كلاكيت جديد للمصالحة في عامها الحادي عشر..

هل "صفقة القرن" ستدفع عجلة المصالحة إلى الامام؟

الساعة 06:40 م|03 يوليو 2018

فلسطين اليوم

أكد محللون سياسيون أن عقد لقاءات المصالحة من جديد بين حركتي حماس وفتح في القاهرة في هذا الوقت الحساس يضع القضية الفلسطينية على مفترق طرق فإما أن ننفذ صفقة القرن دون إدراك وإما أن نُفشل هذه الصفقة بالوحدة وإلى الأبد.

وأوضح المحللون لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الطريق الأصوب لمواجهة صفقة القرن والعمل على افشالها هو انهاء الانقسام وعودة الوحدة الوطنية وتنفيذ كافة اتفاقيات المصالحة على مبدأ الشراكة وتحمل المسؤولية الوطنية.

وشدد المحللون، أن تحقيق المصالحة هذه المرة واجبة للحفاظ على القضية الفلسطينية من التشرذم، وتحويلها قضية إنسانية في ظل الرؤى والاطروحات الدولية التي يتم طرحها على قيادة حماس والسلطة الفلسطينية.

وكان دبلوماسي مصري كشف، أن مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية (المعنيين بملف المصالحة الفلسطينية) وبالتنسيق مع الخارجية، بدأوا منذ أسبوعين تقريبا، تكثيف الاتصالات مع حركتي فتح وحماس، لبدء جولة مباحثات جديدة في القاهرة، حول مبادرة مصرية لإغلاق الملف الشائك «ملف المصالحة».

وقال: إن حركتي «فتح وحماس» وافقتا على الدعوة المصرية للاجتماع في القاهرة خلال أيام، ومن المتوقع أن تكون المباحثات المقبلة «حاسمة» في ظل الأوضاع الراهنة، الدولية والإقليمية، وانعكساتها على القضية الفلسطينية، وإذا كان ملف المصالحة يستحوذ على الاهتمام المصري، فإن الاخفاقات في المرات السابقة لن تنال من الرهان المصري على تحقيق المصالحة، وقد أصبح هذا الملف من أهم و«أخطر» الملفات الفلسطينية المرتبطة مباشرة بمصير ومستقبل القضية الفلسطينية، وهناك تصورات خارجية لفرض حل القضية الفلسطينية استنادا إلى واقع الانشقاق الفلسطيني!

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف قال: "اعتقد أن مبدأ المصالحة لا يختلف عليها اثنين؛ لكن القضية الرئيسية هل سيعيد محمود عباس ترتيب أوراقه بما يحقق مصالحة حقيقية تستند على مبدأ الشراكة وتحمل المسؤولية بين الكل الفلسطيني؟".

وأكد الصواف لمراسلنا، أنه في "ظل المرحلة الأخطر التي تمر بها القضية الفلسطينية لا بد من تطبيق مبدأ المصالحة وتحقيق الوحدة على قاعدة الشراكة وتحمل المسؤولية، أما إذا كانت الوحدة والمصالحة التي يراد منها أن تكون ممر لتنفيذ صفقة القرن فلن تكون لان كافة الفلسطينيون يرفضون تلك الصفقة، وعليه لا بد أن تشارك كل القوى والفصائل الفلسطينية بشكل حقيقي في مصالحة تقوم على مبدأ الشراكة والمسؤولية".

وأوضح، أنه إذا "توفرت النوايا الحقيقية سنجد مصالحة حقيقية على أرض الواقع ولكن حالة الشد القائمة بين الطرفين ربما تكون احدى العوائق امام تحقيق مصالحة، وحماس قدمت الكثير وهي تريد من محمود عباس أن يقدم شيء للاستمرار في المصالحة"، داعياً عباس إلى إعادة التفكير في طريقة تحقق وحدة الشعب الفلسطيني لا أن يعزز الفصل بين غزة والضفة.

من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن الوقت الحالي للفلسطينيين وخاصة لحركتي حماس وفتح من ذهب "ويجب عليهما ان يستغلاها من أجل تنفيذ اتفاق المصالحة رزمة واحدة لإفشال صفقة القرن التي بدأت تنفذ على أرض الواقع".

وقال عوكل: "إن استمرار الوضع الفلسطيني كما هو يُسهل ولو بجزء بسيط في تنفيذ صفقة القرن، وعلينا أن نكون أكثر قوة وتحدي لإفشال هذه الصفقة".

وعن الحلول الإنسانية هل ستدفع الطرفين تجاه تطبيق المصالحة بشكل جدي، قال: "الطرفين (فتح وحماس) ليس لديهم حلول والسبيل الوحيد لمواجهة الحلول الإنسانية المطروحة دولياً هو الذهاب إلى المصالحة لتعزيز الجبهة الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن وفي نفس الوقت تعزيز الأوضاع الإنسانية في القطاع"، مؤكداً أنه لن يصدق أي أحد يرفض صفقة القرن دون أن يذهب مباشرة إلى تطبيق المصالحة وانهاء الانقسام.

بينما قال المحلل السياسي هاني حبيب: "إن الدعوات المصرية إلى حركتي فتح وحماس لبحث ملف المصالحة دليل على أن مصر لديها إصرار كبير على حماية المشروع الوطني الفلسطيني من صفقة القرن وتهدف لإعادة الوحدة الفلسطينية من أجل مواجهة الصفقة المشؤومة.

وأضاف لمرسلنا: "إن المرحلة الحالية والأطروحات والرؤى الدولية لانسنة القضية الفلسطينية يجب أن تكون دافعاً لفتح وحماس لتنفيذ اتفاقيات المصالحة فوراً، خاصة فيما يتعلق بملف التمكين وانهاء العقوبات عن قطاع غزة.

وأشار إلى أن أي حديث عن مواجهة صفقة القرن دون تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بروح صادقة وبنية طيبة وإرادة فعلية بعيدا عن الشعارات والاتهامات بين الطرفين فإن صفقة القرن ستنفذ وستنتهي القضية الفلسطينية.

وكان القيادي في حركة حماس طاهر النونو في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء أكد، أن الحركة تلقت دعوة مصرية لزيارة وفد من قيادتها الى القاهرة للتباحث حول العديد من القضايا.

وأشار النونو إلى أن قيادة الحركة رحبت بالدعوة، ومن المتوقع أن يتوجه قريبا وفد قيادي إلى القاهرة تلبية للدعوة المصرية.

ولفت إلى أنه من المتوقع بحث عدة ملفات خلال الزيارة؛ منها الوضع الفلسطيني الداخلي وأوضاع قطاع غزة وآخر التطورات السياسية.

فيما كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عزام الاحمد عن لقاء سيجمعه في القاهرة اليوم مع مسؤولين مصريين للبحث في ملف المصالحة.

وقال الاحمد لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية ظهر الثلاثاء، ان التحرك بملف المصالحة يأتي وفق تقرير قدمته اللجنة المنبثقة عن المجلس الوطني سُلم للرئيس قبل 3 ايام يؤكد على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع حركة حماس دون الحاجة لاتفاقات جديدة والتمسك بالرعاية المصرية للمصالحة.

كلمات دلالية