وقف الاستعلام عن الكابون هل يتماهى مع سياسية "إسرائيل" لشطب الاونروا؟

الساعة 04:05 م|21 يونيو 2018

فلسطين اليوم

تفاجئ المواطن "أبو أنس" أثناء توجهه إلى مركز التموين التابع لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" شرق مدينة غزة لاستلام "كابون" زوجته اللاجئة بإغلاق نافذة الاستعلامات التابعة للوكالة، مما دفع بعض "الشبان" لاستغلالها والعمل لاستخراج ورقة الاستعلام للاجئين.

فمن بين عشرات اللاجئين يصدح الشبان بأعلى أصواتهم "استعلم عن الكابون بشيكل واحد فقط".

المشكلة ليست "بالشيكل" إنما بخطورة تقليص عدد الموظفين في الأونروا ضمن خطة وسياسة ممنهجة لإنهاء عمل الأونروا في قطاع غزة، القول للمواطن "أبو أنس"، الذي انضم إليه العديد ممن حضروا لاستلام الكابون معربين عن استيائهم الشديد لإغلاق نوافذ الاستعلامات.

ووفقاً لرأي الكثير من اللاجئين –أصحاب الكابونات- الذين التقى بهم مراسل "فلسطين اليوم الإخبارية" فإن المسؤولين عن الأونروا يسعون لإنهاء عمل المؤسسة الدولية في قطاع غزة بشكل تدريجي فقبل أشهر تم وقف عمل مهندسي العقود وتقليص الكابونات واليوم وقف موظفي الاستعلامات عن الكابون مما يدلل على وجود سياسة ممنهجة يسير عليها صانعي القرار في الوكالة لوقف عمل الاونروا في فلسطين.

ويعتقد بعض اللاجئين، أن المسؤولين الدوليين عن الأونروا يشاركون بطريقة أو بأخرى بتمرير ما يعرف بـ"صفقة القرن".

الدكتور ناصر اليافاوي كاتب ومهتم في شؤون اللاجئين أكد، أن ما تشهده الأونروا من ممارسات سواء بوقف بعض أعمالها وأنشطتها في قطاع غزة ومن بينها اغلاق نوافذ الاستعلامات عن "الكابون" يتماها تماماً مع السياسة "الإسرائيلية" لشطب الأونروا نهائياً من الوجود والتخلص من مصطلح لاجئ بشكل تدريجي.

وشدد اليافاوي في تصريح لـ"فلسطين اليوم" أن مؤامرة تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ليست جديدة بل بدأت من مخيمات لبنان وسوريا والأردن بشكل تدريجي عبر الحصار العسكري والاقتصادي إلى أن وصلت لقطاع غزة واستهدفت المناهج الدراسية وأوقفت عمل موظفي العقود وقلصت خدماتها وأنشطتها.

وأوضح أن هناك الكثير من الأمور الخطيرة تدور في كواليس صانعي القرار في وكالة الغوث، مشيراً إلى أن تلك الأمور لو تم تنفيذها فعلاً ستضرب كافة مناحي الحياة لدى الفلسطينيين.

وكشف اليافاوي انه من بين تلك الأمور الخطيرة التي تدور في كواليس صانعي القرار (تحويل مدارس وكالة الغوث إلى مدارس حكومة، ومرحليا ستتبنى الوكالة الصفوف من الاول حتى الرابع)، (وقف برنامج الدعم النفسي وبرامج الترفيه للطلاب والأطفال)، (وقف برنامج البطالة التشغيل المؤقت)، (وقف المساعدات الغذائية الطارئة "الكيبونات" بشقيها الورقة الصفراء والبيضاء)، (وقفت مساعدات الإسكان إعادة ترميم البيوت والهدم الكلي)، (وقف صرف دعم العلاج لبعض الأمراض، واقتصار العيادات للأمراض المزمنة وصرف دواء لا يغني ولا يشفي)، (خلخلة في جدار الرواتب، بحجة عدم وجود دعم، وتدرج في الصرف بين التأخير والمناصفة تمهيد للتخلي التام)، (إحداث ارباك في العام دراسي  القادم، وبشكل مدروس).

ولفت إلى أن تلك الخطوات تهدف إلى مساعدة المشروع الصهيوامريكى لشطب اسم الأنروا المزعج للكيان "الإسرائيلي"، والتخلص من مصطلح لاجئ المقلق للضمير العالمي.

وذكر اليافاوي في مقال سابق له أن المطلوب إزاء ما تشهده الاونروا من تقليصات عدة أمور أولاً: "حملات شعبیة ومؤتمرات ومسیرات احتجاجیة یقوم بها الفلسطینیون ومناصريهم"، ثانياً "فضح ممارسات أمریكیا وكندا ومن سار بفلكهم وإبراز الحقائق للرأي العام الدولي"، ثالثاً "المطالبة من الوكالة بتطبیق المواثیق الفلسطینیة الخاصة باللاجئین والبعد عن الازدواجیة فى المعاییر"، رابعاً "المطلوب من الدول العربیة وخاصة النفطیة الالتزام ضمن قرار موحد لسد العجز المالي فیما یتعلق بالفلسطینیین وتحمل المسئولیة الاقتصادیة والتاریخیة للشعب الذي یعانى من الحصار والبطالة وخط الفقر الدولي".

وحمل الكاتب اليافاوي، وكالة الغوث والأمم المتحدة ومجلس الأمن المسئولیة الكاملة عن ملایین اللاجئین الفلسطینیین وتوفیر فرص عمل لهم كون أن الدول التي ترعاها هي من ساهمت بضیاع فلسطین وتحویل شعبها إلى لاجئین.

الناطق باسم عمليات وكالة الغوث الدولية في قطاع غزة "الأونروا"، عدنان أبو حسنة نفى في تصريح سابق "لوكالة فلسطين اليوم" ما يشاع بتأجيل العام الدراسي الجديد في قطاع غزة.

وأوضح، أن مفوض الأونروا لم يصدر أية قرارات حتى اللحظة بما يتعلق بأي برنامج من برامج الأونروا، مستدركاً بالقول: "هناك عجز مالي كبير في برامج الأونروا في قطاع غزة، ونسبة العجز بلغت 256 مليون دولار، ما يضع كافة برامج الاونروا في خطر كبير".

مفوض عام وكالة الغوث بيير كرينبول أكد في تصريحات سابقة، أن وكالة الغوث لا تمتلك أي ضمانات لبدء العام الدراسي في شهر تموز القادم إذا لم يتم تغطية العجز المالي.

كلمات دلالية