تقرير اختيار التخصص الجامعي.. بين الرغبة ومتطلبات السوق

الساعة 10:12 ص|23 يوليو 2018

فلسطين اليوم

دأب طلبة الثانوية العامة على مدار السنوات الماضية، على اختيار تخصصات جامعية تلبي طموحهم العملي، وتمكنهم من الحصول على وظيفة مناسبة بأسهل الطرق، إلا السنوات الأخيرة أثبتت أن التوظيف لا علاقة له بالتخصص في ظل الركود الوظيفي العام، وعدم احتواء السوق لوظائف جديدة، نتيجة الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها قطاع غزة بشكل عام.

فحالة من التشتت تُربك الكثير من طلبة الثانوية العامة في اختيار التخصص الجامعي، خاصةً مع ازدحام التخصصات الجامعية، التي تعرضها الجامعات للطلبة، والتي ثبت عدم تلبية الكثير منها لحاجة السوق، ليس سوى لأن الركود يلف كافة مناحي الحياة بشكل عام.

الطالب خالد العامودي احتار لعدة أيام، فتارة يبني آماله على مهاراته الذاتية وتارة على حاجة سوق العمل، مما اوقعه في ارباك الالتحاق بالتخصص الذي يلبي مهاراته.

اختيار التخصص الجامعي يعاني منه الكثير من طبلة " التوجيهي" الجدد، لأسباب عدة منها ضغط الأهالي في إجبار التخصص ومدى حاجة السوق من خريجين، خاصة مع تزايد نسبة البطالة وأعداد الخريجين في كل عام.

العامودي الحاصل على معدل 79% بفرع العلمي من مدرسة أحمد الشقيري شمال غزة، أوضح في حديث لـمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن ذهنه احتار منذُ اللحظة الأولى خلال إصدار النتائج "التوجيهي" في اختيار التخصص الجامعي والذي اعتبره مستقبله القادم.

وأمام العديد من التخصصات الكبيرة التي تُدرس بكليات الجامعية رأى الطالب بأن هذه المرحلة فترة صعبة في اختيار التخصص، خاصة بأن الجامعات تُخرج أفواج كبيرة من الخريجين ذوي تخصصات لا تلبي ما يحتاجه سوق العمل.

وحول الالتحاق بالتخصص وبعد مشاورات من أصحاب الاختصاص وقع اختيار العامودي على تخصص هندسة الحاسوب بعد تفكير طويل وبحث عن مجالات وأهداف التخصص، ومدى رغبة سوق العمل باستقطاب طلاب تخصص الحاسوب.

وعزا العامودي، أسباب اختياره لتخصص هندسة الحاسوب لاتساع مجال أفقه في سوق العمل، مشيراً إلى أن لديه المهارات المكتسبة المتعلقة بالحاسوب ستزيد مع التحاقه بهذا التخصص لإعطاء حقه أثناء العمل بأداء مميز.

وبدوره قال الطالب عبدالله اليازجي أنه اختار التخصص الجامعي المناسب له خلال فترة من البحث عن توجيهات سوق العمل.

وأضاف في حديث مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه التحق بتخصص برمجة التطبيقات الهواتف الذكية من بين عدة تخصصات بناءً على رغبة سوق العمل وتوافق مهارته الذاتية، مشيراً إلى أن تخصص برمجة التطبيقات يعمل بنظام مفتوح داخل المؤسسات ولا يقتصر على مجال معين.

وحصل الطالب اليازجي على معدل 76% بفرع الأدبي من مدرسة خليل الرحمن للبنين شمال قطاع غزة.

وبين اليازجي، أن لديه طموح عالي في صقل مهاراته في صناعة التطبيقات في الدراسة الاكاديمية، موضحاً بأن أحد أصدقاءه السابقين بهذا المجال كان له دور كبير في دعمه بالالتحاق بالتخصص.

 

توجيهات سوق العمل

وفي نفس السياق قال د. أحمد الوادية عميد كلية العلوم الإنسانية في جامعة الإسراء بغزة، إن الدراسة في الجامعة هي انتقال الطالب من مرحلة التلقين إلى الإبداع والتفكير تصنع طالباً مبدعاً يجيد التفكير والقدرة حل المعضلات الذي يواجهها في المستقبل.

وأوضح الوادية في حديث لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن هناك معايير محددة لاختيار التخصص الجامعي المناسب كدراسة توجهات سوق العمل في اشباعه من الخريجين والآمال التي يطمح بها الطالب في المستقبل، مضيفا بأن معدل الثانوية العامة يعد مفتاح القبول لأي تخصص.

وأضاف، أن كل تخصص له العديد من الأساليب المتبعة والمهارات التي يجب على الطالب اكتسابها ورغبته بالتخصص، مشيراً إلى أن الدراسة الأكاديمية تحتاج إلى بعد عملي وميداني لتطوير مهارات طالب مميز.

وبين، أن على الطالب البحث العميق عن التخصصات التي لم تعد مشبعة ومتسعة المجال للعمل بها.

ودعا وزارة التربية والتعليم وكذلك الجامعات العاملة في قطاع غزة توضيح أهداف التخصصات وتوجيه الطلبة لمدى حاجة سوق العمل من خريجين.

وأكد الوادية، أن الجامعة لديها خطة تنظيم ورشات عمل ودورات في قاعة الجامعة للطلبة الجدد حول كيفية اختيار التخصص الجامعي المناسب للطالب 

وتابع، "أن هناك نسبة 30% من التدريب العملي تقدمها الجامعة لكل التخصصات على شكل تكاليف لتطوير وصقل مهارات الطلبة"، موضحا بأنه يتم ربط الطلبة بمؤسسات خارجية في التدريب الميداني لطلبة الإعلام والتمريض والحقوق.





 

 

 

 

كلمات دلالية