ماذا سيفعل نتنياهو وليبرمان لو كانا في المعارضة؟

الساعة 09:55 ص|20 يونيو 2018

فلسطين اليوم

أطلس للدراسات / ترجمة خاصة من معاريف

لست بحاجة إلى خيال خصب لتقدر ماذا كان سيفعل نتنياهو وليبرمان وبينت اليوم لو كانوا يجلسون في المعارضة، يراقبون من خلالها حقول غلاف غزة وهي تحترق، حقل يليه حقل، وحرش يتبعه حرش، ودونم وراء دونم؟ كان نتنياهو سيدعو إلى استبدال الحكومة، ليبرمان كان سيشرح أنه من الممكن حل المشكلة خلال 48 ساعة، وبينت كان سيجمع توصيات عن كيفية القيام بذلك.

لكن نتنياهو وليبرمان ليسا في المعارضة، إنهما في الحكومة، والحكومة ليس لديها حل. منذ فجر الصهيونية، حاول العدو العربي ان يضر بمجهود عمال الأرض العبريين لاستخراج الخبز من التربة، وها هي الآن حقول القمح تلتهمها النيران وحكومة إسرائيل تنظر إلى الأحداث عن جنب، والمسؤولون الأمنيون يقولون بأننا لو رددنا فإن من شأن ذلك ان يجر الجميع إلى جولة قتال لا يريدها أحد، وأن لدينا هنا مشاكل قانونية معقدة في هذه الظروف، ليس بإمكاننا سوى ان نصلي ليقرر الفلسطينيون في غزة ان يكفوا بدافع من نواياهم الحسنة.

مع كل الاحترام للاعتبارات الاستراتيجية، ومن دون التقليل من قيمتها ووزنها؛ لا يمكن للدولة ان تهمش قطاعًا من أرضها، بسكانه وممتلكاته وحقوله، فقط لأنه وبحسبة شاملة تظن أنها ستتكبد الخسائر، عدا عن التخاذل الذي نبثه خارجًا، ولحقيقة ان ردعنا يبدو غير قائم أمام مجموعة بدائية من "المخربين"، الحكومة لديها مسؤولية ليس لها الحق في التنصل منها.

سكان المستوطنات والبلدات في غلاف غزة ليسوا أداة يمكن استخدامها حسب الحاجة، إنهم مواطنون بينهم وبين دولتهم عقد واضح وقع عليه الطرفان، إنهم يقومون بواجبهم والدولة تقوم بواجبها، الجدل الدائر في الأيام الأخيرة حول كل ما يتعلق بالحاجة إلى تعويضهم هو في الحقيقة جدل بائس، هل هناك مزارع يعمل في الأرض سيكون مستعدًا لتحمل أن تحرق حقوله بشكل يومي مقابل تعويض مالي؟ المال ليس كل شيء، هناك أمور لا يمكن وزنها بالذهب، وسيادتنا واستقلالنا ومسؤوليتنا عن كل ما يتعلق بما يدور على هذا الجانب من الحدود، لا تقاس جميع هذه الأشياء بالأرقام فقط.

واسمحوا لي بملاحظة واحدة أخرى: صحيح أنه في بعض الأحيان نضجر من هذه الممارسة بعض الشيء، لكن يمكن الاستمرار في استخدامها طالما كانت صحيحة ودقيقة، ليس هناك أي فرصة لأن تحلق هذه الطائرات الورقية الحارقة فوق وسط البلاد وقيادتنا كانت ستقبل بها وكأنها حكم القدر، لا نعرف ماذا كانت الحكومة ستفعل في مثل هذه الحالة. يمكن فقط ان نكون متأكدين من أن ذلك لم يكن ليحدث في تل أبيب، وإن حدث لما كان سيستمر أكثر من أيام معدودة. إذا لم تكن الحكومة تعرف كيف تدافع عن حدودها لتستسلم، وتعلن أنها غير قادرة أكثر، وإذا كانت تعرف فقد آن الأوان للتحرك.

كلمات دلالية