شباب غزة.. من معبر رفح الى عالم مجهول!

الساعة 10:38 م|24 يونيو 2018

فلسطين اليوم

لم يجد عمار و زوجته فداء سبيلاً أمامهما سوى اصطحاب أطفالهما و التوجه لمعبر رفح، و السفر الى خارج قطاع غزة، هرباً من الأوضاع المأساوية التي يعيشها معظم سكان القطاع، الذي يعاني حصاراً خانقاً و أزمات متلاحقة تسببت بشلل الحياة بشكل شبه كامل للمواطنين، و لا سيما فئة الشباب.

عمار و فداء، في الثلاثينات من عمرهما عاشا ظروفاً اقتصادية صعبة، حيث أنهما تخرجا من الجامعات و بعد أن تزوجا حاولا عبثاً الحصول على فرصة عمل، لكنهما لم يحققا هذا الهدف، بسبب ارتفاع نسبة البطالة في القطاع، و عدم وجود فرص لهؤلاء الخريجين، الذين ينضمون بالآلاف في كل عام الى طابور كبير من العاطلين عن العمل.

و عن الوجهة التي يقصدها عمار و زوجته، قال لــ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "لم نحدد حتى الان اين سنذهب، و لكن أردنا أن نستغل فرصة فتح معبر رفح، للخروج من غزة، و البحث عن مكان نجد فيه عملاً نستطيع أن نعيل أطفالنا".

عمار و فداء ليسوا الوحيدون الذين يحاولون انتهاز فرصة فتح معبر رفح، و البحث عن مكان آخر للعيش فيه، حيث امتلأت المكاتب و الشركات التي توفر تأشيرات السفر، و الأوراق اللازمة بالمراجعين من المواطنين من كافة الأعمار، طلباً لإتمام اجراءات السفر للخارج.

مصدر خاص قال لــ "وكالة فلسطين اليوم" إن مكتب نقابة المحامين في قطاع غزة يستقبل يومياً مئات المتقدمين لطلب الحصول على جوازات السفر، بينما ازدحمت مكاتب الداخلية في غزة بالمواطنين الذين يذهبون لتمديد جوازاتهم التي انتهت صلاحيتها لكي يتمكنوا من التسجيل الكترونياً للسفر في أقرب وقت.

و فتحت وزارة الداخلية بغزة باب التسجيل الكترونياً للسفر أمام الراغبين بالسفر، بعد أن أعلنت جمهورية مصر العربية عن فتح معبر رفح أمام المسافرين خلال شهر رمضان، و تم تمديد عمل المعبر حتى عيد الأضحى.

الطبيب "م ك"، الذي فضل عدم ذكر اسمه أشار الى أنه تقدم بطلب استقالة من المستشفى التي يعمل بها، نظراً لتدني الرواتب التي يحصل عليها الأطباء و غيرهم من الموظفين في غزة.

و قال إنه ينوي السفر للخارج، حيث يمكنه أن يجد فرصة عمل أفضل كي يعيل أسرته منها، بعد أن أثقلته الديون التي تراكمت عليه بسبب سوء الحال و الوضع الاقتصادي الذي وصل اليه القطاع.

و أضاف: " هناك الكثير من الأسباب أجبرت الشباب والعقول الفلسطينية الى الهجرة من قطاع غزة، بسبب ضيق العيش، و فقدان إنسانيتهم و كرامتهم، و معنى الحياة الكريمة، فخرجوا ليبحثوا عن مكان ينصفهم بعد أن خذلهم ذوو القربى".

بدوره قال المحامي "ع ه"، إن السياسات الظالمة والجائرة التي تنتهجها السلطات في الضفة وغزة هي من تتحمل المسؤولية الكاملة عن هجرة العقول والشباب من غزة، و من أبرزها الحصار الاقتصادي و مجزرة الرواتب التي فرضتها السلطة الفلسطينية على غزة، و طالت كل بيت فيها، إضافة الى إيقاف التوظيف لعدة سنوات في جميع الوزارات.

و لفت الى أن حالة الانقسام السياسي وما ترتب عليه من اجراءات عقابية على غزة، خلقت حالة من التشاؤم و انسداد الأفق في وجه الشباب الغزي، فانكبتت طاقاتهم، و لم يجدوا من يستوعبهم و يوجد لهم أسباب البقاء.

ودعا المتنفذين و صناع القرار و المسؤولين عن هذا الوضع بإنقاذ ما تبقى من الشباب الموجود في القطاع، و العمل على توفير فرص العيش الكريم لهم، و لا سيما المتعلمين و حملة الشهادات و الأدمغة التي تستطيع أن تنهض بالمجتمع، و لم تحصل على أي فرصة.

كما طالب بإنهاء الانقسام، الذي هو سبب رئيسي فيما يجري في قطاع غزة.

 

 

 

 

كلمات دلالية