التغريدة المخيفة لشخصية كبيرة في حماس- هآرتس

الساعة 01:21 م|09 يوليو 2018

فلسطين اليوم

بقلم: عودة بشارات

(المضمون: اسرائيل تخشى من المواقف السياسية الجديدة لحماس التي تظهر الاستعداد لتقديم تنازلات مؤلمة. ولذلك هي لا تسمح بأن تصل مواقفها للجمهور الاسرائيلي - المصدر).

 

          لولا غار بيرغر، رئيس قسم الشؤون الفلسطينية في "كان" لما كنا سنعرف عن تغريدة موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس. حيث اتضح، هكذا يقول بيرغر، أن الوصول الى تويتر أبو مرزوق تم حظره في اسرائيل. ليس لا سمح الله لأن الامر يتعلق باقوال تحرض على الكراهية، حيث أن مثل هذه الاقوال يمكن أن نجدها هنا بكثرة – يكفي أن تسمع مقابلة مع بتسلئيل سموتريتش – بل لأنهم في اسرائيل يخشون من التغييرات التي تجري في مواقف حماس، ومن أن الاسرائيليين سيكتشفون أن هناك حقيقة اخرى. ولهذا كم هو جميل ولطيف البقاء في مغارة افلاطون حيث الظلال تعتبر حقيقية.

 

          هكذا فان المادة المحرضة على الكراهية التي تم كشفها لدى أبو مرزوق بفضل غال بيرغر تقول: حماس تريد دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس، وهي معنية بمصالحة داخلية فلسطينية على قاعدة الوحدة والشراكة السياسية وطرد الاحتلال. وهي تطمح الى رفع الحصار عن قطاع غزة وبلورة خطة تحل مشكلاته. وهي ترفض الفصل بين القطاع والضفة وبين ما يسمى بـ "الصفقة النهائية التي يقترحها ترامب".

 

          أبو مرزوق يكتب باللغة العربية للآذان العربية. وفي اسرائيل، حتى دون أن يفهموا العربية، يصمون آذانهم، وعندما يسمعون – يصيبهم عدم قدرة على فهم المسموع. اليكم، قبل فترة ما اعلنت شخصية كبيرة في حماس أن اكثر من 60 في المئة من القتلى الفلسطينيين في المظاهرات قرب الجدار كانوا من نشطاء حماس. وبدل أن يسجل هذا الامر في صالح حماس حيث أنه اذا كان هذا صحيحا، فان حماس تضحي بأبنائها وليس بمواطنين فلسطينيين عاديين، كما تزعم اسرائيل، سارعت اسرائيل للانقضاض على هذه الاقوال باعتبارها دليل على أن قتل المتظاهرين كان مبررا، حيث أنهم كانوا في الحقيقة "ارهابيين" من حماس.

 

          ثانيا، اذا كانت هذه الحقيقة بالنسبة لعدد القتلى صحيحة – اذا في هذه المعرفة فان حماس وبصورة مخالفة تماما لمواقفها تترك بشكل مؤقت على الاقل نظرية الكفاح المسلح. واذا اضيف الى ذلك البرنامج السياسي الذي صادقت عليه حماس قبل سنة تحت قيادة رئيس المكتب السياسي الجديد للمنظمة والذي يقول إنها توافق على مبدأ الدولتين وتؤيد اقامة دولة فلسطينية في حدود 1967، فيبدو أننا نقف امام عهد جديد: المنظمتان الرئيسيتان في قيادة الشعب الفلسطيني، فتح وحماس، مستعدتان لتنازلات مؤلمة.

 

          كان يمكننا توقع أن هذا التطور في حماس سيتم الترحيب به هنا؛ حيث أن العدو يغير استراتيجيته ويتبنى اسلوب النضال المدني. ولكنهم في اسرائيل، مثلما هي الحال في اسرائيل، هم خبراء في قتل كل سنونو يبشر بالأمل. ايضا الحمامة البيضاء تظهر هنا مثل شيطان يجب تصفيته فورا، واذا تعمقتم اكثر فهناك احتمال كبير لأن تكتشفوا أن القيادة في اسرائيل تفضل صواريخ القسام على المظاهرات في منطقة غلاف غزة. القذائف أفضل من "الارهاب الدبلوماسي"، الانتحاريون افضل من الـ بي.دي.اس.

 

          هكذا، هذه المشكلة عمرها مئة سنة، القيادة الاسرائيلية تبحث عن عذر وليس عن حل، تبحث عن ذريعة وليس عن خطة للسلام. واذا تمكنت الاعذار، فان شتيمة طفل فلسطيني لاسرائيل ستشكل دليلا على النوايا الحاقدة للفلسطينيين. واذا لم يكن هذا الطفل موجود في المحيط فهناك مصادر استخبارية مجهولة الاسم ستخبركم عن المؤامرات الظلامية التي تنسج في اعماق قلوب الفلسطينيين، الذين يظهرون لك، أيها اليساري الساذج، وكأنهم يريدون السلام.

 

          نفس النوع من المعلومات السرية يحلق الآن فوق سماء غزة. مصادر استخبارية هنا تزعم بشكل جدي جدا أن المظاهرات على الجدار هي "غطاء لاقتحام جماهيري لاسرائيل من اجل تنفيذ مذبحة ضد المواطنين الاسرائيليين". وفي نفس الوقت تكشف المصادر أن "حماس سمحت للجميع بالوصول الى الصف الاول مزودين بكاميرات فيديو وانترنت لاسلكي بالمجان". يبدو أن الكاميرات اعطيت من اجل أن يستطيعوا تصوير المذبحة التي سينفذونها ضد اليهود، وأن ينقلوا الصور ببث مباشر. حتى الخيال الشرقي الخصب يتقزم امام عظمة خيال المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي.