أي خطأ سيجرنا لمواجهة عسكرية كبيرة

جولة ليلة أمس في غزة.. بداية للتصعيد أم استمرار لخطّة الردع!

الساعة 11:43 ص|27 يونيو 2018

فلسطين اليوم

في كل محاولة يشن فيها الاحتلال الإسرائيلي غارات على قطاع غزة، تثبت المقاومة الفلسطينية من جديد  معادلتها "القصف بالقصف والدم بالدم"، لاسيما مع تزايد تهديدات الاحتلال بشن عدوان على غزة في حال استمرار إطلاق الطائرات والبالونات الحارقة.

وأطلقت المقاومة الفلسطينية رشقات صاروخية تجاه مستوطنات "غلاف غزة"، رداً على قصف طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، مركبة مدنية بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة ما أسفر عن إصابة مواطن بجراح طفيفة.

ارتفاع مستوى رد المقاومة

المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، يرى أن هناك ارتفاعاً في مستوى رد المقاومة الفلسطينية على الإستهدافات الإسرائيلية للقطاع، مشيراً إلى أن ذلك يحمل رسائل واضحة بوجود قرار جدي وحقيقي من قبل المقاومة بعدم السماح للاحتلال بتغيير قواعد الاشتباك.

وأوضح أبو عامر في تصريح خاص لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن رفع الاحتلال لمستوى التصعيد تدريجياً من قصف المواقع والأهداف على الحدود الشرقية وصولاً لمحاولات الاغتيالات للكوادر الميدانية يتطلب رفع مستوى الرد من قبل المقاومة الفلسطينية.

وأكد أن قصف طائرات الاحتلال لأهداف في عمق قطاع غزة تطور لافت يستدعي من المقاومة الفلسطينية الرد أكثر فأكثر إلى ما بعد غلاف غزة، لافتاً أن الاحتلال يقرأ رسالة المقاومة بتمعن شديد.

مرحلة حساسة وحرجة

وأشار أبو عامر إلى أن الطرفان (المقاومة – الاحتلال) يمران بمرحلة حساسة وحرجة تسمى سياسياً لعبة "شفا الهاوية"، يحاول كل منهما أن يثبتا قواعد تخصهما، مبيناً أنهما دخلا في مرحلة "عض الأصابع" ولا يريدا تجاوز الحدود المسموح بها

ولم يستبعد المحلل في الشأن الإسرائيلي، استمرار الاحتلال في استهدافاته حتى وإن كانت لا تهدف لإيقاع خسائر بشرية، منوهاً في الوقت ذاته أن الاحتلال لا يريد أن تتدحرج الأمور نحو مواجهة عسكرية، مشددا في قوله: "أي خطأ في قراءة حسابات الطرف الأخر قد تذهب بنا إلى مواجهة عسكرية كبيرة.

رسائل للعدو الصهيوني

المحلل السياسي إبراهيم المدهون، قال "إن المقاومة الفلسطينية تريد إيصال رسالة إلى العدو الصهيوني أنها لن تقبل بفرض قواعد جديدة على أرض الميدان، مؤكداً أن عنوان المقاومة "القصف بالقصف "يحمل دلالات بعدم رغبتها في المواجهة إلا أنها مستعدة لها".

وبيّن المدهون في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الأوضاع الراهنة أشبه بالمعركة المعقدة والحساسة، مشيراً إلى أنها محسوبة بشكل دقيق بيدّ أنّ المقاومة لا تريد إدخال قطاع غزة في مواجهة عسكرية.

وأضاف المدهون، أن الاحتلال الإسرائيلي يبالغ بشأن البالونات الحارقة، لافتاً أنها تحمل رسائل للمجتمع الدولي ولأطراف الحصار وللاحتلال ذات طابع احتجاجي على الأوضاع الراهنة في قطاع غزة.

وتابع قوله: "قوات الاحتلال تحاول دوماً رفع وتيرة أي عمل سلمي يقوم به الفلسطينيين ويتعامل معه بوحشية مثلما حدث في مسيرات العودة".

بدوره، قال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم، إن تصعيد الاحتلال وتعمّد استهدافه للمتظاهرين السلميين والمقاومين الفلسطينيين استدعى سرعة رد المقاومة، دون أن يعلن بشكل صريح عن مسؤولية حركته عن إطلاق الصواريخ.

وأضاف برهوم ان رد المقاومة يأتي في إطار جهوزيتها التامة للقيام بواجبها في الدفاع عن شعبنا وحماية مصالحه.

يذكر أن طائرة عسكرية تابعة للاحتلال، قد قصفت مساء أمس الثلاثاء، مجموعة من مطلقي الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، على الحدود الشرقية لبلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، دون الإعلان عن وقوع إصابات.

وكان جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، قد شنّ غارات خلال الأسبوعين الماضيين، على مواقع لحركة حماس، قال إنها ردا على إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة.

وتواجه "إسرائيل" معضلة، في التصدي لظاهرة الطائرات والبالونات الحارقة، التي بدأت بالتزامن مع انطلاق مسيرات العودة، نهاية مارس/آذار الماضي.

ويسود جدل داخل حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" حول سبل مواجهة الظاهرة، إذ يرى بعض أركان الحكومة مثل رئيسها بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع افيغدور ليبرمان ضرورة تجنب قتل مطلقي هذه الطائرات لتأثير ذلك السلبي على صورة "إسرائيل" عالميا، فيما يرى وزراء آخرون مثل نفتالي بينيت وجلعاد أردان بضرورة السماح للجيش بقتلهم.

وناقش المجلس "الإسرائيلي" الوزاري المصغر، قضية الطائرات الورقية والبالونات الغزية المشتعلة لكنه لم يصدر أية قرارات تتعلق بها.

وحسب معطيات كشفتها لجنة الأمن والخارجية بالكنيست (البرلمان) "الإسرائيلي"، الأسبوع الماضي، فإن الطائرات الورقية الحارقة التي يطلقها فلسطينيون من القطاع، أسفرت عن اندلاع أكثر من 400 حريق بتلك المستوطنات.

كلمات دلالية