغارات والضحايا

الساعة 06:52 ص|06 يناير 2009

فلسطين اليوم – غزة

حذّرت صحيفة "الخليج" الشارقية، في افتتاحية عددها الصادر اليوم الثلاثاء، من أنّ العالم العربي بات معتاداً على إحصاء الضحايا والخسائر المروِّعة في صفوف المدنيين، دون أن يبادر إلى التصرّف إزاء ذلك بشكل عملي يوقف المآسي المتلاحقة.

 

وكتبت الصحيفة قائلة إنّ هناك "محرقة صهيونية (تجري) ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والعرب يعدّون الأيام، ويحصون عدد الطائرات والطلعات والغارات والصواريخ والمواقع، وعدد الدبابات والمدافع والقذائف، وعدد السفن الحربية والمدمرات والبوارج، وكذلك الغواصات، كأن غزة هي الطرف الآخر في حرب عالمية تتطلب مثل هذا الحشد من أسلحة الموت والدمار"، حسب استغرابها.

 

وقالت الصحيفة الإماراتية إنّ "المحرقة مستمرة والعرب يبرعون في تعداد الشهداء والجرحى الذين سقطوا، وعدد الأطفال والنساء والشيوخ منهم، وعدد الذين هجّروا من منازلهم، وأعداد الذين يقيمون في منزل واحد، أو بقايا منزل، أو ملجأ أو خيمة أو حتى في العراء".

 

وتابعت "الخليج" في افتتاحيتها قائلة "المحرقة إلى تصاعد والعرب يداومون على الهواية من دون أن يعتريهم السأم، أو تداهمهم الرتابة. وها هم يعدّون المنازل التي هُدمت على رؤوس ساكنيها، والمساجد التي تدك بصواريخ الطائرات، ويُحصون عدد المدارس التي نسفت والمستشفيات التي ضربت، ومعها المخابز والدكاكين".

 

وحذّرت الصحيفة في افتتاحيتها من أنّ "محرقة غزة تدخل أطواراً جديدة، والعرب لم يكملوا مهمة التعداد، وها هم يحصون عدد التصريحات والبيانات، وعدد التظاهرات والمتظاهرين في التظاهرات، وعدد أطنان المساعدات المرسلة والمعدّة للإرسال، وعدد الشاحنات والصناديق والأكياس، وربما بلغوا مرحلة عدد حبات الأرز وحبات السكر، حتى لا يقال يوماً إنهم أخطأوا الحساب"، في إشارة إلى انشغال الإعلام الرسمي لبعض الدول العربية بالتركيز على المساعدات المقدمة إلى الضحايا في غزة.

 

كما ذكّرت "الخليج" بأنّ "العرب لا يغفلون طبعاً عن تعداد المعاهدات والاتفاقات والملاحق والوثائق وخرائط الطرق، وعن تعداد الاجتماعات العربية من المندوبين إلى الوزراء إلى القمم، وتعداد كم مرّة ذهبوا إلى مجلس الأمن وكم مرة أحبطوا أو خابوا في مجلس الأمن، وكذلك كم مرّة راهنوا على أمريكا، و”كم فيتو استخدمت أمريكا لكسر تطلعاتهم على تواضعها"، وفق قولها.

 

وخلصت الصحيفة الشارقية إلى القول "مجرمو الحرب في الكيان الصهيوني يكملون محرقتهم ضد الشعب الفلسطيني في وطنه المحتل، والعرب في انتظار ما لا يأتي، يواصلون التعداد والإحصاء"، قبل أن تستدرك الصحيفة بالقول "حبذا لو يتعطّل هذا العدّاد. متى يستبدل هذا العدّاد؟".