خبر الصحف البريطانية: إسرائيل لديها الكثير من التكتيكات العسكرية ولا تكتيك للسلام"

الساعة 07:25 ص|03 يناير 2009

فلسطين اليوم-القدس المحتلة

ركزت الصحافة البريطانية الصادرة اليوم على الاستعدادات الاسرائيلية للغزو البري لغزة، واوضحت اكثر من صحفية ان الاستعدادات قائمة على قدم وساق لغزو وشيك.

 

تقول "الاندبندنت" انه يبدو ان اسرائيل تستعد لاطالة امد هجومها على غزة الذي استغرق اسبوعا الى الان بغزو بري، وسط تقارير حديثة الليلة الماضية حول استعداد القوات والمدرعات للتحرك الى قطاع غزة المحاصر.

 

وتلمح الصحيفة الى ان مغادرة نحو 300 شخصا من الحاملين لجوازات اجنبية دلالة على اقتراب الهجوم البري، وتقول ان المسؤولين الاسرائيلين حذروا من ان هناك حاجة لتقويض السلطة العسكرية لحماس التي واصلت اطلاق الصواريخ رغم استمرار الغارات الجوية الاسرائيلية.

 

"الاندبندنت" تشير الى كثافة التقارير التي توردها وسائل الاعلام المحلية الاسرائيلية بتنفيذ اسرائيل لعملية برية تأخرت الى الان بسبب الظروف المناخية السيئة.

 

الا ان الصحيفة تستدرك منوهة بانه رغم ان الحكومة الاسرائيلية قد حذرت مرارا من انها ستشن هجوما بريا الا انه ما زال من غير الواضح ما اذا كانت اتخذت قرارا نهائيا بشأن ذلك.

 

"التايمز" من جانبها ترجح انه بحلول صباح اليوم السبت فان القوات والدبابات الاسرائيلية ستتوغل داخل القطاع كجزء من عملية كبيرة لمنع حماس من اطلاق صواريخها على جنوبي اسرائيل.

 

وتقول الصحيفة ان احد الاهداف التي تشملها هذه العملية هي المنطقة التي يطلق عليها محور فلاديفيا عبر حدود القطاع مع مصر، الذي أنشات تحته حماس مئات الانفاق التي تستغل في التهريب.

 

وتضيف الصحيفة ان الحكومة الاسرائيلية قد جندت للعملية البرية اكثر من 6 آلاف من جنود الاحتياطي كما اعطت الضوء الاخضر لاستدعاء 3000 آخرين.

 

وتقول ان قذائف المدفعية الاسرائيلية اطلقت ايضا باتجاه القطاع، بينما دكت الطائرات الطرق التي ستسلكها القوات البرية، والتي قامت حماس بتلغيمها وحفر الانفاق فيها للالتفاف حول القوات الاسرائيلية.

 

غياب تكتيك السلام

في صفحة الرأي من صحيفة الجارديان كتب جوناثان فريلاند تعليقا على احداث غزة مقالة بعنوان "لدى اسرائيل الكثير من التكتيكات العسكرية لكن ليس اي تكتيك للسلام"، عن الاهداف الاسرائيلية المعلنة لعملية "الرصاص المنصهر" وما سيتحقق على الارض.

 

يقول الكاتب انه اذا كانت اسرائيل تريد ان تعيش مدنها الجنوبية بسلام وبعيدا عن تهديدات الصواريخ الفلسطينية فكان يمكنها تحقيق ذلك دون اللجوء الى الالة العسكرية وذلك برفع الحصار عن غزة وفتح المعابر حيث يرى اغلب الفلسطينيين ان ذلك كان سيمنح حركة حماس الفرصة لكي تثبت انها قادرة على ادارة غزة بشكل جيد وما كانت خاطرت بقصف اسرائيل بالصورايخ.

 

وهذا الوضع-حسب الصحيفة- لن تسمح به اسرائيل لان ذلك يعني اعطاء شرعية لحركة يتضمن ميثاقها "القضاء على دولة اسرائيل" حسب المسؤولين الاسرائيليين وهو ما يتناقض مع تصريحات المسؤولين الاسرائيليين الذي يقولون انهم لا يهدفون الى الاطاحة بسلطة حماس في غزة.

 

واذا كانت اسرائيل تهدف من هجومها الى اضعاف قبضة حماس على القطاع فان ما تقوم به يعطي نتيجة عكسية تماما لان الساسة الاسرائيليين يتوهمون انهم بضربهم غزة او لبنان يضعفون شعبية او نفوذ حماس او حزب الله-حسب الصحيفة البريطانية.

 

الا ان ذلك يعبر عن فهم اسرائيلي خاطىء لواقع المجتمعات العربية لان شعبية حماس ارتفعت كثيرا في الشارع العربي وبات ينظر اليها باعتبارها حركة مقاومة وانها اصبحت "ظاهرة اقليمية".

 

واذا كانت اسرائيل تأمل ان تقوي الاطراف العربية المعتدلة عن طريق ضرب حماس فقد ادت العملية الى اضعاف موقف هذه الاطراف، اذ ينظر الان على سبيل المثال الى محادثات السلام بين الرئيس محمود عباس واسرائيل على انها نوع من الشراكة مع عدو وحشي-على حد تعبير الكاتب.

 

ويخلص الكاتب مقالته بالقول " قد يحقق الساسة الاسرائيليون مكاسب على المدى القصير من ضرب حماس بعنف لكن هذا مكسب تكتيكي" حسبما ينقل عن مسؤول اوروبي والذي اضاف " ان الاسرائيليين خبراء في التعامل مع الاعراض وليس الاسباب" وما تقوم به اسرائيل حاليا في غزة سلوك دولة "تمتلك الكثير من تكتيكات الحرب لكنها تفتقر الى استراتيجية سلام واحدة".