خبير عسكري: المقاومة نجحت في تثبيت قواعد الاشتباك بالنار

الساعة 02:22 م|14 يوليو 2018

فلسطين اليوم

أكَّد الخبير العسكري اللواء واصف عريقات أنَّ رد المقاومة الفوري على العدوان الإسرائيلي الليلة الماضية يحمل دلالات عدة، أولها أن المقاومة ملتزمة تمام الالتزام بقرارها الذي اتخذته في تاريخ 20/حزيران الماضي المتمثل بالرد على كل عدوانٍ إسرائيلي على قطاع غزة.

ويرى عريقات في حديث لـ"فلسطين اليوم" أن رد المقاومة الفوري على العدوان الإسرائيلي، يفهم من ورائه أن المقاومة لن تسمح للاحتلال بفرض معادلات وقواعد اشتباك جديدة، وأنها ستجابه النار بالنار مهما كلفها من ثمن.

وأوضح عريقات أنَ رد المقاومة السريع والفوري في أعقاب استهداف مواقعها يشير بما لا يدع مجالاً للشك أن المقاومة جاهزة ميدانياً للتصدي لأي حماقة إسرائيلية.

وقال عريقات: إن رد المقاومة يعني أنَّ أنه لن يمر أي عدوانٍ اسرائيليٍ بدون ثمن، وأنَّ كل اجراء إسرائيلي سيقابله اجراء فلسطيني قائم على قاعدة التحدي والصمود الردع.

وعن إمكانية تطور الموقف، قال: باب الاحتمالات يبقى مفتوحاً لجميع السيناريوهات بما فيها إمكانية اندلاع حرب، خاصة أننا أمام قيادة يمينية حمقاء ارتكبت حماقات سابقة بحق قطاع غزة، ويمكن أن ترتكب حماقات جديدة بحق القطاع، خاصة في ظل وجود مطالبات إسرائيلية لمحاكمة بعض القادة الإسرائيليين بسبب عجزهم امام مسيرات العودة، وهو أمرٌ قد يدفع القيادات الإسرائيلية لتصدير ازماتها عبر العمل العسكري، على الرغم أنها تدرك أن العمل العسكري لن يكون مجدياً في تلك المرحلة.

في السياق، قال الكاتب المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو إنّ معادلة القصف بالقصف لا زالت صامدة.

وأضاف سويرجو "أنّ اسرائيل لا زالت غير راغبة بتغليب الجبهة الجنوبية على الجبهة الشمالية الاكثر خطورة بالمعنى التكتيكي والاستراتيجي".

ويرى، أنّ "غياب عنصر المفاجأة والصيد الثمين الذي يعطي اسرائيل الميزة في فرض معادلتها"، مؤكداً أنّ "استمرار مسيرات العودة كحالة اشتباك سلمي لا تسمح باستخدام القوة العسكرية، وهو امر يفشل على الاحتلال التعامل معها كعمل حربي يستدعي الرد العنيف".

وتابع، أنّ "الذهاب نحو حرب شاملة يحمل كثير من المخاطر بما يتعلق بحجم الخسائر المتوقع لدى كل الاطراف ناهيك عن تعريض امن المنطقة للخطر وهذا لا يستوي مع الحراك الامريكي وحلفاءها في المنطقة خاصة وان الخطة الامريكية بدأت بالتنفيذ بالمعنى العملي.

ونوّه، إلى أنّ "التصعيد والانفجار غير وارد في المدى المنظور ولكن هذا لا ينفي احتمالات الذهاب نحو معركة تكتيكية تفرض معادلة وقواعد اشتباك جديدة تعطي اسرائيل التفوق في فرض شروطها في تفاهمات جديدة، كما قال.

وأكد، على أنّ مسيرات العودة ومفاعيلها استطاعت أنْ تخلق حالة من الاستنزاف للطرف الاخر غير مسبوقة وتضعه في حالة ارتباك سياسي وميداني تجعله يفضل الذهاب نحو الحلول الاقتصادية والتخفيف من الحصار المفروض على غزة من خلال أصدقائه في المنطقة وفتح المجال أمام سياسة الاحتواء دون اي مقابل سياسي في الوقت الحالي على الأقل مع الحفاظ على سياسة استمرار الضغط دون الوصول للانفجار.

وقد صرّح المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فوزي برهوم، بأن التعامل الفوري للمقاومة مع تصعيد الاحتلال والرد عليه بقوة "يعكس حالة الوعي والوضوح الكبير لديها في الرؤية في إدارة الصراع".

وأشار برهوم في تصريح مكتوب له اليوم، إلى أن المقاومة "تريد إيصال الرسالة وضمان تشكيل حالة توازن ردع سريعة وكافية لإجبار الاحتلال على وقف التصعيد وعدم التمادي في الاستهداف".

وأكد المتحدث باسم حماس، أن حماية الشعب الفلسطيني والدفاع عنه "مطلب وطني وخيار استراتيجي".

وشدد المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي"، داوود شهاب، على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في وجه العدوان الإسرائيلي.

وتابع شهاب في تصريح مكتوب له: "هذا الحق والواجب تمارسه المقاومة الفلسطينية التي ردت بالمثل على القصف الإسرائيلي الذي تعرض له قطاع غزة".

واستطرد: "نحن نقول بشكل واضح بأن الزمن الذي كان الاحتلال يعتدي فيه علينا دونما رد، قد ولّى وانتهى، ونحن اليوم مستعدون للتصدي لأي عدوان وخوض مواجهة طويلة إذا ما استمر العدوان والتصعيد من قبل الاحتلال".

واستدرك: "لسنا معنيون بالانتقال لمواجهة عسكرية، لكن أيضًا لن نتنازل عن حقنا في مقاومة الاحتلال ولن نتهاون في الرد على اعتداءاته وجرائمه".

وكان الطيران الحربي التابع لقوات الاحتلال الإسرائيلي، قد شنّ فجر اليوم السبت، سلسلة غارات استهدفت مواقع للمقاومة الفلسطينية وأراضٍ خالية في قطاع غزة.

وردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق عشرات القذائف والصواريخ تجاه المواقع العسكرية التابعة للاحتلال والمستوطنات المحاذية لقطاع غزة "غلاف غزة".