العيد في غزة بدون عيدية لهذا السبب!

الساعة 11:49 م|15 يونيو 2018

فلسطين اليوم

ما أن يبدأ نهار اليوم الأول من العيد حتى يستعد الأطفال والنساء؛ لاستقبال عيديتهم وانتظارها بفارغ الصبر، فالحصول عليها يعد من مكملات الفرحة الأساسية لدى البعض، بالرغم من الظروف الاقتصادية والأزمات التي تعصف بالعديد من الرجال.

إلا أن هذا العيد شكل مفاجأة لدى بعض الغزين من النساء والأطفال؛ بسبب انخفاض العيدية لأكثر من النصف، فهذا العام لا تتعدى بعض عشرات الشواكل خلافاً للأعياد الماضية التي كانت تزيد عن 500 شيكل خاصة عند بعض الفتيات.

ويعود سبب انخفاض العيدية لأكثر من النصف إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان قطاع غزة التي تفاقمت مع استمرار السلطة فرض الإجراءات العقابية ضد الموظفين وخصم 50% من رواتبهم دوناً عن موظفي الضفة.

و"العيدية" عادة تناقلتها الأجيال بقطاع غزة جيلا بعد آخر، فهي إحدى أهم ملامح ووسائل احتفالات العيد التي ما زالت حاضرة بقوة في العديد من المجتمعات، لإضفائها الفرح والحب على قلوب من يتلقونها من نساء وأطفال، غير أنها أصبحت تشكل حرجا اجتماعيا لدى الكثير من الغزيين الذين لا يتمكنون من تقديمها لأقاربهم.

المواطنة حنين تفاجأت هذا العام بانخفاض عيديتها إلى النصف قائلة: "هادا أكثر عيد تكون عيديتي فيها أقل عيدية أنا مش مصدقة أنه هادي عيديتي فقط، الله يكون في عون الناس"، مشيرة إلى ان الأسباب بالتأكيد للأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها كافة السكان في قطاع غزة.

وفيما تفكر حنين بالعمل في عيديتها التي لا تتعدى الـ250 شيكل قالت: "ما بكفي حاجة بس الحمد لله بدي أخليها لوقت الضرورة لانه أوضاعنا في غزة على كف عفريت ومش عارفين شو راح يصير معنا في الأيام القادمة."

أما أم أنس فتقول: "عيديتي هذا العام أقل بكثير من العام الماضي، ولا تتعدى الـ300 شيكل، لكن العيدية أصبحت عندي لا قيمة لها المهم زيارة الأهل والأحباب لأنه الزيارة بالدنيا كلها".

وأشارت إلى أنها ستشتري من عيديتها بعض الملابس لأطفالها الصغار، مؤكدة أن العيد هو رؤية كافة الأهل بالصحة والعافية.

بينما المواطنة منى فقد عبرت عن حزنها لقلة العيدية عن العيد الماضي، مستدركاً بالقول: "الحمد الله على كل حال"، مشيرة إلى أنها ستقتصر استخدام العيدية لمصروف البيت فقط.

فيما عبرت المواطنة دعاء محمود عن فرحتها بزيارة أهلها خلال العيد، رغم قلة العيدية قائلة: "عيديتي هذا العام لا تتجاوز الـ200 شيكل لكن أنا فرحانة كثير لأنني تأكدت أن أهلي بحبوني وبحترموني وبقدروني، وبزوروني لأنهم بحبونني"، موضحة أنها ستستخدم العيدية لشراء ما يلزم بيتها.

أما المواطنة نفين أبو شمال أكدت ان العيدية هذا العام تأثرت كثيراً بالظروف الاقتصادية وانقطاع الرواتب، معبرة عن تضامنها مع كافة الموظفين جراء العقوبات المتواصلة عليهم من السلطة الفلسطينية.

وكان رئيس السلطة محمود عباس بدأ في فرض جملة من العقوبات على قطاع غزة في أبريل 2017 بدعوى إجبار حركة حماس على حل اللجنة الإدارية التي شكلتها جراء عدم اضطلاع الحكومة بمهامها، ورغم حلها في سبتمبر / ايلول بذات العام إلا أن العقوبات تواصلت وزادت في أبريل الماضي ليصل الخصم من رواتب الموظفين إلى نحو 50%.

وكانت الحكومة الفلسطينية صرفت مطلع مايو /أيار الماضي ما نسبته 50% من الرواتب عن شهر مارس، في حين لم تصرف حتى الآن رواتب شهر أبريل لهذا العام، فضلًا عن الجزء المتبقي من الراتب عن شهر مارس.

كلمات دلالية