48 ساعة مصيرية.. يديعوت احرونوت

الساعة 10:10 ص|28 يوليو 2018

يديعوت – مقال - 27/7/2018

 

 

بقلم: اليكس فيشمان

 

(المضمون: الحرب في غزة لا توجد بعد في حالة الانطلاق التلقائي ولكن الاصبع بات على الزناد وكل شذوذ عنيف من حماس في نهاية الاسبوع القريب سيقاس بمسطرة عسكرية وسياسية دقيقة - المصدر).

 

كل التقديرات تشير الى اننا نقف امام نهاية اسبوع عاصفة اخرى على حدود غزة – وهذه المرة يمكن لهذا ان يكون حرجا لمصير القطاع. في اسرائيل وفي حماس على حد سواء يشخصون الـ 48 ساعة القادمة كساعات اختبار: حماس وضعت قواتها في حالة تأهب عليا، وقيادة المنطقة الجنوبية عززت وتوجد في جاهزية عالية تمهيدا لامكانية التدهور الامني.

 

حماس تقرأ التصعيد في الرد الاسرائيلي من اسبوع لاسبوع. كمية ونوعية الاهداف التي تهاجمها اسرائيل بالنار من الجو ومن البر – بما في ذلك اهداف داخل المدن المكتظة – ترتفع من جولة الى جولة. في الاسبوع الماضي، بعد مقتل مقاتل جفعاتي، العريف أول أفيف ليفي، أنهى سلاح الجو ثلاث موجات من الهجمات على ستين هدف، واستعد لموجة رابعة من الهجمات بشدة تفوق كل ما شهدته غزة حتى الان. ومنعت هذه الموجة في نهاية المطاف لان حماس لجمت رجالها وطلب وقف النار. واذا كان في نهاية الاسبوع القريب تدهور امني – فان الموجة الرابعة اياها التي منعت ستستخدم على ما يبدو. من هناك وحتى جولة عنيفة على نحو خاص، الطريق قصير.

 

في اسرائيل يتابعون ترددات النفس لدى قيادة حماس ويقدرون بان الاحتمال في أن تسعى المنظمة للوصول الى انجازات اقتصادية من خلال الحوار أعلى من الاحتمال في أن تطلق اللجام وتحاول الوصول الى ذات الانجازات بوسائل عنيفة. ومع ذلك، ليس واضحا لاسرائيل ما هي التعليمات التي اصدرتها حماس لرجالها قبيل المظاهرات اليوم، كما ليس معروفا اذا كانت المنظمة وضعت يدها – أو تحاول وضع يدها – على القناص (او القناصة) الذي قتل العريف أول ليفي واصاب ضابطين. صحيح أن حماس دفعت بوحدات حماة الحدود لديها على طول الجدار، ولكن ليست واضحة التعليمات التي صدرت لهم، وليس واضحا مدى الجهد الذي يبذلونه كي لا يسمحوا لجهات مسلحة الاقتراب من الجدار.

 

نقطة الانطلاق هي أنه في المظاهرات التي ستجري اليوم على طول الجدار لن يشارك عشرات الالاف مثلما في الماضي، ولكن مستوى عنف المتظاهرين سيكون أعلى وذلك ضمن امور اخرى لانه في الاسابيع الاخيرة أخذ مستوى العنف في هذه المظاهرات يتصاعد ويتضمن ايضا القاء قنابل يدوية، عبوات، محاولات اكثر لتنفيذ عمليات ضد العائق الجديد الذي يبنيه الجيش الاسرائيلي قرب الجدار، وكذا نار القناصة. يمكن الافتراض بان استفزازا مشابها اذا ما حصل اليوم سينتهي بمواجهة بشدة اخرى.

 

بالتوازي، فان صبر اسرائيل على "العمليات الشعبية" مثل اطلاق البالونات الحارقة اخذ هو الاخر بالتناقص. صحيح أو اوامر فتح النار لم تتغير ولكن اليوم ايضا يتلقى مطلقو البالونات النار من الجو. في اسرائيل يتوقعون، وهذه ايضا هي الرسالة التي نقلت الى حماس، أن تلجم المنظمة بشكل مطلق كل الجهات التي من شأنها أن تشعل المنطقة اليوم.

 

خلف الكواليس توجد اتصالات، ولا سيما في القاهرة، في محاولة لاستئناف التفاهمات بين السلطة وحماس وتحقيق تسويات محتملة مع اسرائيل تؤدي الى وقف نار طويل. هذه الاتصالات، التي تجري في محاور مختلفة وخلف ابواب مؤصدة، تتضمن احاديث محتملة عن انهاء قضية الاسرى والمفقودين، هي عامل لاجم هام. في اسرائيل يأملون الا تسمح حماس بضياع الجهود الدبلوماسية، التي تريدها هي ايضا، هباء. من جهة اخرى ليس واضحا كيف ستؤثر الازمة المالية في وكالة الغوث، والتي تؤدي الى اقالات جماعية ومظاهرات وردود فعل يائسة في غزة، على قيادة حماس.

 

لقد اشارت اسرائيل هذا الاسبوع بانها ليست معنية بعد في تحطيم القواعد. عندما اصيب هذا الاسبوع ضابط من جفعاتي بالنار على يد قناص لم يستخدم سلاح الجو على الاطلاق، وانحصر الرد بنار المدفعية نحو سبعة مواقع لحماس. من ناحية اسرائيل كان هذا ردا محدودا جدا. حماس هي الاخرى من جهتها اختارت الا ترد على أربعة القتلى الذين وقعوا لها بضربة النار القصيرة هذه. الطرفان في واقع الامر يرويان لنا من خلال الاستخدام المدروس للنار بانهما لا يريدان حربا شاملة.

 

امس بدأت هيئة الاركان بقيادة المنطقة الجنوبية تجريان تقويمات للوضع. في هذا الاطار تحلل كل قول وكل حركة لقادة حماس ولرجالها في الميدان. الحرب لا توجد بعد في حالة الانطلاق التلقائي ولكن الاصبع بات على الزناد وكل شذوذ عنيف من حماس في نهاية الاسبوع القريب سيقاس بمسطرة عسكرية وسياسية دقيقة.