بيروت: الجهاد تنظم ندوة سياسية حول "صفقة القرن ومصيرها

الساعة 04:35 م|25 يوليو 2018

فلسطين اليوم

نظمت "حركة الجهاد الإسلامي" ندوة سياسية بعنوان "صفقة القرن ومصيرها"، حاضر فيها ممثل الحركة في لبنان إحسان عطايا، وذلك في مركز بيت المقدس في مخيم عين الحلوة، بحضور ممثلين عن فصائل منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية والقوى الإسلامية واللجان الشعبية ولجان الأحياء وعدد من علماء الدين، وأعضاء وأنصار "حركة الجهاد" في صيدا.

وخلال الندوة، أكد عطايا أن "صفقة القرن هي مشروع تهويدي يراد منه تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء كل حقوقنا التاريخية، وتأتي في ظل انهيار بنية بعض الدول العربية، وسط حروب تدمر الكثير من مقدرات الشعوب العربية وفي ظل انقسام في الشارع الفلسطيني"، مشيراً إلى أن "توقيت الصفقة في هذه الظروف يأتي في محاولة لتمريرها بشكل سلس".

ولفت إلى أنه "منذ قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس دخلت الصفقة خطواتها العملية".

وأوضح عطايا أن "ترامب ظن أنه حصل على الموافقة عندما اجتمع مع زعماء معظم الدول العربية والإسلامية في الرياض، وقدموا أموالاً طائلة للرئيس الأمريكي الجديد، فظن أن الأمور ميسرة وسهلة، ولا سيما في ظل حصار غزة، وفي ظل وجود من هو مستعد لبذل الأموال للتخلص من القضية الفلسطينية".

وأضاف: "لم يتم الإعلان عن تفاصيل الصفقة، بل ظلت طي الكتمان مع تمرير خطوات عملية، ومنها تمرير الكنيست لقانون "القومية اليهودية" في فلسطين، ومنح العدو حرية تهويد الأرض"، لافتاً إلى أن "خطورة هذا المشروع تكمن في أنه خطوة على طريق تثبيت صفقة القرن، ويهدد بترانسفير للشعب الفلسطيني في الداخل، وكانت قد سبقته ممارسة الضغط المالي على وكالة الأونروا للتخلص منها، لكونها الشاهد الأساس على المجازر التي ارتكبها العدو بحق الشعب الفلسطيني وعلى لجوئه وتشتيته".

وقال ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان: "نحن نخشى أن يكون للدول العربية دور كبير في تمرير صفقة القرن أو يتم الضغط عليها من أجل ذلك. كما ننظر بعين الريبة من محاولة توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن وجودهم أو تهجيرهم إلى مناف جديدة".

ولفت إلى أنه "برفض الفلسطينيين بجميع مكوناتهم لصفقة القرن رفضاً كاملاً منحهم قوة لمواجهتها أكثر من أي وقت مضى"، مشدداً على أن "هذا الرفض الفلسطيني ترافق مع وضع المصالحة الفلسطينية على نار حامية، في ظل حديث عن تشديد مصري هذه المرة على تنفيذ المصالحة، بما قد يؤدي إلى حلحلة بعض الأمور العالقة".

وتابع: "مع البدء بتنفيذ الصفقة، كان قطاع غزة في أسوأ حالاته، نتيجة الحروب وعدم الإعمار، فجاءت مسيرات العودة لتطلق إبداعاً فلسطينياً جديداً، ولتكون باكورة إنجاز فلسطيني على مستوى إظهار الوحدة الفلسطينية داخل غزة"، مشيراً إلى أن "مسيرة العودة أعادت الاعتبار للشارع الفلسطيني، وقدمت نماذج فذة في مشروع النضال الفلسطيني، وجلعت العالم أجمع يشاهد أنه حتى المقعدين كانوا في صفوف المواجهة الأولى".

وشدّد عطايا على أن "أهلنا في غزة اليوم في أوج الاستعداد لأية معركة، في حين أن جبهة العدو الداخلية غير جاهزة للحرب، خاصة وأن المقاومة الفلسطينية لقنت العدو درساً بأنه لا يمكنه تغيير قواعد الاشتباك التي تمت الهدنة الأخيرة على أساسها".

وعن إبداع الشباب الفلسطيني في مسيرات العودة، قال عطايا: "لقد أبدع شباب غزة خلال المظاهرات، فاخترقوا السياج الذي كان ممنوعاً عليهم الاقتراب منه من مسافة 300 متر، ووقفوا بلا أسلحة في مواجهة جنود مدججين بالسلاح وفي مواجهة القناصة، ليثبتوا للعالم بأن شعبنا متمسك بأرضه وبحق العودة وتحرير فلسطين، ولا يمكن أن يرضى بأي بديل عن فلسطين أو عن القدس، لا في أبو ديس ولا في غيرها".

ولفت ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان، "بأنه تم الإعلان عن تأجيل الصفقة أكثر من مرة، لأن من يقف وراءها أدرك أن الأرضية غير جاهزة لتمريرها على حساب الشعب الفلسطيني، وتمت محاولة إقناع بعض العرب بالسير بها، وإقناع الأوروبيين". وتابع: "نحن نقول إنه مهما كبرت المؤامرة، فإننا نتمسك بكل قوة وبإيمان راسخ بأن للقدس رباً يحميها، وأن علينا واجباً كبيراً كفلسطينيين، ونتحمل المسؤولية الأولى، مع كل العرب والأحرار، لمواجهة هذه الصفقة وإخراج العدو من أرضنا".

وشدد على أن "الشعب الفلسطيني يقاوم هذه المؤامرات أولاً وأخيراً بوحدة الموقف وبوحدة الصف والتعالي على الجراح ولملمة مكوناتنا نحو مواجهة قوية"، موضحاً: "نحن لا نعني بالوحدة أن نكون إطارا واحداً، بل نقول إنه على كل المكونات تأدية دور وظيفي في الصراع كأعضاء الجسد الواحد التي تؤدي وظائف وأدواراً متكاملة".

وطمأن عطايا إلى أن "الساحة الفلسطينية في لبنان ستشهد في الأيام القادمة تقارباً على مستوى العمل المشترك". ودعا الجميع إلى المساهمة في معالجة القضايا المعيشية الصعبة لأهلنا في المخيمات.

كلمات دلالية