على وقع التصعيد العسكري بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في غزة، تطرقت معظم وسائل الإعلام العبرية، اليوم الأربعاء، لحجم الرد غير المسبوق من قبل فصائل المقاومة، ونجاحها في فرض معادلة "الرد الفوري".
فمنذ اللحظة الأولى التي أغارت فيها طائرات الاحتلال الحربية على مواقع تتبع للمقاومة في قطاع غزة فجرًا، دوّت صافرات الإنذار في معظم المستوطنات والبلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، وفُعِلت صواريخ القبة الحديدية في محاولةٍ منها اعتراض صواريخ وقذائف الهاون التي أطلقتها المقاومة.
وتعقيبًا على سرعة الرد، وزيادة كمية النار من قبل الفصائل في غزة كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن معادلة حركة "حماس" الجديدة تعني إطلاق الصواريخ بشكل "فوري" بعد أي هجوم إسرائيلي على القطاع.
وأضافت الصحيفة أن "حماس تعتقد أن إسرائيل ليست مهتمة بالحرب في الجنوب، لذلك تبنت سياسة جديدة وغير مسبوقة تمثلت بإطلاقها الصواريخ مباشرة بعد كل ضربة جوية إسرائيلية في قطاع غزة".
وتحدث مراسل القناة العبرية "كان" جال بيرجر" عن ذات الموضوع قائلًا: "إنه وفي أقل من شهر يعودون إلى نفس النقطة: حماس تقصف، الجيش يرد، حماس ترد، الجيش يقصف، وعلى الأرض غيرت حماس المعادلة، القصف برد وبقصف".
فيما ذكر المحلل العسكري الإسرائيلي "يوسي يهوشاع" أن "القصة بسيطة للغاية! القوات الإسرائيلية غيّرت المعادلة بعد ظاهرة الطائرات الورقية، تدفيع ثمن ومهاجمة أهداف حماس. حماس لا تقبل ذلك.. أنت تطلق النار، وأنا أطلق النار".
أما "القناة 14" العبرية؛ فقد قالت إن "إسرائيل" حاولت خلق حالة من الردع في قطاع غزة؛ فردت المقاومة وغيرت قواعد اللعب.
ويرى محللون إسرائيليون وكُتاب أن حالة المد والجزر بين "إسرائيل" وفصائل المقاومة في غزة ستبقى رهينة أسوار المجلس الأمني المصغر "الكابينت"، إلى أن يعطي تعليمات واضحة للجيش بخوض غمار معركة جديدة في قطاع غزة لا يعرف أحد نتائجها، ومن الذي سيتراجع أولًا.