الترقب سيد الموقف

التهدئة في غزة: نار تحت الرماد

الساعة 01:16 م|21 يوليو 2018

فلسطين اليوم

يرى محللان سياسيان وآخر عسكري أنَّ التهدئة التي أعلنت عنها حركة "حماس" من طرفها دون أن تعلن عنها "إسرائيل" بشكل رسمي، تهدئة هشة وحذرة قد تنهار بشكلٍ دراماتيكي.

وشدد المحللون في تصريحات منفصلة لـ"فلسطين اليوم" أن عدم إعلان إسرائيل بشكل رسمي الألتزام بوقف إطلاق النار، وعدم تعرض الاعلام الإسرائيلي للتهدئة التي أعلنت عنها حماس، يجعل الأمور غير واضحة وهشة للغاية، مشيرينَ إلى أن "استهداف جيش الاحتلال لمرصد للمقاومة شمال قطاع غزة نذير سيء للتهدئة".

وأمس الجمعة، أعلنت حركة حماس، عن التوصل لتهدئة مع إسرائيل، في قطاع غزة، بعد جولة من التصعيد، أسفرت عن استشهاد 4 فلسطينيين، ومقتل جندي إسرائيلي.

وقال فوزي برهوم، الناطق باسم الحركة، في تصريح مقتضب وصل الأناضول: "بجهود مصرية وأُممية، تم التوصل للعودة للحالة السابقة من التهدئة بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون يرى أن "التهدئة" هشة وحذرة لعدم معالجة أسباب التصعيد التي لازالت تهدد أي اتفاق وقف إطلاق النار، والتي على رأسها الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة، وإبقاء "إسرائيل" على حصارها المشدد.

وقال: "طالما الحصار موجود والتهديدات الإسرائيلية قائمة فنحن أمام حقل الغام من الممكن أن ينفجر في أي لحظة"، مضيفاً "أي تهدئة لم تعالج أسباب وعوامل التوتر ستظل تهدئة هشة ومتوتر وحذرة".

وأوضح أن عدم اعلان الاحتلال الإسرائيلي رسمياً عن الالتزام بالتهدئة، يعني أن الالتزام جاء من طرف واحد وهو المقاومة، وهو أمرٌ يهدد استمرار التهدئة ويجعلها غير واضحة.

ويرى المدهون أنَّ حسابات الاحتلال معقدة للغاية في سياق فتح جبهة حرب مع قطاع غزة كون أنَّ فاتورة الحرب قد تكون مكلفة وباهظة للاحتلال على جميع الأبعاد السياسية والأمنية والعسكرية، غير أنه يرى أنَّ حكومة الاحتلال قد تدفع دفعاً للحرب من قبل الأحزاب الإسرائيلية التي تطالبها بتوجيه رد قاس للمقاومة في غزة.

وأشار المدهون إلى "أنَّ المقاومة لن تستلم أمام محاولة الاحتلال فرض قواعد اشتباك جديدة، وأنَّ المقاومة ستجابه تلك المحاولات برد قوي".

في السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني أنَّ عدم معالجة أسباب التوتر القائم بين المقاومة و"إسرائيل" مثل الحصار والاعتداءات المتكررة على مواقع المقاومة والمشاركين في مسيرات العودة سيكون سبباً منطقياً لأن تكون التهدئة هشة.

وأشار الدجني إلى أن التهدئة بين المقاومة وإسرائيل بالمعايير القائمة (الهدوء لأجل الهدوء دون معاجلة الأسباب) لن تصمد طويلاً وستبقى هشة، وستكون معرضة لأي خروقات.

ودعا الدجني الأطراف الوسيطة بين المقاومة و"إسرائيل" إلى علاج أسباب التوتر في قطاع غزة على رأسها الحصار والعدوان المستمر على الفلسطينيين.

وذكر عريقات أنَّ "المستقبل حمَّال أوجه" فيما يتعلق بالتهدئة، مشيراً إلى انَّ التهدئة ربما تنهار في لحظة، قائلاً "التهدئة في غزة عبارة عن كومة من النار تحت الرماد قد تشتعل من أي شرارة".

من جانبه، يرى الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات أنَّ التهدئة القائمة تتأرجح وهشة، لسببين رئيسين أولها: أنّ إسرائيل لم تعلن التزامها رسيماً بالتهدئة، وثانيها عدم التهدئة لمعاناة الفلسطينيين في غزة المتمثلة بالحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 12 عاماً.

واشار إلى أنَّ الحسابات الإسرائيلية في "إسرائيل" معقدة جداً، إذ ان رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يرغب في حربٍ قد تكون نتائجها وخيمة على حكومته، وربما نتائجها تطيح بمستقبل نتنياهو السياسي إلى الأبد، وفي الوقت ذاته هناك أطراف إسرائيلية تدفع نتنياهو نحو التصعيد، إضافة إلى أنَّ الاحداث المتسارعة قد تكون حافزاً لشن حربٍ على غزة مثل مقتل جنود إسرائيليين على يد المقاومة، أو استمرار رشق المقاومة الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية، أو اغتيال "إسرائيل" لأحد الشخصيات البارزة في الشعب الفلسطيني.