حوار معمق، وتساؤلات قانونية، ونقاش أثرى الجلسة التي ساهمت في تنظيمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، بين طلبة الحقوق في ثلاث جامعات من قطاع غزة، وأستاذة في القانون والحقوق حول القانون الدولي الإنساني، ضمن فعاليات أول مدرسة صيفية حول القانون الدولي الإنساني تعقد في قطاع غزة.
فلأول مرة في قطاع غزة، تنظم كلية القانون في جامعة غزة، المدرسة الصيفية في القانون الدولي الإنساني لطلبة القانون، برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة، والشراكة مع جامعة الأزهر وجامعة فلسطين.
لماذا الصليب الأحمر؟
وقد أكدت أماني الناعوق منسقة أنشطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع الجامعات، أن المدرسة الصيفية جاءت بالشراكة مع الجامعات نظراً لأهمية نشر ثقافة القانون الدولي الإنساني ودمجه وتدريسه، ضمن مناهج الجامعات الأكاديمية، في الجامعات الفلسطينية كافة.
وبينت الناعوق في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن هذه الفعالية تأتي من قبل اللجنة الدولية لتعزيز دمج الجامعات والطلبة على الانخراط في أنشطة اللامنهجية تساهم في تدريس هذه المادة بشكل تفاعلي وبشكل تطبيقي بعيداً عن الجانب النظري.
ونوهت، إلى أن هذه المدرسة الصيفية هي الأولى من نوعها كونها تركز بشكل أساسي على تدريس القانون الدولي الإنساني، بطرق وأدوات مختلفة، حيث كانت المبادرة من قبل جامعة غزة التي ساهمت في الإعداد والتنظيم والتشاور والشراكة مع اللجنة الدولية".
كيفية الاختيار
من ناحيته، أوضح د. أحمد حسنية عميد كلية القانون في جامعة غزة، أن المدرسة تستهدف طلبة كليات القانون في جامعات قطاع غزة، وتحديداً جامعات غزة والأزهر وفلسطين، حيث يشارك فيها 30 طالباً، 10 من كل جامعة تشمل الجنسين، بالشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وبين حسنية في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن اختيار الطلبة تم بناء على تميزهم في كلياتهم، حيث أن التدريب سيتضمن الإطارين النظري والعملي حيث يتضمن النظري القواعد الأساسية ومفاهيم القانون الدولي الإنساني، أما العملي فيتطرق فيه الطلبة لطبيعة تفاعلهم وإبراز مهاراتهم العملية التطبيقية للنظري.
وتركز المدرسة وفقاً لحسنية على مفاهيم القانون الدولي الإنساني، ونشأته وتعريفه والاتفاقيات التي تندرج ضمنه وتطبيق هذا القانون، وعلى من يترتب تطبيق القانون، وآليات تعزيز احترام القانون الدولي الإنساني، ومفهوم الشراكة المباشرة في العمليات العدائية وحماية المدنيين في الحروب والنزاعات المسلحة والمحكمة الجنائية الدولية ونظام روما الأساسي.
أما عن توقعاته للمدرسة الصيفية، فأوضح أن المدرسة ستخرج كوكبة من الطلبة المميزين المتخصصين في مجال القانون الدولي الإنساني، يساهمون في فهم القوانين الدولية، والذين قد يمثلون فلسطين في رصد انتهاكات الاحتلال وأمام المحاكم الجنائية الدولية.
وأضاف حسنية، أن الخريجين سيكونون أكثر وعياً وإدراكاً لمبادئ وقوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني خاصةً في اللحظات التي تشن فيها الحروب، كما ستفتح لهم أبواب كبيرة بعد التحرج نحو البحث والتطوير من قدراتهم.
تجربة فذة
عبد الرحمن أبو بنات طالب في المستوى الثالث في كلية القانون في جامعة غزة، أوضح أن مشاركته في المدرسة الصيفية تنبع من قناعته بأهمية فهم ووعي القانون الدولي الإنساني الذي يهم كل فلسطيني، للتقاضي أمام المحاكم الدولية لاستخلاص الحقوق من الاحتلال "الإسرائيلي" الذي ينتهك حقوق الإنسان الفلسطيني.
وعبر أبو بنات في حديثه لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، عن شكره وتقديره للجنة الدولية للصليب الأحمر، على تنظيم مثل هذه الفعاليات، لطلبة القانون، التي تساهم في تعزيز وعيهم وثقافتهم القانونية.
أما آية أبو حطب الطالبة في المستوى الثاني في كلية القانون في جامعة غزة، فأعربت في حديثها لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عن شكرها للجامعة والصليب الأحمر، لتنظيم مثل تلك الفعاليات التي تزيد من فهم ووعي الطلبة خاصة في مجال القانون، ومحاولة تطبيق الفهم النظري لجوانب عملية.
تصوير المصور: داوود أبو الكاس