اجراءات متشددة في القدس في شهر رمضان -هآرتس

الساعة 12:37 م|09 يونيو 2018

فلسطين اليوم

بقلم:نير حسون

 (المضمون: يمنع بيع العصائر لوجبة الافطار ويمنع التجمع والاحتفال في باب العامود ويحظر ادخال الوسائد الى الحرم في الايام الاخيرة من شهر رمضان. السكان في شرقي القدس يشيرون الى تشديد الاجراءات ضدهم ويقولون إن كل هذا يتعلق بنقل السفارة الامريكية الى القدس - المصدر).

 مثلما هو الامر في كل سنة ايضا في هذه السنة وضعت بلدية القدس لافتات كبيرة تهنيء السكان المسلمين بشهر رمضان. احداها وضعت في باب العامود، مركز القدس الشرقية. وليس بعيدا من هناك يقف مروان سماره إبن 77 سنة وهو يلبس طربوش ابيض وسترة تقليدية. سماره هو بائع العصير المعروف جيدا لكل مقدسي يأتي الى هذه المنطقة. في الصيف يتجول مع وعاء التمر هندي الكبير على ظهره. وحسب تقديره، منذ خمسين سنة هو يبيع في هذه النقطة أكياس العصير التي يتم شربها مع وجبة الافطار. على بسطته توجد ثلاثة انواع هي الليمون وتمر الهندي والخروب الذي هو أكثر شهرة في شهر رمضان ودائما هو الذي ينفد أولا.

 

          حتى اليوم باع بدون مشاكل، لكن في الاسبوع الماضي جاء مراقبو البلدية ومنعوه من القيام بذلك. في اللقاء الاول معه اخذوا منه بضاعته وسكبوا العصير في فتحة المجاري. في الايام التي اعقبت ذلك اكتفوا بتغريمه بـ 475 شيكل. "أنا هنا منذ خمسين سنة، منذ العهد الاردني" قال، "هناك اشخاص كبار اشتروا مني عندما كانوا اطفال. لا أعرف ما الذي يريدونه. معي ترخيص وأنا لا ازعج أي شخص". سماره يعرض رخصة تسمح له ببيع العصير من الوعاء الذي على ظهره. ولكن حسب البلدية ليس معه رخصة لاقامة بسطة.

 

          التنكيل بسماره ينضم الى مضايقات صغيرة اخرى، لكنها مهينة، للسلطات تجاه الفلسطينيين في القدس في شهر رمضان. حسب احساسهم، فان نقل السفارة الامريكية اعطى الدعم للسلطات الاسرائيلية والثمن يدفعه السكان والاجراءات الاحتفالية.

 

          هذا ما حدث ايضا في يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع عندما جاء مئات الاشخاص للمشاركة في احتفال ثقافي نظمة نادي شباب أبناء القدس في ساحة باب العامود. بعد عشرين دقيقة من بدء الاحتفال قامت الشرطة بتفريق الاحتفال بالقوة. وبشكل عام، منذ نقل السفارة الامريكية، فان كل تجمع لشباب فلسطينيين على الدرج في باب العامود اعتبر بالنسبة للشرطة مظاهرة غير قانونية محتملة – هذه حكمها أن تنتهي بتفريق الحضور. ايضا الجلوس على الدرج اصبح خارج النطاق.

 

          هذا ينضم الى سياسة الشرطة ضد "المسحراتي"، وهم الشباب الذين يوقظون بصورة تقليدية الصائمين لتناول وجبة السحور والصلاة. حتى هذه السنة عمل "المسحراتي" بدون ازعاج وكان جزء لا يتجزأ من تقاليد شهر رمضان. في هذه السنة كما يبدو، في اعقاب شكاوى المستوطنين اليهود في الحي الاسلامي، بدأت الشرطة بالاعتقال وتوزيع المخالفات بسبب القيام بالضجة. "لماذا اخاف اذا لم افعل ما هو محظور؟"، تساءل محمد حجيجي الذي يقوم بدور المسحراتي في البلدة القديمة. "هناك الف شخص في الحي يريدون هذا وعشرة اشخاص يحتجون. وبسبب ذلك هل الألف شخص سيصومون دون أن يأكلوا؟". ويمكن أن نضيف لهذه التنكيلات ايضا قرار البلدية توزيع مخالفات على المصلين الذين يوقفون سياراتهم في الشوارع المحيطة بالبلدة القديمة في اوقات الصلاة في ايام الجمعة في شهر رمضان. حسب اقوال الفلسطينيين، في السنوات الماضية اهتمت البلدية بالمصلين المسلمين مثلما تهتم بالمصلين اليهود في الصلوات العامة في اعيادهم. في البلدية يقولون في المقابل إن المخالفات تفرض فقط على السيارات التي تعيق الحركة.

 

          تقليد آخر لشهر رمضان يواجه في الايام الاخيرة صعوبات وهو "الاعتكاف"، الذي تمت العادة أن يبدأ في الايام العشرة الاخيرة من شهر رمضان، الذي يقوم به الزائرين للحرم ويقضون فيه الليالي في محيط المسجد الاقصى وذلك بسبب الاعتقاد أن الصلاة في هذه الليالي تحظى بالاستجابة من الله. ولكن في حالات كثيرة منعت الشرطة المصلين الذين جاءوا مزودين بالوسائد والبطانيات، من الدخول الى الحرم. ولكن هناك من دخلوا في الايام الاخيرة الى الحرم، قال الفلسطينيون، خلافا للسنوات السابقة سمحت الشرطة لليهود والسياح بالدخول في الايام العشرة الاخيرة. ولكن هنا يتوقع حدوث تغيير. في الاسبوع القادم كما يبدو سيمنعون من الدخول.

 

          أمس، بعد اشهر طويلة من الهدوء، كان ايضا رشق حجارة من منطقة الحرم. بضع عشرات من الشباب الفلسطينيين رشقوا الحجارة والكراسي على رجال الشرطة وأصيب شرطي وسائح بصورة طفيفة.

 

          "هم لم يعودوا يحترمون التقليد الفلسطيني ولا يعنيهم السكان"، قال احمد صب لبن أحد سكان البلدة القديمة وهو باحث في جمعية "عير عميم"، "منذ نقل السفارة الامريكية فان الاسرائيليين شعروا بأنهم قد انتصروا في هذه الحرب، وبسبب ذلك فان الانسان الفلسطيني الذي يعيش هنا بدأ في أن يصبح شخص أقل اهمية، وكذلك تقاليده ومعتقداته اقل اهمية".

 

          حسب اقوال صب لبن فان نقل السفارة اشعل في سكان شرقي المدينة الشعور بأنه يوجد لديهم رغبة اقوى في اظهار حضورهم الفلسطيني في المدينة. "هم يبحثون عن كل وسيلة لارسال رسالتهم"، اضاف، "ولكن كل محاولة للقيام بذلك يتم الرد عليها بضربة من المؤسسة الاسرائيلية".   

 

          وجاء من البلدية ردا على ذلك، فيما يتعلق بسماره بأن "الامر يتعلق ببائع متجول لديه رخصة للبيع وهو يتجول. هذا البائع لم يلتزم بشروط الرخصة وبدأ بالبيع على بسطة ثابتة في منطقة باب العامود (ساحة يحظر فيها البيع بطلب من الشرطة). مراقبو البلدية اوضحوا للبائع عدة مرات بوجود حظر لوضع بسطة في المكان، لكنه تجاهل ذلك وفقط بعد عدة تحذيرات تم تطبيق القانون.

 

          "في المقابل مدير المنطقة استدعى البائع اليه من اجل ايجاد حل ومساعدته في عمله. بالاتفاق مع البائع تم وضعه في المدخل الداخلي من بوابة باب العامود برضاه. بلدية القدس تبذل كل ما في استطاعتها لمساعدة الباعة المتجولين في شهر رمضان، حتى أنها خصصت لهم مكان للبيع في شهر رمضان".

 

          وجاء ايضا أن "مخالفات الوقوف لا يتم تسجيلها في الاوقات القريبة من وقت الصلاة وحتى بعد ساعة من انتهاء الصلاة وذلك في مسار السير نحو الحرم. قسم خدمات الوقوف يقوم باصدار مخالفات على الوقوف المزدوج والوقوف الذي يعرض الحياة للخطر. علينا التركيز على أن تطبيق القانون ينفذ في الشوارع المحيطة كالعادة".

 

          في البلدية ارادوا اضافة أنها "استثمرت في هذه السنة بصورة غير مسبوقة في سلسلة من النشاطات التحضيرية لشهر رمضان، منها وضع الاضاءة الاحتفالية في أحياء شرقي المدينة وفي البلدة القديمة، القيام بعمليات نظافة وازالة القمامة واسعة النطاق".

 

          بالنسبة لوقف عمل "المسحراتي" قالوا إن البلدية تعمل طوال الوقت من اجل الحفاظ على التوازن الحساس بين ضمان حرية الدين والعبادة والحفاظ على النظام العام وطابع حياة جميع السكان. في اعقاب شكاوى لسكان البلدة القديمة بخصوص احداث الضجة، عملت الشرطة حسب القانون لوقف المخالفة". وبالنسبة لمنع الدخول الى الحرم جاء من الشرطة أن "الامر يتعلق بادعاءات كاذبة، الشرطة لم تمنع أحد من النوم في الحرم. في كل مساء تجري نشاطات في منطقة باب العامود يشارك فيها آلاف الاشخاص. في الحالات التي سمعت فيها نداءات مخالفة للقانون – فان المنظم نفسه كان يوقف النشاط. كذلك خلال شهر رمضان تم منح تسهيلات جوهرية للدخول في ايام الجمعة للصلاة. والدليل على ذلك أنه فقط في الاسبوع الاخير وصل الى الحرم حوالي 305 آلاف مصلي.

كلمات دلالية