في ظل انقطاع التيار الكهربائي

المقاهي المتنفس الوحيد لشباب غزة لحضور المونديال

الساعة 05:25 م|01 يوليو 2018

فلسطين اليوم

كأس العالم لغة فريدة لا تعرف حدود ولا جغرافيا، حتى الانتماءات والتشجيع فيه لا يرتكز على رابط أحيانًا، بل إنه الهوس بالساحرة المستديرة التي غزت العالم وأصبح لاعبوها أيقونة لدى الشباب، لكن هذا المتنفس ليس متاحاً دوماً لسكان أو شباب قطاع غزة.

ويعاني قطاع غزة من استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، مما أفسد متعة الكثيرين في متابعة مباريات كأس العالم، فلجأ عدد كبير منهم إلى المقاهي التي توفر الكهرباء لزائريها لمتابعة المباريات والاستمتاع بها.

وجاء كأس العالم في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها القطاع بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي، إضافة لعدم التزام السلطة الفلسطينية بدفع رواتب موظفيها، وتراجع الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، لكن كل ذلك لم يمنع الشباب من التفريغ قليلًا عن أنفسهم في تشجيع المنتخبات المشاركة.

ورغم خروج جميع المنتخبات العربية من الدور الأول في المونديال إلا أن المتابعة في قطاع غزة ما زالت مستمرة وعلى أشدها، فاللاعبين المشاركين ينتمون لنوادٍ أوروبية عريقة لطالما انشغل الشبان بمتابعة مبارياتهم، وها هم يشجعونهم من جديد في الحدث الكروي الأهم عالمياً.

الشاب محمد مونس قال لمراسل "فلسطين اليوم" أن مباريات كأس العالم جاءت على شكل انفراجه لعقول الشباب الذين أوشكوا على الانفجار بسبب أهوال الحياة التي تلاحقهم.

وأوضح مؤنس أنه يرتاد المقاهي أو يتابع المباريات في شاشات العرض التي يضعها بعض البائعين المتجولين من أجل جذب الزبائن، لافتًا إلى أنه يشجع منتخب البرازيل بعد خروج الفرق العربية من المنافسة.

وفي ذات السياق أكد الشاب يحيى صيدم كأس العالم يحمل نكهة خاصة لسكان قطاع غزة، فقد جاء المونديال الأخير خلال الحرب الطاحنة عام 2014، لكن هذا المونديال جاء بلا حروب، رغم أن الوضع الاقتصادي والإنساني متدهور جدًا.

وأضاف: "أشجع الشباب على حضور المباريات للهروب قليلًا من الواقع المؤلم الذي يطاردهم"، مشيراً إلى حبه لمنتخب إسبانيا بسبب النجوم التي يضمها في صفوفه.

يذكر أن نسبة البطالة في قطاع غزة وصلت إلى 49% من حجم القوى العاملة والفقر العام حوالي 65% والفقر الشديد حوالي 38%، ويذكر أن نسبة البطالة بين صفوف الشباب ما بين 18 – 29 سنة وصلت إلى 60% وهي الأعلى بالعالم.

من جهته قال أبو باسل عبد النبي صاحب مقهى في مخيم النصيرات، إن موسم كأس العالم موسم منتظر جداً له ولكل أصحاب المقاهي وأماكن التجمع الخاصة بالشباب، كونه ينهي حالة الركود التي طالت كثيراً بسبب الأوضاع الاقتصادية.

ووصف عبد النبي في حديثه لمراسل "فلسطين اليوم"، إقبال الشباب على حضور المباريات بـ"الجيد والمقبول في ظل ما يلاقيه الشباب في غزة"، موضحاً أنه لا يحاول رفع الأسعار أو استغلال الموسم بأي شكلٍ كان.

ويعيش أكثر من 2 مليون فلسطيني من قطاع غزة في حصار إسرائيلي مستمر منذ أكثر من 11 عامًا، مع استمرار الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، مما أدى إلى تدهور الأوضاع في القطاع، يأتي في مقدمتها معاناة انقطاع التيار الكهربائي بسبب عدم توفر الوقود لمحطة التيار الكهربائي.

 

 

 

كلمات دلالية