القيادي المدلل: شعبنا يسطر ملحمة مشهودة وآن الأوان أن ننتزع حقنا من المحتلين

الساعة 06:16 م|15 يونيو 2018

فلسطين اليوم

دعا القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلل، لتعزيز قيم التعاطف والمحبة والتسامح في مجتمعنا خلال أيام العيد.

وقال المدلل خلال خطبة العيد في أحد مصليات العراء في مدينة رفح، :" إن يوم العيد يوم فرح وسرور، فما أجمل العيد عندما يكون يوما للتراحم والتعاطف والتزاور، "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"". وأضاف "لننشر المحبة بين أبناء شعبنا بعد مضي سنين عجاف من الفرقة والانقسام حتى نجسد الوحدة الحقيقية بين أبناء شعبنا وهي أهم دعائم القوة للمجتمع الفلسطيني للوقوف فى مواجهة المؤامرات التى تحاك ضد القضية الفلسطينية".

وتابع المدلل :"ما أجمل العيد عندما نرسم البسمة على وجوه الفقراء والمساكين والثكالى واليتامى. ما أجمل العيد عندما نشارك أهالي الشهداء الذين قدموا فلذات أكبادهم فداء للإسلام وفلسطين نشاركهم فرحتهم ونؤكد لهم وقوفنا إلى جانبهم، ولن نتركهم فريسة للحزن والألم".

واستطرد "ما أجمل العيد عندما تتوحد الأمة العربية والاسلامية وتنهي صراعاتها التي دمرت كل شيء فيها لتتفرغ لقضيتها المركزية فلسطين، وتوجه بوصلتها باتجاه القدس قلب الأمة وعاصمتها".

ونوه إلى أنه لا استقرار ولا أمن ولا نهضة للأمة طالما أن العدو الإسرائيلي يحتل قلب الأمة.

وأشار المدلل إلى أن رمضان إن غادرنا فإن دروس وقيم الحق والخير التي كانت تلازمنا في هذا الشهر الجليل يجب ألا تغادرنا حتى نحقق الغاية المرجوة من الصيام وهي التقوى والتي لها مكانة عظمى في ديننا ولهؤلاء الذين يتصفون بها خصوصية عند ربهم "والله ولي المتقين" " إن الله يحب المتقين".

ولفت المدلل إلى أن من أهم الدروس التي تعلمناها في رمضان هو درس الصبر، كما أكد ذلك رسول الله في حديث طويل: "وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة"، موضحا أن زادنا في هذه الحياة المعركة التي نواجه فيها الباطل المدجج بكل أدوات الإجرام إنما هو الصبر وقوة الإرادة لأن حربنا مع الشيطان وأعوانه هي حرب إرادات، والذي ينتصر هو صاحب الإرادة الأقوى الذي يمضى بإيمان وثبات وإخلاص في مواجهة الطاغوت بالرغم من عدم امتلاك أهل الحق لأي شيء من مقومات القوة.

وأشار إلى أنه في رمضان كانت معركة بدر بين القلة المؤمنة الصابرة المحتسبة، والكثرة الكافرة المدججة؛ وقد أراد الله سبحانه أن يكون النصر حليف القلة المؤمنة بقيادة الرسول(صلى الله عليه وسلم) لتذهب معركة بدر فى التاريخ مثلا وقدوة على أن الكثرة ليست هي عنوان النصر مهما امتلكت من مقومات القوة "وما النصر إلا من عند الله" .

وشدد القيادي في الجهاد على أن الله الذي نصر أهل بدر، قادر على أن ينصر المؤمنين في كل وقت وحين.

وأضاف "ها هو شعبنا الصامد اليوم وقد تخلى عنه الأخ والصديق والقريب؛ وبالرغم من ذلك يسطر ملحمة مشهودة وهو يمضي بأطفاله ونسائه وشيوخه بصدورهم العارية في مواجهة عدو مجرم يمده العالم كله بما يحتاج إليه من مال وعتاد وسلاح حتى أصبح من أقوى جيوش العالم، وقد انتصر من قبل سبعين عاما على جيوش العرب والمسلمين جميعا، واحتل ثلثا فلسطين ثم انتصر على أنظمة عسكرية عربية ادعت أنها تمتلك فنون القتال في حرب حزيران التي سقطت خلالها القدس واستبيح فيها الأقصى وأهدرت كرامة الأمة العربية والإسلامية".

ونبه المدلل إلى أن الفلسطينيين يخرجون من جديد بعزيمة لا تنكسر ليمضوا في نضالهم وجهادهم بالرغم من عظم التضحيات، وبالرغم من الجراحات المستمرة والشهداء الذين نقدمهم على مدار اللحظة، مؤكدين إصرارهم على انتزاع حقوقهم والعودة إلى أرضهم التي هجروا منها قبل سبعين عاما حتى تنتهي المآسى والنكبات التي عاشوها ولا يزالون حتى يندحر هذا العدو عن القدس والأقصى ويزول هذا الحصار الذي يخنقنا في قطاع غزة ليعيش الفلسطيني الحياة الكريمة كما كل شعوب العالم".

وتساءل: إلى متى سيظل الفلسطيني يعيش الشتات والهجرة والعذابات المستمرة؟!. إلى متى سيظل الأقصى أسيرا يدنسه الصهاينة صباح مساء؟!. إلى متى سيظل قطاعنا الحبيب محاصرا لا يجد المريض علاجه ويموت الموت البطئ وأجيالنا يضيع مستقبلهم والموظفون يمارس ضدهم هذه السادية بقطع رواتبهم لتغيب عن وجوه أطفالهم فرحة العيد؟!. إلى متى سيظل عمالنا بلا عمل ولا يجدون قوت أبنائهم؟!.

وختم المدلل خطبته قائلا :"آن الأوان أن ننتزع حقنا من بين أنياب هذا العدو المجرم بكل خياراتنا التي نملك. وكما أكد الرسول (صلى الله عليه وسلم) لابن عباس :"واعلم أن الفرج مع الكرب، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرا"".

كلمات دلالية