بالصور مؤسسة "بسمة أمل" تختتم مبادرة "عطاء أنثى" مع المريضات بالسرطان

الساعة 03:27 م|26 يوليو 2018

فلسطين اليوم

أن تفقد جزءًا من جسدك بسبب المرض فهذا قاسٍ، إحساس تام بالنقصان لا يعوضه إلا ابتسامة أمل تبحث عنها في وجوه أحبابك، ولكن ماذا لو تخلى عنك هؤلاء بعد مرضك؟ قد يكون هذا الأقسى، المرض سيزول، لكن الذكريات ستبقى حتى النهاية، ستنال منك في لحظات الألم، لتذكرك بمن تخلى عنك في لحظات الضعف.

سرطان الثدى انتشر بصورة كبيرة بين النساء في قطاع غزة، ووفق الإحصائيات تمثل حالات الإصابة بسرطان الثدي ما نسبته 18% من ‫إجمالي مرضى السرطان بقطاع غزة، بمعدل انتشار بواقع 78 امرأة مصابة ‫مقابل كل مئة ألف امرأة في القطاع من إجمالي السكان، وبنسبة 32% من بين ‫حالات الإناث، المرض دفع المصابات إلى دوامات لا تنتهى من المشاكل الأسرية والنفسية التي أثرت بصورة مباشرة على حياتهن، وإلى جانب العلاج الكيماوي وتكاليفه وآلامه وشراسة المرض استسلمت بعض النساء، بينما أبت مجموعة أخرى فضلت المواجهة والانتصار من خلال التحاقهن بمبادرة "عطاء أنثى"  في مؤسسة بسمة أمل لرعاية مرضى السرطان والتي كان لها دور فعال في دعم النساء المعنفات من هذا الداء اللعين وإخراجهن من جو الألم والعلاج الى جو الأمل والحياة من جديد.

مبادرة "عطاء أنثى" عبارة عن دورة تدريبية للأعمال اليدوية (التطريز والمشغولات اليدوية) ضمن مشروع "فوائد ثقافة اللا عنف" بالشراكة مع مؤسسة FXB وبال ثينك للدراسات الاستراتيجية والتي استمرت لمدة شهر ونصف في مقر مؤسسة بسمة أمل.

استهدفت المبادرة عدد 25 من النساء المصابات بسرطان الثدي المعنفات من البيئة المحيطة بهن لإخراجهم من جو الألم والعلاج ويقتنوا مهنة يدوية حرفية تساعدهن في الحصول على الدخل والتغلب على مصاريف العلاج الكيماوي, بدأت المبادرة في أوائل أيام شهر رمضان المبارك من خلال تنفيذ ورشات العمل للدورة التدريبية وتفريغ الطاقة السلبية والضغوطات التي يتعرضن لها من البيئة المحيطة بالمنتجات الفنية الرائعة وزادت عزيمتهم وإصرارهم علي إثبات أنفسهم بأنهم منتجات وليست مريضات باستغلال وقت فراغهم بإنتاج المزيد وإضافة لمساتهم الفنية وروحهم الجميلة عليها وإهداء منتجاتهم لأحبابهم.

ومع انطلاق المبادرة رحب السيد/ م. خالد لافى المدير التنفيذي لمؤسسة بسمة أمل بالسيدة/ أ. سالى السماك منسقة المشاريع لمؤسسة بال ثينك وتحدثا عن دور المريضات في مقاومة المرض وقدرتهم علي ان يكونوا منتجات لإعالة أسرهم بعيداً عن جو الألم والعلاج، وأكدا على أهمية المبادرة في اكساب مهارات فنية وتبادل الخبرات بين المريضات ليخرجوا من الضغوطات النفسية والسلبية ومحاربة العنف في كل مكان ليعيشوا حياة طبيعية أقوياء كباقي نساء العالم، وأوضحا بأن المؤسستين تعملان على توفير كافة الفرص المتاحة لتعزيز دورهم الفعال في المجتمع وانه سيكون زاوية مخصصة داخل المؤسسة لعرض المنتجات كجانب تسويقي لمنتجاتهم لإتاحة الفرصة للزوار باقتنائها وشرائها ويعود الدخل للمريضة المنتجة كحافز لها.

وخصص يوميان بالأسبوع لتنفيذ الورشات (التطريز والمشغولات اليدوية)، التي تقدمها كل من المتطوعات المدربة/ إسراء أبو ناجي والمدربة/ ولاء الغرباوي، وتم التركيز على تعزيز دور المريضات في محاربة العنف الواقع بسبب المرض والعلاج وإكسابهن حرفة يدوية سعياً للحصول على دخل يساعد في مواجهة تكاليف العلاج الباهظة.

وفي أول ايام المبادرة تم تزين قاعة الورشات من قبل المريضات وكما تم استقبال شهر رمضان الفضيل بصناعة زينة رمضان من (أحبال زينة وفوانيس) وتم التطرق لتعليم مواضيع عديدة (تطريز فلاحي ومدني وديكور بالصوف وفن الخرز وقرطاسية من الفوم وزينة عيد الفطر ) وخلال ورشات العمل تم تبادل الخبرات بين المريضات وتنفيذ مشغولات ببيتهم وإحضارها للمدربات للإشراف عليها وتوجيهم.

واختتمت مؤسسة بسمة أمل لرعاية مرضي السرطان المبادرة من خلال تنفيذ حفل ختامي بحضور جميع النساء المشاركات وإدارة مؤسسة بال ثينك الداعمة والراعية للمبادرة, تم الترحيب بالضيوف وتحدث منسق عام المؤسسة السيد/ سامي الجوجو بكلمة شكر للمريضات على عطائهم وعلى المخرجات الجميلة من المبادرة وشكر إدارة مؤسسة بال ثينك على دورها في دعم ومساندة مريضات السرطان في غزة, وأكد علي الدعم المستمر لمثل هذه المبادرة التي تعود بفائدة كبيرة واستمرارية طويلة الامد بعد انتهائها, وتوجهت إدارة مؤسسة بال ثينك بشكر المريضات علي روحهم الايجابية وعلي منتجاتهم المميزة, وفي ختام الحفل تم تكريم المنسقة/ سالي السماك والمدربات ومن ثم تم تكريم المريضات المشاركات وقدموا شكرهم الجزيل لمؤسستا بسمة أمل وبال ثينك على ما تم تقديمه لهم ودعمهم المستمر وعطائهم الدائم.

 

3
1 (1)
5
10
14
27
31
39
67
 

كلمات دلالية