خبر ناشط مصري: استئصال « حماس » هدف مشترك لإسرائيل وأمريكا و أطراف عربية

الساعة 11:37 ص|03 يناير 2009

فلسطين اليوم - غزة

استبعد كاتب وناشط سياسي مصري، أن تتمكن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة من اقتلاع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأعاد الصمت الدولي والعجز العربي على وقف الحرب على غزة إلى كونها تمثل تحقيقا لهدف فلسطيني وعربي ودولي مشترك وهو حركة "حماس" وإسقاط تجربة حكمها في غزة.

ووصف رئيس تحرير صحيفة "الكرامة" المصرية عبد الحليم قنديل في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" شن الحرب الإسرائيلية على غزة بهدف استئصال "حماس" بأنه "أسلوب بدائي فاشل في محاربة حركات المقاومة"، واتهم أطرافا فلسطينية وعربية بالتورط في الحرب، وقال: "من الواضح أن الحرب التي تشنها القوات الإسرائيلية على غزة هدفها استئصال "حماس" وإطاحة حكمها في غزة، وطبيعة الأطراف وتحالفاتها مرتبطة بهذا الهدف، فإسرائيل لا تريد تكرار نموذج حزب الله في غزة، ومحمود عباس متحالف ضمنيا مع هذا الهدف في سياق خلافاته السياسية مع "حماس"، ومحور الاعتدال العربي يتضامن مع هذا الهدف باعتبار خشيته من تزايد نفوذ تيار الإسلام السياسي في المنطقة".

وقلل قنديل من الرهان على الحرب لاجتثاث "حماس" أو المقاومة، وقال: "أنا لا أظن أن المجتمع الدولي سيتحرك لوقف العدوان، فالأمم المتحدة ومجلس الأمن تحولا إلى مكاتب إضافية تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، وفي ظل التضامن البريطاني والأمريكي مع إسرائيلي، وفي ظل الموقف العربي الهزيل الذي لم يسمح وزراء خارجيته بعقد قمة عربية مخصصة لفكرة وقف العدوان، وعلى الرغم من هذا التواطؤ الدولي والعربي، الذي دعم بعضه الاحتلال مباشرة من خلال تصدير النفط والغاز كما هو مصر أو سياسيا، فإنه من الصعب أن تحقق إسرائيل أهدافها في استئصال "حماس"، ذلك أن مجرد اغتيال القيادات في حركات المقاومة لا يمكنه أن يؤدي إلى احتثاثها فهذا فهم بدائي، لأن حركات المقاومة التي نشأت في العصر الحديث لا تتأثر بفناء قادتها ومن الصعب بل من المستحيل اجتثاثها".

وأشار قنديل إلى أن إسرائيل تعيش مأزقا حقيقيا سواء اجتاحت بشكل موسع أو بشكل محدود أو استمرت في القصف، وقال: "أعتقد أن العدوان لن يتوقف إلا حين يفشل في تحقيق أهدافه، وإسرائيل اليوم تعيش مأزقا حقيقيا، فهي تمتلك امكانيات عسكرية هائلة لا تمتلكها "حماس"، ولكن لا تستطيع تحديد متى تدخل غزة ومتى ستخرج منها، ذالك أن الاجتياح سيكلفها كثيرا، ولن يحقق لها أهدافها في استئصال "حماس" التي تعرضت لما هو أسوأ وأقصى، وهي بالتالي لن تستطيع هزيمة "حماس" كما فشلت سابقا في اجتثاث حزب الله".

ولفت قنديل الانتباه إلى ظاهرة جديدة بدأت تتعزز في المشهد السياسي العربي، وهي أنه كلما سقط نظام عربي تعالت أسهم حركات المقاومة، وهو ما جرى في لبنان وفي الأراضي الفلسطينية وفي العراق، مما أدى إلى عجز إسرائيل لأول مرة في التاريخ عن خوضها لحرب استنزاف طويلة الأمد مع حركات المقاومة، كما قال.

وأكد قنديل أن أهم نتائج العدوان الإسرائيلي على غزة أنه أعاد إحياء القضية الفلسطينية في الوجدان العربي وشكل محطة جديدة في تغيير المشهد السياسي العربي من خلال دعم تنامي نفوذ تيار الإسلام السياسي لا سيما في مصر التي تعتبر أكثر البلدان العربية قربا من غزة وأكثرها تأثرا بتطوراتها الميدانية، كما قال.