معادلة الرد الفوري/ بقلم خالد صادق

الساعة 12:12 م|22 يونيو 2018

فلسطين اليوم

معادلة الرد الفوري

كتب رئيس تحرير صحيفة الاستقلال خالد صادق

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمباريات كأس العالم, والأنظار كلها متجهة نحو روسيا التي تنظم هذا الحدث العالمي, يصعد الاحتلال الصهيوني المجرم من ضرباته ضد الفلسطينيين, ويقوم بإطلاق صواريخ مدمرة تجاه الشبان الفلسطينيين الذين يطلقون طائرات ورقية في منطقة الغلاف الحدودي, انه منطق الاستكبار والاستقواء بالإدارة الأمريكية التي أعلنت انسحابها من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي وجه اللوم لإسرائيل لأنها تواجه المسيرات السلمية بقوة مفرطة وتنتهك حقوق الإنسان بشكل سافر, الإدارة الأمريكية لم تحتمل مجرد إدانة لممارسات الجيش الصهيوني ضد مدنيين عزل, الانسحاب الأمريكي من حقوق الإنسان يأتي في سياق السياسة الأمريكية لعزل نفسها عن العالم ولرفضها التعددية الدولية ولمؤسسات القانون الدولي، وهى بذلك تقوم بتنفيذ الأجندة الإسرائيلية من خلال سفيرة الأمم المتحدة في نيويورك. 

المقاومة أوفت بما تعهدت به عندما قالت ان القصف بالقصف وأنها لن تسمح بفرض معادلات جديدة, وستبقى تواجه سياسات الاحتلال الصهيوني بكل الوسائل الممكنة, فالتلويح بعدوان جديد على قطاع غزة لن يرعب شعبنا وفصائلنا المقاومة, ولن يجعله يتردد للحظة واحدة في الرد الفوري على القصف الصهيوني, وحديث المحلل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرنوت» رون بن يشاي أن رهان حركتي حماس والجهاد الإسلامي بأن «إسرائيل» لن تجتاح قطاع غزة بعملية عسكرية برية  بسبب انشغال إسرائيل بتموضع إيران في سوريا بأن الرهان خاطئ, وان قوات الاحتلال والحكومة مستعدة لدخول غزة براً واحتلال القطاع إنما يدل على سطحية التفكير الصهيوني وعمق الأزمة التي يعيشها هذا الكيان المجرم, فغزة تعرضت ثلاث مرات لعدوان صهيوني شرس, وكانت كل الظروف مهيأة للاحتلال لكنه فشل في تحقيق أهدافه والوصول لغاياته, وإذا كانت «إسرائيل» قادرة على إعادة احتلال قطاع غزة فلتقدم على ذلك وتتحمل نتائج ما قد يحصل, لكن يبدو ان بن يشاي يهذي ولا يعرف غزة جيدا, أو انه تناسى ما حصل لجيشه النازي المجرم في قطاع غزة حتى فر هاربا من جحيم المقاومة التي أذاقته ألواناً من العذاب بفعل العمليات الاستشهادية واقتحام المستوطنات.

المقاومة الفلسطينية لن تتوقف عن الرد على جرائم الاحتلال ولن تسمح بتغيير قواعد الاشتباك, وستبقى ترد بالمثل على الجرائم الصهيونية, فغزة كما قال داود شهاب مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في تصريح صحفي له ليست ميدان رماية لطائرات الـF16 «الإسرائيلية»، والمرحلة التي كان كيان الاحتلال يتحرك فيها وكأنما يتحرك في الفراغ أيضاً مرحلة انتهت», وبالتالي على «إسرائيل» أن تفكر ألف مرة قبل ان تقدم على قصف القطاع, عليها ان تتوقع رد فعل المقاومة وتحسب نتيجة ذلك جيدا, فالمقاومة من حقها وواجبها الرد بالمثل وفق ما تقرره الظروف الميدانية وما تراه مناسباً، ولن يحول أي شيء بينها وبين أداء هذا الواجب حتى لو استخدم الاحتلال اعتى ما لديه من أسلحة وحشد كل جنوده لاجتياح القطاع, كما ان فصائل المقاومة الفلسطينية لن تبقى صامته أمام الحصار والعقوبات المفروضة على قطاع غزة, وستبقى تدافع عن شعبها الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة والقتل والتجويع وتتحول أرضه إلى سجون بفعل ممارسات الاحتلال . 

ان المقاومة الفلسطينية التي حرمت الاحتلال من فرض أي معادلات جديدة على الأرض هي نفسها التي فرضت معادلة الرد الفوري على القصف الصهيوني وبالمثل, وهى مستعدة لتحمل أية نتائج, فلن يرهبها اجتماع المجلس الوزاري الصهيوني المصغر «الكابينت» وما يتخذه من قرارات, لأن قرار الدفاع عن الشعب الفلسطيني, والتأكيد على حق العودة ورفع الحصار عن قطاع غزة سبق أي قرارات تصعيدية للاحتلال, والشعب الفلسطيني فوض فصائل المقاومة على ذلك, ومستعد ان يدفع أي ثمن مهما بلغ حجم التضحيات, وإذا كان السياسيون الصهاينة يروجون عبر وسائل الإعلام المختلفة عن إمكانية إعادة احتلال قطاع غزة, فإن الشعب الفلسطيني يعلم جيدا انه يعيش تحت سطوة الاحتلال ولم يتخلص بعد من الاستعمار الصهيوني للأرض والمقدسات, لذلك سيبقى نضاله مستمرا وكفاحه متواصلا حتى ينال حريته واستقلاله.

ان معادلة الرد الفوري التي فرضتها المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الصهيوني تدل على ان قرار المقاومة ماضٍ لا رجعة فيه, وقد تم اتخاذه بالإجماع وبتوافق من جميع الفصائل, وأي عدوان صهيوني جديد على قطاع غزة ستواجهه كل الفصائل الفلسطينية دون تردد وتحت راية واحدة, فتًجبر الاحتلال ودمويته وعنجهيته كانها كانت كفيلة بتوحيد كلمة الفلسطينيين على حتمية المواجهة والتصدي لأطماع الصهاينة المجرمين.

كلمات دلالية