بالصور الجريح أبو جاسر: إصابته أقعدته بين هاجس السفر للعلاج وقلة حيلته

الساعة 09:17 ص|03 يوليو 2018

فلسطين اليوم

في غرفة صغيرة تكاد تشتعل من شدة حرارتها، يجلس الجريح أحمد فتحي أبو جاسر على كرسي متحرك، وقدمه اليسرى ممدةً إلى الأمام، مُعلقٌ بها جهاز مثبت للعظام يعرف بالبلاتين، وعيناه المحمرتان تصدح من قلة النوم لشدة الألم الذي يعاني منه.

فالجريح أبو جاسر (31عاماً) من سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة، لبى نداء الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار من أجل حق العودة، وقرر المشاركة في المسيرات ضد الحصار والممارسات "الإسرائيلية" والتنكيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

شارك الجريح أبو جاسر في إحدى الجمع وتوجه برفقة مجموعة من الشبان إلى المناطق الشرقية لمحافظات غزة، للمطالبة بحق العودة إلى الديار التي كفلته كافة المؤسسات الحقوقية بعودة الشعب الفلسطيني المهجر من دياره عام 1948م.

وأوضح في حديث لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه أثناء مشاركته أطلقت قوات الاحتلال المرتكزة خلف السواتر الترابية من المقبرة الشرقية شرق جباليا الرصاص الحي صوبهم وبشكل مباشر، وأصابت إحدى الرصاصات قدمه اليسرى بطلق متفجر، وأرداه على الأرض وأصبح عاجزاً عن التحرك.

وأضاف أبو جاسر، أن قوات الاحتلال لم تتوقف عن إطلاق النار، فتُرك لمدة 20 دقيقة وهو ينزف دماً، مما استدعى الشبان المتواجدون في المكان لإنقاذه وحملوه حتى تمكنت سيارة إسعاف من الوصول له ونقلته إلى مستشفى الإندونيسي شمال القطاع.

الجريح أبو جاسر (1)
 

وبين أبو جاسر، أنه أُدخل إلى غرف العمليات الجراحية بمجمع الشفاء الطبي ومكثَ لمدة 8 ساعات متواصلة، حيث وصف الأطباء حالته صعبة ومعقدة إذ فقد حوالي 8سم من عظمة ومزقت الرصاصة من لحمه والأوعية الدموية وسجلت بأنها (سقوط قدم).

لم يكتف الاحتلال بما فعله بقدم أبو جاسر، بل فوجئ الجريح أبو جاسر وبعد شهرين من إصابته وانتظار التحويلة للخارج برفض الاحتلال سفره للعلاج بمستشفى المقاصد بالقدس من بوابة بيت حانون/ايرز، ولم يذكر الاحتلال سبب الرفض، بذلك أغلق باب الأمل في العلاج بالخارج دون جدوى.

ويعيل الجريح أبو جاسر أسرة مكونة من خمسة أفراد، حيث أنه جريح سابق أصيب عام 2004م إثر اجتياح الدبابات للأراضي الفلسطينية بالقرب من أبراج العودة.

وبعد استمرار التعنت "الإسرائيلي"، برفض التصريح، اشتكى أبو جاسر من قلة الحيلة المادية لديه، في حال قُبل طلبه للسفر إلى الجمهورية العربية المصرية الشقيقة والعلاج داخل أروقة مستشفياتها، وغير متوفر المبلغ المالي لإخراج (جواز السفر وله ولمرافقه وتأجير شقة سكنية)، موضحاً بأن بحاجة إلى المزيد من الدعم في توفير دواء ومستلزمات طبية تصل إلى 70 شيقل اسبوعيا (مسكنات-ومضادات حيوية).

الجريح أبو جاسر (3)
 

ونوه أبو جاسر، إلى أنه في حال لم تقدم له العلاج الكافي فإن قدمه معرضة للبتر، والشريان الذي يوصل الدم إلى القدم يتوقف يومياً عن العمل مما يسبب له ازرقاق وأوجاع لا يستطيع النوم طوال الليل بسببها، علاوةً على أنه بحاجة إلى زرع عظام الذي فقدها بفعل الرصاص المتفجر والمحرم دولياً.

وطالب الجريح أبو جاسر جميع المسؤولين والمعنيين والمؤسسات بالنظر بعين الرحمة والشفقة والاهتمام به، حيث أنه بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية أخرى كزراعة عظم وأوعية دموية وأعصاب، وبحاجة لتوفير الأدوية الطبية الكافية لإنقاذ قدمه قبل أن يتم بترها.

تثبيط الجراح

وتحاول والدة الجريح أم محمد أبو جاسر أن تثبط جراح أحمد بعد جرعات من كأس الألم وأنين الجراح التي لم تشفع له للنوم طوال الليل، إذ تبقى ملازمة معه وتمد ما يحتاجه من دواء وشراب وطعام والذهاب إلى دورة المياه بعد أن أصبح عاجزاً عن التحرك بحرية بفعل الطلق المتفجر.

واعتبرت أبو جاسر، أن مطلبها هو حق في العلاج كغيره من الجرحى وليس منة على أحد، قائلةً "لبى أحمد نداء الخروج إلى المناطق الشرقية للمطالبة بحق العودة لأنه يحب وطنه"، مطالبةً بالاستجابة لنداءات نجلها بسرعة علاجه.

وطالبت أبو جاسر، بعين الرحمة جميع المسؤولين والمؤسسات العاملة والمهتمة بجرحى مسيرات العودة وعلى رأسها وزارة الصحة إلى مساعدة نجلها أحمد وتقديم كافة السبل الشفاء العاجل، منوهاً أنه في حال لم يجرى له عدة عمليات خلال الأسابيع القادمة في قدمه معرضة للبتر.

إحصائيات

وتشير الاحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة بغزة إلى أن إجمالي عدد الإصابات نتيجة اعتداء قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرة العودة بلغ 134 شهيداً، و15200 مصاب بجروح مختلفة منها إصابة 2500 طفل لم يتجاوزا سن 18 عاماً.

الجريح أبو جاسر (2)
 

كلمات دلالية