لم تكن هذه الصور لأم تودع ابنها قبل ذهابها للعمل، أو لمشوار قصير ستعود منه بعد ساعات على الأقل، بل هي صور لأم تودع ابنها الطفل وحولها جنود الاحتلال "الإسرائيلي" مدججين بالسلاح، قبيل اعتقالها.
إنها الكاتبة لمى خاطر من سكان مدينة الخليل في الضفة المحتلة، حيث اعتقلتها قوات الاحتلال، فجر اليوم من منزلها، من بين أطفالها، وهي ليست المرة الأولى التي يتم اعتقالها.
تحتضن خاطر طفلها بقوة، وقد تشابكت أيديه في حضنها لا يريد أن يبتعد عنها، وقد امتلأت عينيه بالدموع لكنها لم تسقط أمامها، يخشى فراق أمه، أو يخشى ما ستلاقيه أمه وقد رأى الجنود من حولها يحاولون شدها من حضنه الصغير.
خاطر، حكاية تختصر وجع أهل الضفة المحتلة والقدس الذين يعتقلون أمام أطفالهم، فلا يفرق الاحتلال بين شيخ وشاب، طفل وعجوز، امرأة أو رجل، هي حكاية نضال طويل لا يعرف تفاصيله سوى الفلسطينيون.
الصور التي انتشرت لخاطر وهي تحتضن طفلها، أوجعت كل من رآها فباتت حديث كل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فوصلت للانتشار واسع ووصلت لأعلى ترند على موقع "تويتر" وفق ما تابعت "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".
مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، اعتبر أن اعتقال الكاتبة والناشطة خاطر جريمة بحق الأمومة والطفولة وانتهاك لحرية الرأي والتعبير.
وأضاف، أن سياسات القمع "الإسرائيلية" لن توقف الحقيقة ولن تُسكت أصواتاً تصدح بالحرية وتنشد العدالة.
وشدد شهاب، على أن الشعب الفلسطيني سيبقى برجاله ونسائه، أطفاله وشبابه ينبض بالمقاومة ضد الاحتلال، داعياً بالحرية لـ"أم اسامة".
أما القيادي في حركة حماس عزت الرشق، فكتب على صفحته على تويتر:"جيشٌ جبان يعتدي على امرأة في منزلها ويحرمها من أبنائها!، وقادة مرعوبون من قلم يفضح إجرامهم ويرنو لانتزاع حريته!، ونهج تنسيق أمني يشرّع الأبواب لاستهداف أحرار شعبنا في الضفة!.
وأكد أن اعتقال الاحتلال اليوم الكاتبة لمى خاطر إرهاب لن يفلح في إسكات الأقلام والأصوات الفاضحة لإجرامه.
فيما أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى دودين، أن اعتقال الاحتلال الإسرائيلي الكاتبة الصحفية لمى خاطر فجر اليوم محاولة يائسة وفاشلة لإرهاب الأقلام الحرة وقادة الرأي والعمل الوطني في مجتمعنا الفلسطيني.
أما الكاتب إياد القرا، أكد أن الزميلة والكاتبة المبدعة عن الألم الفلسطيني خاطر تتجرع الألم في وداع طفلها قبل اعتقالها من قبل جنود الاحتلال بالخليل، وتقاتل بالقلم دفاعًا عن الحرية ضد الاحتلال وضد عقوبات السلطه وأجهزتها الأمنية.
وقال القرا :"الحرة لا تخشى الاعتقال".
الكاتب والمحلل ياسر الزعاترة كتب: من بين معتقلي هذا الفجر، الكاتبة الفلسطينية المتميزة قلماً وإبداعاً وعقائدية ووطنية وشموخاً لمى خاطر، سلام عليك يأختاه، وحفظ الله زوجك وأبناءك من بعدك ونصرك على العدو والسجان
وأضاف: وطن فيه حرائر مثل أمثالك سيلفظ الغزاة بإذن الله، طال الزمان أم قصر.