المقاومة على جاهزية ولن تصمت.. مصطفى الصواف

الساعة 08:49 م|20 يونيو 2018

بقلم

أن يمارس الاحتلال العربدة وقتما شاء دون أن يكون هناك ردا مقابلا لهذه العربدة أنتهى، ويبدو أن الاحتلال يريد التأكد من قواعد الاشتباك الجديدة التي أرادت المقاومة أن تثبتها على أرض الواقع ، ولا ندري هل يحتاج الاحتلال إلى تجربة جديدة ليتأكد أن المقاومة ماضية في معدلها الجديدة أو أن ما حصل في المرتين السابقتين لم يكن ضمن قواعد الاشتباك الجديدة.

ربما ما أعرى الاحتلال في الفترة الماضية هو عدم فهمه لصمت المقاومة الحقيقي لعدم الرد فواصل إجرامه بين الحين والاخر رغم أنه لم يتوقف سابقا أو حاليا في ارتكاب الجرائم، وظن الاحتلال أن صمت المقاومة ناتج عن ضعف إرادة أو خشية من أن يجر التصعيد الصهيوني قطاع غزة إلى معركة جديدة في ظروف بيئية سياسية غاية في التعقيد.

نعم قد تكون المقاومة لا تريد جر غزة إلى مواجهة جديدة ولكنها في نفس الوقت لن تقف مكتوفة الايدي أمام جرائم الاحتلال وهذا لا يعني أن المقاومة تسعى إلى جر القطاع نحو المواجه وفي نفس الوقت لابد أن تضع المقاومة قواعد للاشتباك جديدة وعلى الاحتلال أن يعي جيدا أن أي عدوان أو تصعيد من قبله نحو قطاع غزة سيقابل بصمت من المقاومة وأن قواعد الاشتباك الجديدة على الاحتلال أن يعي أن زمن الصمت أنتهى وأن أي قصف من قبله سيواجه بقصف موازي لما يقوم به حتى لو أدى رد المقاومة على جرائم الاحتلال إلى عدوان جديد على غزة وعندها على الاحتلال تحمل المسئولية عن التصعيد.

وفي نفس الوقت علينا التأكيد على أن كلا الطرفين في المنظور القريب يريد الدخول في معركة جديدة فالمقاومة ترى أن قطاع غزة لم يعد يحتمل عدوان جديد في ظل الظروف والحصار المفروض عليه وهي تعمل على تأجيل المواجهة إلى ابعد قدر ممكن ولكن هذا لن يجعل المقاومة تتلقى الضرابات دون رد وأنها لن تقف مكتوفة الايدي في حال شن الاحتلال عدوان على غزة وهي تؤكد على ها الأمر من خلال الرد بالقصف على القصف الاحتلالي.

الاحتلال بدوره لا يريد تصعيد قد يؤدي الى مواجه واسعة ليس من ضعف ولكن يريد في أي مواجه قادمة أن تكون الأخيرة لتحقيق أهدافه وهو يرى أن البيئة السياسية الاقليمية والدولية لم تكتمل لخدمة الهدف الي يسعى اليه ولا يرد شن عدوان قبل أن تتجهز هه البيئة خدمة لمصالحة وتحقيق أهدافه، وهو يرى أن أي عدون في ظل القائم اقليميا ودوليا لن يحقق له ما يريد بل يخشى أن تكون نتائج هه المعركة ضارة به وبما يسعى الى تحقيقه وتشكل له ضربة استراتيجية لا تحمد عقباها.

ما تريد المقاومة تأكيده أنها لن تقف صامته ولن تواجه القصف بالصمت بل تريد أن تؤكد رغم الفارق في الامكانيات والقدرات أن زمن الصمت أنتهى وأن أي قصف سيقابله قصف وما حدث فجر أمس أن المقاومة لم تنتظر في ردها حتى تغيب طائرات الاحتلال من سماء غزة، بل ما حدث أن رد المقاومة كان قبل أن تغادر طائرات الاحتلال سماء غزة وفي ظل غاراتها وهو دليل على جاهزية المقاومة للرد وبشكل أسرع مما كان الاحتلال يتصور.

رسالة المقاومة أننا جاهزون للدفاع عن شعبنا وأرضنا وأن المعادلة الجديدة للاشتباك باتت مؤكدة وعلى الاحتلال أن يفهم ذلك ولا يحاول جس النبط، وأن يعي جيدا أن المقاومة على جاهزية تامة ولن تصمت بعد اليوم.

كلمات دلالية