إبداعات الشباب الثائر تتواصل

تحليل "مقاومة الاستنزاف" تترسخ و محاولات الاحتلال في التعامل معها تلقى فشلاً ذريعاً

الساعة 09:09 م|02 يوليو 2018

فلسطين اليوم

لازالت محاولات جيش الاحتلال لمواجهة المتظاهرين على حدود غزة تواجه الفشل مرة تلو المرة، مع إصرار الشباب الثائرين على مواصلة مسيرة العودة و كسر الحصار، و ابتكار وسائل و أساليب بدائية من صنع أيديهم استطاعت أن تخلق حالة الرعب لدى الاحتلال، حتى اصبحت مقاومة الاستنزاف تترسخ يوماً بعد يوم.

فابتداءً من المقلاع، و مروراً الإطارات المطاطية، و ربما ليس انتهاءً بالطائرات الورقية و البالونات الحارقة، هذه الوسائل نجحت في استنفار جميع أركان الاحتلال و مؤسساته العسكرية لإيجاد رادع لها، و فشلت الكثير من الاختراعات التي استخدمها الجنود و المستوطنون عند الحدود في منع امتداد السنة اللهيب من ان تصل أماكن بعيدة من مستوطنات غلاف غزة، و حرق مئات الدونومات الزراعية، و أن تلحق أضراراً كبيرة بما أتت عليه.

و في آخر المحاولات التي يقوم بها الاحتلال لمواجهة الحرائق على الحدود، ذكر موقع "روتر" الإخباري العبري أعلن بأن قيادة المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال قد حشدت كتيبة نظامية كاملة في قاعدة التدريبات التابعة لها ، استعدادا لنشرها في غلاف غزة لتقوم بمهام إطفاء الحرائق الناجمة عن الطائرات الورقية والبالونات الحارقة .

ووفقا للموقع فإن الجيش قد اقتصر حتى اللحظة على استنفار جنود الاحتياط للمشاركة في مهام إطفاء الحرائق الناجمة عن الطائرات الورقية التي يتم إطلاقها من قطاع غزة تجاه المناطق الاسرائيلية ، إلا أن الجيش قد قرر للمرة الأولى منذ بداية الأحداث على الحدود مع قطاع غزة استنفار كتيبة كاملة من القوات النظامية للقيام بمهام إطفاء الحرائق في مستوطنات غلاف غزة .

 مصادر عبرية مساء أمس الأحد بأن 45حريقاً اندلعت في المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة عام48 بفعل الطائرات الورقية والبالونات الحارقة من غزة.

وكان الشباب الثائر وزع فيديو لإطلاق عشرات البالونات التي تحمل صوراً للأمين العام للجهاد الاسلامي، الدكتور رمضان شلح.

الكاتب و المحلل السياسي، حسن لافي رأى بأن النضال الشعبي المبني على ارادة الجماهير في المقاومة وابداعاتها العفوية هو بالتأكيد نوع من استنزاف العدو, حيث الجماهير عادة ما تكون قادرة على تحييد قدرة العدو في الدخول بمواجهة فاصلة من الممكن ان تنهي هذه الحالة الشعبية وذلك من خلاله سلمية المواجهة.

و أوضح لافي في حديث لــ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" أن العدو سيبقى في حالة انتظار لما سينتجه العقل الابداعي لهذه الجماهير وخاصة مع استمرارية الحراك الشعبي, فيفقد العدو زمام المبادرة في المواجهة, وبناء على ذلك يبقى العدو في حالة استنزاف ,ويستمر الحراك الشعبي بالإبداع وقيادة المواجهة.

و لفت إلى أن مسيرات العودة وما نتج عنها من ظاهرة الطائرات الورقية الحارقة والبالونات, افقد دولة الاحتلال زمام المبادرة، وايضا جعل استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار بمثابة استنزاف لهيبته وقوة ردعه ليس أمام الفلسطيني ولكن أيضا امام الاقليم المتوتر.

و بين أنه اذا ما قيست الخسائر النفسية والوجدانية لدولة الاحتلال مع الخسائر المادية من جراء الطائرات الورقية الحارقة فإنها لا تسبقها لدرجة عدم المقارنة.

و أكد أنه لكي يتم استثمار الطائرات الورقية والبالونات الحارقة لتشكل رافعة جديدة لعوامل نجاح مسيرة العودة وكسر الحصار, لا بد ان تبقى في اطار الفعل العفوي الجماهيري وعدم طرحها في حال من الاحوال بعيدا عن هذا السياق.

و قال: " على المقاومة الفلسطينية ألا تسمح للاحتلال بالخلط بين قواعد الاشتباك العسكرية وبين قواعد الاشتباك السلمية التي فرضتها مسيرات العودة, بمعنى عدم اقرار المقاومة ان الطائرات الورقية الحارقة سلاحا عسكريا بيد الفلسطيني في حالة استخدامه يستوجب القصف او الاغتيال".

و دعا الى الحكمة والذكاء في ادارة ظاهرة الطائرات الورقية الحارقة بحيث نجعلها ورقة ضغط على العدو لمنعه من ممارسة نازيته ضد المتظاهرين السلميين وردا جماهيريا على جرائمه تجاههم, وان لا ننجر الى عسكرة مسيرات العودة من خلال تساوق البعض على ضوء انجازات الطائرات الورقية بالدعاية الصهيونية انها سلاحا عسكريا وليس فعلا شعبيا.

من جهته، قال الكاتب اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي: "إن مقاومة الروح هذه تشكل استنزاف غير مسبوق للاحتلال، و المطلوب ادخال نمط سلمي جديد لمقاومة شعبية، اذ ان تلك الاساليب لا يمكن وصفها الا بعمل شعبي دفاعي من اجل لفت نظر العالم، للضغط على كل الاطراف التي تحاصر غزة".

و أكد لــ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" بأنه يجب عدم اعتماد نمط واحد في المقاومة الشعبية و يجب الابداع، ولو ان اسلوب الطائرات  الورقية اصبح ناجحا وواعدا، لكن علينا اكثر "الاقتراب السلمي" من الحدود والتأكيد على سلمية مسيرات العودة لتقليل الخسائر قدر المستطاع في صفوفنا، ولتحييد سلاح العدو، وهذا كفيل برفع كلفة الاحتلال من ناحية، وتغيير الوعي العالمي لصالحنا من ناحية اخرى.

و دعا الشرقاوي لتوجيه خطاب الى كل من هو محايد او مؤيد للاحتلال بان الهدف من مسيرات العودة هو تسليط الضوء على قضية شعب حرم من ابسط حقوقه الانسانية، اذا كيف يصمت العالم عن قضية شعب طرد من ارضه تحت تأثير تطهير عرقي غير مسبوق.

 و أوضح أن غزة قدمت دروسا في المقاومة الشعبية بأساليب لم يكن ليتوقعها العدو، وهي قادرة على "ابداع الروح" والمقاومة اكثر، ويجب توجيه رسالة بعد نجاح هذا الاسلوب تحت عنوان "ارفعوا العقوبات عن 2 مليون انسان في غزة".

 

 

 

 

 

كلمات دلالية