تضررت بفعل القصف "الإسرائيلي

بالصور قرية الفنون والحرف بغزة.. مقتنيات قيمة تحت الركام ولوحات فنية تبكي حالها

الساعة 12:48 م|16 يوليو 2018

فلسطين اليوم

في قرية الفنون والحرف وسط مدينة غزة، لوحات فنية حزينة تبكي حالها، علاها الغبار والتراب، فيما تتناثر من حولها الأواني النحاسية القديمة، والبسط التراثية والمشغولات اليدوية، والتي تضررت بفعل القصف "الإسرائيلي" لمنطقة الكتيبة غرب مدينة غزة.

وعلى ركام غرفة المقتنيات النحاسية القديمة، يقف الخمسيني جمعة حافظ الزعيم، يقلب بحزن وأسى المقتنيات التي جمعها عبر سنوات طوال، يبكي حالها، وما أتى عليها بسبب الصواريخ "الإسرائيلية".

فقد شنت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" السبت، عدواناً كبيراً على قطاع غزة، كان الأكبر والأوسع في منطقة الكتيبة التي تعرضت لقصف شديد أدى لتضرر كبير في المباني المحيطة، كقرية الفنون، ومسجد الكتيبة ومبنى الكتب الوطنية، ومبنى آخر تابع لجامعة الأزهر.

قرية الفنون والحرف  (18).JPG
 

مقتنيات نحاسية قيمة

يقول الزعيم لــ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" بصوت شجي: "بعد سماعي لأنباء القصف، جئت للمكان، لم أجد شيئاً، كل شيء اختفى في لحظة، ولم أستوعب لحظتها وحتى الآن لا أستوعب مايجري.

وأضاف، أن هذه المقتنيات التي فقدت في لحظة بفعل القصف جمعتها القرية على مدار سنوات طويلة، قائلاً:"شقى عمري راح، وتعبي في جمع هذه المقتنيات راح هباءً منثوراً، حيث أن غرفة النحاس هي الأكثر تضرراً في المكان.

وعلى جانب آخر في المكان، يقف الرسام محمد مغاري، أمام لوحة رسمها وقد عرضت في وقت سابق في قرية الفنون والحرف، حيث كان المكان مخصصا لعرض اللوحات الفنية للرسامين والفنانين التشكيليين.


قرية الفنون والحرف  (19).JPG
 

حزن وأسى

مغاري يقف في المكان الذي يهواه ويعتبره جزء منه، وقد تضرر كلياً جراء القصف "الإسرائيلي"، معرباً عن استياءه مما آلت إليه قرية الفنون والحرف التي طالما كانت بيتاً للفنانين.

وطالب مغاري في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، الفنانين والرسامين وكل المعنيين بالتراث الفلسطيني بالالتفاف حول القرية لإعادة بنائها من جديد وإعمارها.

قرية الفنون والحرف  (11).JPG
 

القدس تبكي

وفوق ركام القرية كانت تعلق لوحة فنية تبكي حال الفلسطينيين وقضيتهم وقدسهم وتراثهم الذي يضيع في لحظة، لصاحبها عبد الله الغفري من مدينة غزة.

الصورة حسب صاحبها رسمها ليلة الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمةً "لإسرائيل"، فظهرت في اللوحة امرأة تبكي وقد سقطت دموعها فيما خلفيتها القدس تأن وحدها.

وقد عبر الغفري في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، عن حزنه الشديد والحال المأساوي الذي تعرضت له قرية الفنون والحرف، بفعل القصف الصاروخي للمنطقة، مطالباً العالم أجمع بالتحرك نحو حماية التراث الفلسطيني.

قرية الفنون والحرف  (5).JPG
 

خسائر وأضرار

المهندسة نهاد شقليه مسؤولة قرية الفنون والحرف وسط مدينة غزة، تتنقل بحزن وأسى بين مرافق المكان الذي تعتبره بيتها الثاني، بعد أن دمر فيه الاحتلال حلمها بالحفاظ على التراث الفلسطيني.

وقد أوضحت شقليه في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن القصف الذي تعرضت له منطقة الكتيبة أدى إلى إحداث ضرر بنسبة قد تصل لـ100% في مرافق ومباني القرية التي انهارت بفعله.

وبينت شقليه، أن المبنى يضم أقسام القرية الأربعة، أولها مقتنيات نحاسية قديمة جمعت عبر العصور وهي المكان الأكثر تضرراً بسبب القصف، والبسط وهي مصنوعة من أصواف الخراف والإبل بالنول العربي القديم، والأعمال الخشبية الحديثة والقديمة والمشغولات اليدوية.

أما بخصوص الخسائر المادية، فأوضحت شقليه أن خسائر المبنى والمقتنيات بلغت نحو 300 ألف دولار.

وأوضحت شقليه، أن المكان يعتبر ارث ثقافي هام يحافظ على التراث الفلسطيني من الضياع والاندثار، حيث كان مزاراً سياحياً للرحلات المدرسية والجامعية، عدا عن البحوث الطلابية.

كما أن –وفقاً لشقليه- تعد صالة المعرض الدائم مخصصة لإقامة معارض للفنانين الشباب، ومعارض للرسامين والفنون والحرف، وتهتم بإحياء المناسبات الوطنية ويوم الأرض والنكبة ويوم الأسير الفلسطيني، وإقامة دورات حرفية لتعليم التطريز والحرف الخشبية.

وشددت شقليه، على البقاء والاستمرار في إعادة العمل لبناء القرية من جديد، والاستمرار في نشر التراث الفلسطيني للحفاظ عليه.

تصوير: المصور داوود أبو الكاس

قرية الفنون والحرف  (6).JPG
قرية الفنون والحرف  (4).JPG
قرية الفنون والحرف  (3).JPG
قرية الفنون والحرف  (1).JPG
قرية الفنون والحرف  (2).JPG
 

 

كلمات دلالية