ما الهدف من اللقاءات الماراثونية التي يجريها ميلادينوف عقب كل تصعيد في غزة؟

الساعة 06:51 م|26 يوليو 2018

فلسطين اليوم

كثف المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ميلادينوف لقاءاته مع رئيس حركة حماس إسماعيل هنية خلال الفترة الماضية وخاصة عقب كل تصعيد بين المقاومة والاحتلال "الإسرائيلي" على الحدود الزائلة بين قطاع غزة والأراضي المحتلة.

ويرى محللون سياسيون أن لقاءات ميلادينوف لها أهداف متعددة منها، المحافظة على خطته "الإنسانية" التي يسعى لتنفيذها في قطاع غزة والتي تحتاج إلى فرض الهدوء، بينما يرى آخرون أنها تهدف لكسر المعادلة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية (القصف بالقصف والدم بالدم) من خلال إيقاع خسائر كبيرة في صفوف المقاومة دون ردٍ مناسبٍ على جريمة الاحتلال من خلال تدخلات ميلادينوف السريعة.

ويعتقد المحللون في تصريحات لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن المرحلة القادمة ستشهد هدوء حذر بين المقاومة والاحتلال "الإسرائيلي"، لكنها لن تطول؛ فإما هدنة طويلة الأمد لها تداعيات كثيرة واستنزاف للمقاومة وإما معركة تكتيكية تنتهي بهدنة طويلة الأمد وانفراجه سياسية إلى حينه.

يُشار إلى أن ميلادينوف قطع زيارته إلى السعودية صباح اليوم الخميس، ووصل بشكل مفاجئ إلى قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون/إيرز شمال القطاع، وأجرى لقاء مع رئيس حركة حماس إسماعيل هنية، وبحث معه أخر المستجدات الميدانية، ثم غادر غزة وعاد عصر اليوم وأجرى لقاءاً آخر مع هنية.

أبو شنب: ميلادينوف لديه خطة إنسانية ويسعى للحفاظ عليها واستمرارها

المحلل السياسي حمزة أبو شنب يرى أن اللقاءات الماراثونية التي أجراها المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ميلادينوف مع رئيس حركة حماس إسماعيل هنية تأتي في إطار تسويق خطته الإنسانية بتحسين أوضاع السكان في قطاع غزة والحفاظ على استمرارها.

وأوضح أبو شنب في تصريح لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن ميلادينوف لديه خطة إنسانية منذ البداية وأي تصعيد يدفعه لإجراء لقاءات مع المسؤولين في المقاومة الفلسطينية من أجل التهدئة لتسويق خطته والحفاظ على استمرارها، مؤكداً أن الفصائل مع تحسين الأوضاع الإنسانية لكن دون تقديم ثمن سياسي.

ويعتقد أن موقف الأجنحة العسكرية للفصائل بعد استشهاد ثلاثة مقاومين إثر قصف الاحتلال نقطة رصد تابعة للمقاومة، برفع حالة الاستنفار في صفوفها وتهديد الاحتلال بالرد دفع ميلادينوف لزيارة القطاع ومناقشة التهدئة للحفاظ على خطته.

يُشار إلى أن وسائل الإعلام ذكرت أن نيكولاي ميلادينوف قطع زيارته إلى السعودية عقب التصعيد الأخير بين قطاع غزة والاحتلال "الإسرائيلي".

وفيما يتعلق بنقل رسائل "إسرائيلية" إلى حركة حماس قال المحلل السياسي أبو شنب: "ربما أي طرف يلتقي بالجانبين ينقل رسائل من حماس إلى "إسرائيل" أو العكس، لكنه ليس طرفاً بالتهدئة أو وقف إطلاق النار".

وحسب رؤيته للمستقبل يرى الكاتب والمحلل السياسي حمزة أبو شنب، أنه من المبكر الحديث بصورة واضحة عن أن الأمور تتجه إلى الهدوء لأن هذه المرة تختلف عن السابق حيث تتعاطي المقاومة مع العدو بشكل مختلف، ما لم يكن هناك استراتيجية أو حلول أكثر عمقاً من قضية الهدوء مقابل الهدوء".

سويرجو يرى أن الاستمرار في القبول بالهدوء مضيعة للوقت ومهزلة سياسية كبيرة

من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، أن اللقاءات التي يُجريها نيكولاي ميلادينوف في قطاع غزة هي محاولة من "إسرائيل" لكسر المعادلة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية "القصف بالقصف، والدم بالدم" من خلال إيقاع الكثير من الأذى والخسائر في صفوف المقاومة.

وقال سويرجو لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "إن "إسرائيل" تحاول استخدام أطراف خارجية من أجل الالتفاف على معادلة المقاومة لإيقاع الهزيمة السياسية في صفوف المقاومة، وذلك من خلال إجراء اتصالات ميلادينوف مع حماس عقب كل تصعيد على حدود غزة".

وأضاف: "اعتقد أن لقاءات ميلادينوف مع إسماعيل هنية مرة ومرتين عقب كل تصعيد ممكن أن تكون مفهومة، ولكن إذا تكررت أكثر من مرة فإنها إشارة إلى وجود أسلوب "إسرائيلي" جديد في التعامل مع المقاومة وهو تلبية لاستراتيجية رئيس اركان الاحتلال غادي ايزنكوت والتي تستند إلى القضم المتدرج لأفعال المقاومة".

وأكد المحلل السياسي أن "الاستمرار في قبول التهدئة بهذه الطريقة هي مضيعة للوقت ومهزلة سياسية كبيرة سندفع ثمنها كشعب فلسطيني غالياً".

وعن الضغوط التي تتعرض لها المقاومة قال: "هناك ضغوط كبيرة ومحاولات ترهيب وترغيب من خلال ميلادينوف بمعنى أنه إذا لم تلتزم المقاومة فإنها ستدفع الثمن غاليا وإذا التزمت الهدوء سيكون هناك (مكافآت) في المجال الإنساني"، معتبراً ذلك الأسلوب بأنه عملية رخيصة غير مقبولة لأن دماء الشهداء لا يوازيها كل مليارات الدنيا، وأن القبول في هذا التعامل سيؤسس إلى ثقافة جديدة مع المقاومة".

وعن توقعاته للقادم قال: "إن الأمور تتجه إلى هدوء حذر، إن نجحنا في تحقيق الهدوء هذه المرة لن ننجح في المرات القادمة، والامر يتطلب معركة تكتيكية فاصلة لوضع محددات جديدة للمرحلة القادمة"، متوقعاً أن الأيام القادمة ستشهد إما هدنة طويلة الأمد ولها تبعاتها الكثيرة أو عملية استنزاف مستمرة "معركة تكتيكية" تنتهي بهدنة طويلة الأمد وانفراجه سياسية إلى حينه".

القرا: ميلادينوف بائع كلام وينقل رسائل الاحتلال والأجدر عدم مقابلته

وفي ذات السياق يرى الكاتب والمحلل السياسي اياد القرا، أن زيارات المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ميلادينوف لا جديد فيها أنه بائع كلام.

وقال القرا في تصريح عبر صفحته الخاصة الفيسبوك: "لا أتوقع أي نتائج ايجابية لزيارة نيكولاي ميلادينوف لغزة، سوى أنه بائع كلام، وينقل رسائل الاحتلال بدقة كبيرة ومحامي يدافع عن الاحتلال".

وأضاف: "كان الأجدر عدم مقابلته، أو على الأقل تخفيض مستوى اللقاء".

 

كلمات دلالية