حاولوا فقط تخيل أن احتفال اليمين نجح- هآرتس

فلسطين اليوم - غزة
الساعة 03:15 م
21 يونيو 2018
هارتس

محمود عباس ضعف، سواء جسديا أو في اوساط الرأي العام الفلسطيني. يوجد لليمين في اسرائيل دور هام في اضعافه، وتحويل الشريك الوحيد في المنطقة الى غير شريك. لماذا دولة ديمقراطية ذات سيادة وذات جيش يحسدها العالم عليه بسبب قدراته، عالقة مع قيادة عاجزة، تقول للجمهور "انظروا الى افلامهم القصيرة"، "انظروا الى الطائرات الورقية" وبالطبع "لا يوجد شريك"؛ وعالقة مع ذاك اليمين الذي لم يطرح في أي يوم بديل أمني أو أي بديل سياسي لاوسلو أو أي اتفاق مع الفلسطينيين.

مناحيم بيغن وقع على اتفاق سلام مع مصر، واسحق شمير ذهب الى مؤتمر مدريد واريئيل شارون بدأ عملية الانفصال عن الفلسطينيين. وبنيامين نتنياهو؟ باستثناء استخفافه بأسلافه واستخدام الاتفاقات التي هي بالفعل تخدمه كورقة ضد اليسار، لم يفعل أي شيء.

فقط حاولوا تخيل أن احتفال اليمين نجح، وأن عباس أعاد المفاتيح، وأن السلطة الفلسطينية اختفت والمسؤولية عن كل شيء عادت الى أيدي اسرائيل. هذا هو، لا توجد سلطة فلسطينية، توجد دولة اسرائيل وتوجد حماس، وكل شيء بدء من المستشفيات والادوية والتعليم والبريد ومرورا بأعمال الشرطة وشؤون الصرف الصحي وانتهاء باخلاء القمامة من رام الله – كل شيء يقع علينا، من مسؤوليتنا، وعلى حسابنا ايضا.

هل الى ذلك يسعى اليمين؟ حيث أنه عندما يسلبون الشرعية عن قيادة فتح وكأنه لا فرق بينها وبين ارهابيين حماس، وعندما يظهرون للزعماء الذين يفضلون المفاوضات على الكفاح المسلح بأنه لا توجد ولن تكون مفاوضات، يتم وقف بداية ازدهار الطبقة الوسطى في رام الله ووقف بدايات النمو الاقتصادي وروابي والهاي تيك.

قيل دائما إنه من اجل أن يكون سلام هناك حاجة لأن يكون للفلسطينيين ما يخسرونه. هذا هو الوضع. وماذا تفعل قيادة اليمين؟ لا شيء.

وماذا بشأن فكرة اعادة احتلال قطاع غزة؟ أي شخص من مطلقي هذه الفكرة مستعد لتطوع إبنه بالدخول الى هذه الحمم التي تغلي؟ من سيدخل بنفسه الى هناك؟ ومن سيأخذ على مسؤوليته ابلاغ العائلات عن الجنود الذين قتلوا؟ من سيحل محل طفل إبن 19 سنة دخل الى بيت لعائلة واضطر الى النظر في عيون الاطفال الذين ظهروا مثل اخوته الصغار؟ الى أين سيأخذ هذه الذكرى ولماذا لا تحاول القيادة تغيير الوضع بل تعقيده اكثر؟.

لكن لا توجد قيادة ولا يوجد تفكير بالمستقبل، لا توجد رؤيا والأفق بعيد مثل بعد الوميض القادم. فقط بقاء وحشي وساخر. واليكم قفاز يجب خلعه: كل منتخب من قبل الجمهور يطلب الدخول الى غزة واحتلالها يجب عليه أن يترأس القوة. كل من يدعو الى حل السلطة الفلسطينية يجب عليه تقديم تقرير كيف ومن أين ستجند اسرائيل الموارد لعلاج كل ما سيحتاج الى علاج هناك. كل من يحول الحرب وحياة الاشخاص الى لعبة سياسية لا يجدر به القيادة. ولكن لأن هذه هي المعطيات – سنشاهد كيف سيتعاملون مع حل السلطة، سنشاهد ما الذي سيحدث عندما يأكل كل الجمهور الطبخة التي تطبخها حكومة اليمين.