تحليل سياسة "إسرائيل" باستخدام القوة ضد مطلقي الطائرات والبالونات لن تجدي نفعاً

الساعة 06:15 م|21 يوليو 2018

فلسطين اليوم

يرى محللان سياسياً وأخر عسكري أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" استخدم كافة الوسائل والأدوات لوقف إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة تجاه المستوطنات المحاذية لقطاع غزة إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً في وقفها.

وأكد المحللون لـ"فلسطين اليوم" أن الطائرات الورقية والبالونات الحارقة لن تتوقف مطلقاً كونها أداة نضالية شعبية انتقلت بين كافة فئات الشعب الفلسطيني ويصعب السيطرة على مطلقيها خاصة وأنها وسيلة رخيصة الثمن وسهلة الاستخدام.

واستخدمت "إسرائيل" وسائل تكنولوجيا لوقف الطائرات الورقية إلا أنها لم تنجح في ذلك كما انها استخدمت وسيلة أخرى عبر طائرات مسيرة، بيدا أن جيش الاحتلال أحدث مناطق فارغة بين المزروعات للتقليل من حجم الخسائر التي تتعرض لها الأراضي الزراعية في المستوطنات "الإسرائيلية" شرق غزة، وفي الأيام الماضية استخدم القوة المفرطة باستهداف مطلقي الطائرات الورقية والبالونات الحارقة بالصواريخ والقذائف المدفعية إلا أنها كل تلك الوسائل لم تنجح.

وذكرت وسائل إعلام الاحتلال، أن حرائق ضخمة اندلعت اليوم السبت (21/7) في الأراضي الزراعية للمستوطنين "الإسرائيليين" شرق قطاع غزة، ومن تلك الحرائق حريق ضخم في مصنع للألبان إلى الشرق من موقع "ناحل العوز" ما أوقع خسائر كبيرة في مزارعة للأبقار.

اسرائيل تبالغ في التعامل مع مطلقي الطائرات الورقية والبالونات الحارقة

الكاتب والمحلل السياسي اياد القرا يرى، أن استخدام "إسرائيل" للقوة المفرطة ضد شبان وفتية من مطلقي الطائرات الورقية والبالونات الحارقة لن تجدي نفعاً بالمطلق إلا بمعالجة أسباب انتشار ظاهرة الطائرات الورقية برفع الحصار عن قطاع غزة.

وقال القرا لـ"فلطسين اليوم الإخبارية": "إن كل وسيلة يستخدمها الفلسطينيون هي وسيلة احتجاجية للتعبير عن رفضهم للاحتلال "الإسرائيلي" بأساليب مختلفة والتي كان منها انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار وما نتج عنها من طائرات ورقية وبالونات حارقة"، مشيراً إلى أن "إسرائيل" تبالغ في التعامل مع مطلقيها وفي طريقة معالجتها.

 وشدد أن كافة الأساليب التي استخدمتها "إسرائيل" ضد مطلقي الطائرات الورقية والبالونات الحارقة سواء عبر استخدام التكنولوجيا كما استخدموها في مواجهة الصواريخ لإرضاء الجمهور "الإسرائيلي"، أو استخدام القوة المفرطة باستهدافهم بالصواريخ والقذائف المدفعية وإيقاع شهداء وجرحى في صفوفهم ستبوء بالفشل الذريع، لأنها أداة شعبية يستخدمها كافة أبناء الشعب الفلسطيني كونها رخيصة الثمن وسهلة الاستخدام.

ولفت إلى أن وقف الطائرات الورقية والبالونات الحارقة بشكل تدريجي سيتوقف حال رفعت "إسرائيل" الحصار المفروض على قطاع غزة، لأن تلك الوسيلة كانت نتيجة ما يعيشه الشعب الفلسطيني من حصار ظالم ولن تتوقف بمعالجة السبب الرئيسي لوجودها.

توقع انخفاض ظاهرة الطائرات الورقية وفقاً للمصالح الفلسطينية

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي: "إن البالونات والطائرات الحارقة كفعل شعبي عفوي أربك حسابات الاحتلال ووضعه أمام معضلة أساسية تتمثل بانه لا يملك المبرر لاستهداف هؤلاء الشبان والأطفال وفي ذات الوقت بدأت الضغوطات الداخلية "الإسرائيلية" تزداد سواء على الحكومة أو حتى على الجيش، خاصة مع فقدان الشعور بالأمن لدى مستوطنين فيما يسمى بـ"غلاف غزة".

وأوضح لافي لفلسطين اليوم الإخبارية، أن إيقاف الطائرات الورقية والبالونات الحارقة ليس مرتبط برغبة دولة الاحتلال؛ ولكن الامر مرتبط بالمصلحة الفلسطينية فالبالونات ماهي ألا اداة وليست هدفا بحد ذاتها، متوقعاً أن تنخفض هذه الظاهرة ولكن من باب المناورة الفلسطينية وليس من باب نجاح القوة الصهيونية في ايقافها.

وأشار إلى أن البالونات الحارقة جزء من الاساليب الشعبية التي ابدعتها مسيرات العودة فمن الممكن أن تتغير وتتبدل ولكن استمرار مسيرات العودة هي التي يجب ان تستمر حتى كسر الحصار ضد غزة واهلها.

وفي حالة استهداف الاحتلال مطلقي الطائرات الورقية والبالونات الحارقة بشكل مباشر قال: "من المؤكد أن المقاومة لن تقبل بالرجوع لسياسة الاغتيالات والخلط ما بين قواعد الاشتباك السياسي المتمثلة بمسيرات العودة وما بين قواعد الاشتباك العسكري لذا حتى الان دولة الاحتلال تحسب هذه الحسابات جيدا ولم تقدم على ذلك".

الاختفاء والتمويه ضروري للحفاظ على الأرواح البشرية لاستنزاف "إسرائيل"

فيما يرى الخبير واللواء العسكري يوسف الشرقاوي، أن "إسرائيل" فشلت فشلاً ذريعاً في استخدام كافة الأساليب لمواجهة مطلقي الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، مؤكداً أن السبب يعود إلى ان تلك الوسيلة هي عبارة عن وسيلة للدفاع عن الروح يستخدمها أهل غزة ضد الإرهاب "الإسرائيلي".

وقال الشرقاوي لـ"فلسطين اليوم": "رغم الفشل "الإسرائيلي" الذريع في استخدام "إسرائيل" للطائرات الورقية والبالونات الحارقة، إلا أنه يتوجب على المقاومة أن تُدير المعركة بحكمة كبيرة كي تتجنب سقوط قتلى في صفوف الفتية والشبان من مطلقي الطائرات والبالونات الحارقة"، مشيراً إلى أن الاختفاء والتمويه ضروري للحفاظ على الأرواح البشرية لاستمرار استنزاف "إسرائيل".

وأضاف: "إن رفع الحصار سبباً لوقف الطائرات الحارقة؛ لكن الحصار المفروض على غزة ليست إسرائيلياً فقط بل فلسطينياً وعربياً وإقليمياً لذلك على الجميع أن يفهم كل ما يستخدمه الفلسطينيون للدفاع عن أنفسهم وللبقاء على قيد الحياة، وإذا أرادوا وقف كل مظاهر الاحتجاج عليهم رفع الحصار أولاً".

ويستخدم الغزين الطائرات الورقية والبالونات الحارقة للدفاع عن أنفسهم أمام جيش الاحتلال الذي يستهدف الأطفال والنساء والشبان السلميين المدنيين خلال مشاركتهم في مسيرات العودة وكسر الحصار عن قطاع غزة، وأحدثت الطائرات الورقية والبالونات الحارقة خسائر كبير للمزارعين "الإسرائيليين" نتيجة حرق مزروعاتهم في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.

كلمات دلالية