بسبب الأوضاع الاقتصادية

الالتحاق بالجامعات.. حلم صعب المنال لمعظم طلبة غزة

الساعة 01:58 ص|28 يوليو 2018

فلسطين اليوم

في الوقت الذي شرعت فيه الجامعات الفلسطينية بحملاتها الدعائية لاستقطاب خريجي الثانوية العامة لهذا العام، يقف الكثير من هؤلاء الطلبة عاجزين أمام متطلبات الالتحاق بجامعة يكملون فيها مشوارهم التعليمي، بسبب ارتفاع التكلفة الدراسية، و سوء الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، و زيادة نسبة الفقر.

و بين ارتفاع التكلفة و انعدام فرص عمل للخريجين، يتراجع حماس هؤلاء الطلبة للالتحاق بالجامعات، حيث يفضلون البحث عن فرصة عمل في مجالات تتعلق بالجانب المهني، و تجنب الالتحاق بالتعليم الأكاديمي، معتبرين أن فرص الأعمال الحرة و الأعمال التقنية توفر عليهم جهد و تكلفة الدراسة الجامعية، التي ربما يقضون فيها سنوات طويلة و لا يحصلون على فرصة للعمل في مجالات تخصصاتهم.

مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" تحدثت الى العديد من هؤلاء الطلبة، الذين أكدوا أن الظروف الاقتصادية الصعبة تقف عائقاً أمامهم للالتحاق بالجامعات.

الطالبة "سندس عياد"، واحدة من هؤلاء الطلبة الذين تخرجوا من الثانوية العامة حديثاً، و حصلت على معدل 84% في الفرع العلمي، لم تتمكن حتى الآن من التسجيل في أي جامعة بسبب التكلفة المرتفعة للدراسة بالجامعات الفلسطينية، حيث أن والدها مريض و لا يقوى على العمل، و تعيش أسرتها ظروفاً صعبة.

و قالت عياد لمراسلتنا: "درست و اجتهدت لكي أحصل على منحة دراسية في إحدى الجامعات، لكن حتى الآن لم استطع الالتحاق بالجامعة لأن أسرتي لا تملك قوت يومها، حتى توفر القسط الجامعي، و لم".

الطالب "آدم أبو الروس"، لا يختلف حاله عن حال زميلته "سندس"، حيث تعاني أسرته من ظروف مادية صعبة، و لم يلتحق بالجامعة حتى الآن.

"آدم"، الذي حصل على معدل 70% في الفرع الأدبي قال: "إن أسرته التي تتكون من 8 أفراد تعيش ظروفاً مادية صعبة، و أنه أشقاؤه الذين سبقوه الى الجامعات يضطرون لتأجيل فصولاً دراسية في الجامعة لعدم توفر الأقساط الجامعية".

أما الطالب "بيان خليفة"، فقد تخرج من الثانوية العام الماضي بمعدل 80% في الفرع العلمي، فحتى الآن لم يتمكن من الدخول لأي جامعة، بسبب الوضع الاقتصادي الذي تعيشه أسرته، بعد إحالة والده الى التقاعد المبكر من قبل السلطة الفلسطينية.

و اضطر بيان للبحث عن فرصة عمل لكي يدخر بعض المال حتى يتمكن من الدراسة بالجامعة، إلا أنه قرر مساعدة والده في مصاريف و احتياجات الأسرة، لا سيما أن لديه شقيقه الأكبر ما زال يدرس في الجامعة، و يحتاج المال لكي يسدد الأقساط الجامعية.

و يأمل خليفة أن يتمكن من الالتحاق بالجامعة العام القادم، أي بعد أن ينتهي شقيقه من دراسته، و يصبح لدى والده الإمكانية لتسديد مصاريفه الجامعية.

وبلغ عدد المتقدمين لامتحان الثانوية العامة في السنة الدراسية المنصرمة، 72 ألف طالب وطالبة، نجح منهم 48 ألفا، 15 ألف منهم حصلوا على معدلات تتراوح ما بين 90% و 99.7%، وبلغت نسبة النجاح 66.6%، وفقاً للمعطيات الرسمية.

و تشير الاحصائيات الى أن قطاع غزة يغرق في مستنقع الفقر و البطالة، حيث يعيش السكان في القطاع أصعب أوضاع اقتصادية و معيشية، و أن نسبة البطالة في قطاع غزة خلال الربع الأول من عام 2018 بلغت 49.1%،  و أن هناك 255 ألف شخص عاطل عن العمل خلال الربع الأول من عام 2018.

 

 

 

كلمات دلالية