تقرير الكفيف بلال أبو مصطفى: عزيمة وإرادة تصنعان نجاحاً وفرحة

الساعة 09:21 ص|09 يوليو 2018

فلسطين اليوم

هي فرحةٌ يتمناها الجميع، ويفتخر بها الصغيرُ والكبير، أبكت العيونَ فرحاً وأبكتهم حزناً، رفعت من شأن الكثيرِ وهوت بآخرين، هي تتويجٌ لسهر الليالي، ولمجهودٍ حمّل أصحابه فوق طاقاتهم، لم تقتصر قيمتها على النسبةِ المئويةِ فقط بل أنها تُمجدُ اسم صاحبها في قِمة الهرم، وتفتح أمامه أبواب الحياة الجامعية، الثانوية العامة شهادةُ عِز وفخرُ عائلة.

"لم تكنْ بالأمر السهل لقد فعلتها ونجحت، رفعتُ رأس أمي عالياً، وجعلتها تفتخر بي، كيف لا...! وأنا ابنها الكفيف، كانت فرحتها كفيلة بأن تُدخل السرور إلى قلبي، كانت فرحتها سبيل نجاحٍ ثاني بالنسبةِ لي، أجل نجحت في التوجيهي وأجل نجحت برسم البسمةِ على شفاهِ أُمي".

هكذا عبر الطالب الكفيف بلال يونس أبو مصطفى من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة، عن فرحته بنجاحه في لقاءٍ خاص مع مراسل "وكالة فلسطين اليوم". فور الإعلان عن نتائج الثانوية العامة لهذا العام.

وأوضح أبو مصطفى، أنه فاقدٌ لبصره منذ الطفولة، وأنه ما كان لينجح في الثانوية العامة إلا بمساعدةٍ من أمه وابنة أخيه، اللتان كانتا عنصرا حافزاً ومشجعاً له.

ولم يستطع أبو مصطفى أن يعبر عن فرحته بالنجاح سوى بدموع عينيه اللاتي لم يستطعن رؤية  الفرحة في عيون ذويه، لكن شعر بها، فعلت الزغاريد ودموع الفرحة في منزله، مشيراً إلى أنه علم بنتيجته من خلال رسالة وصلت إلى هاتف والدته تحمل في طياتها بُشريات النجاح.

وقال صاحب الـ 18 عاماً:"فترة دراستي في الثانوية العامة كانت من أصعب فترات حياتي"، لما كان يواجهُّ من تحديات تتمثل في فقده لبصره والوضع الصعب لعائلته، الذي حرمه من الدروس الخاصة، حيث التكلفة المرتفعة للكُتب المساندة والملازم وقِلة توفرها بنظام "برايل".

وأوضح أبو مصطفى، أنه كان يعتمد في دراسته على الكُتب المطبوعة بنظام " برايل "، والمنهج الصوتي المسجل للكُتب الدراسية، مشيداً بدور وزارة التربية والتعليم التي سهلت له الحصول على هذه المقاطع.

ونوه إلى أنه تفاجئ بنتيجته فقد كان يتوقع نسبةً أعلى من التي حصل عليها، مستدركاً حديثه:"لكن الحمد الله والشكر أن مَن عليه بالنجاح أنا صحيح كنت متوقع أكثر من هيك لكن الحمد لله إللى من الله يا محلاه".

وعن المشاكل التي تعرض لها بلال في دراسته، كشف عن عدم فهمه لبعض الحروف وعدم مقدرته على حفظ الكم الكبير من المعلومات، موضحاً أن هذا الأمر انعكس سلباً على أدائه في تقديم الامتحانات.

وفي إطار الحديث عن حُلمه بين أبو مصطفى أنه ومنذُ صِغره يحلم بأن يكون مدرساً في إحدى المؤسسات التعليمية، التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة، لافتاً إلى أنه يُحب مجال التعليم ويبحث عن مركزٍ يصنع فيه اسمه متحدياً فقده حاسة البصر.

والدة بلال والتي كان صوتها جهورياً ممزوجٍ بألوان الفرح قالت والسرور يملئ فمها " بلال نِجح ورفع راسنا فيه" متبعةً حديثها بالزغاريد التي عمت المكان فرحاً.

وفي حديثها مع مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية " أكدت أن نجلها كان مجتهداً يتابع دروسه بشكل يومي، وكان يعوض عدم قدرته على الالتحاق بمراكز التعليم الخاصة بدروس مكثفة ساعدته بها ابنة أخيه.

إذا هي فرحةٌ تصنعها العزيمة والإرادة فمن أراد المجد لن يهتم للعلقمِ في طريقه، كلماتٌ تحفيزية كان يرددها بلال دائماً وصلت به إلى ما أراد.

وكانت وزارة التربية والتعليم العالي قد أعلنت عن نتائج الثانوية العامة ، حيث بلغت نسبة النجاح (66.6%).

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية