خبر مقابر غزة مكتظة وحفاروها خائفون.. وأزمة غذائية خطيرة في القطاع

الساعة 12:34 ص|03 يناير 2009

إسرائيل تعتقد بفوزها بالحرب الإعلامية والمتحدثون باسمها حصلوا على 58 دقيقة في الإعلام الدولي مقابل 19 للفلسطينيين

فلسطين اليوم: وكالات

أشارت صحيفة 'الغارديان' البريطانية الى ان تزايد اعداد الشهداء جعل من الصعوبة بمكان امام اهل غزة العثور على مدافن لهم، وتحدثت عن محاولة سليم أبو صادق الذي بحث ولساعتين في مقبرة الحاج رضوان عن مكان لدفن ستة من أقاربه استشهدوا بسبب الغارات الاسرائيلية، وعندما لم يجد مكانا لدفن حفيده قام بفتح قبر جده وجمع عظامه ونحاها جانبا لدفن الحفيد مع الجد الأكبر.

 

وقالت ان مقبرة الحاج رضوان مغلقة منذ سنوات الا ان تصاعد القصف للمناطق المفتوحة جعل العائلات تعود إلى المقبرة وتفتح القبور لتوسيع مكان من أجل الشهداء الجدد.

 

وقال انه بعد استشارة شيخ اباح فتح قبر قديم من اجل دفن الشهيد الجديد بسرعة. كما أن المكان ليس المشكلة الوحيدة، فالحصار الطويل على القطاع أدى إلى قلة في مواد البناء لإعداد القطع الاسمنتية لتغطية القبور.

 

وقال ابو صادق ان عائلته كانت محظوظة لاستخدامها قبرا قديما فيما تضطر العائلات لاستخدام ما هو متوفر لاتمام عملية الدفن. ونقلت عن والد احد مقاتلي القسام الذي استشهد يوم السبت اثناء عملية اطلاق صواريخ انه بحث عن مكان لساعات للعثور على مكان لدفنه حتى عثروا على بقعة مناسبة.

 

وقال والد الشهيد القسامي ان الحرب هي ضد الاسلام ومن اجل اجبار الفلسطينيين على الخروج من وطنهم ولن يخرجوا ابدا. ويشعر السكان بالحرج لعدم حضورهم بيوت العزاء ولكنهم خائفون من الغارات الاسرائيلية ولكنهم يقولون ان عائلات الشهداء تتفهم الوضع.

 

وتحدثت صحيفة 'الاندبندنت'، نقلا عن منظمات انسانية، ان غزة تواجه ازمة انسانية، لان الغارت اسفرت عن مشاكل حادة في الحصول على امدادات غذائية، والدواء، والوقود، للسكان المحاصرين. وتشير الصحيفة الى التناقض بين تقدير هذه المنظمات، وما صرحت به وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، خلال زيارتها الاخيرة لباريس الخميس، بانه لا توجد ازمة انسانية في القطاع، ولذا لا حاجة لهدنة انسانية. وتقول ان الصعوبة الكبرى التي تواجه العديد من السكان هي خوفهم من خوض مغامرة الخروج لشراء احتياجاتهم من الغذاء. المسؤولون في غزة ايضا غير راغبين في المشاركة في عملية توزيع الطعام، خشية ان يتحولوا الى اهداف مشروعة لاسرائيل كونهم يتعاونون مع ادارة حركة حماس. وتتساءل كريس جنيس العاملة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في غزة المسؤولة عن مساعدة 750 الف شخص 'كيف يمكن للفرد ان يقوم بعمل الاغاثة بشكل طبيعي في ظل هذه الاوضاع؟'.

 

ويقول الاطباء ان المستشفيات، ينفد مخزونها من الادوية والاجهزة بينما تتزايد حصيلة الشهداء والمصابين. وتورد الصحيفة شهادات عدد من الاطباء تؤكد عجز المستشفيات عن مواكبة الاعداد الكبيرة من الجرحى والمصابين.

 

وتعتقد اسرائيل انها ربحت الحرب الاعلامية الدولية حول عملية غزة عندما انشأت مكتب علاقات عامة اسمه مديرية المعلومات الوطنية التي انشئت قبل ثمانية اشهر والتي شكلت بعد توصيات لجنة التحقيق في حرب لبنان عام 2006.

 

وتهدف المديرية لتوضيح الحملة والقيام بعملية دعائية وتعمل مع كل الوزارات الحكومية لتقرير اي رسالة اعلامية يجب التركيز عليها وهي ان اسرائيل تدافع عن سكانها وان حماس منظمة ارهابية تستهدف المدنيين. ولاحظ مسؤولو وزارة الاعلام ان الاعلام الدولي اعطى ممثلي الحكومة الاسرائيلية 58 دقيقة على الهواء في نشرات الاخبار الرئيسية فيما حصل الفلسطينيون على 19 دقيقة مما يعني نجاح استراتيجيتهم.

 

ولاحظت الناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان هناك عددا كبيرا من محطات التلفزة تدعم الجانب الاسرائيلي وكل هذا بسبب التنسيق الاعلامي.

 

ونقل عن مسؤول اسرائيلي قوله انه في الوقت الحالي اسرائيل تتلقى تفهما وحتى دعما من دول عديدة ولكنه لا يعرف كم يستمر هذا الدعم. ونقلت صحيفة 'التايمز' ان التحدي الاكبر لاسرائيل هو مواجهة الصور المثيرة للغضب لجثث الفلسطينيين التي تجعل اسرائيل خاسرة ولكن ما تريده اسرائيل من الحملة الاعلامية من الاعلام الدولي ليس دعمها ولكن تفهم افعالها في غزة.

 

وضمن هذا السياق الاعلامي يفهم ما اشارت اليه صحيفة 'التايمز' من ان صواريخ غزة تضع مفاعل اسرائيل في نطاق المعركة، ويقول مراسل الصحيفة ان المخاوف تتزايد في اسرائيل من أن تصيب صواريخ حماس المفاعل النووي في ديمونة، والذي يحظى بأكبر قدر من السرية هناك. وتضيف أن حجم ومدى الصواريخ التي تطلق من غزة أجبرت الكثير من الاسرائيليين على الفرار من المدينة حيث غادرها حتى الآن مابين 30 الى 40 في المئة من السكان الى تل أبيب أو ايلات، كما أن القادة العسكريين دهشوا من حجم وقدرة الترسانة العسكرية للفلسطينيين في غزة. وكانت مدينة بئر السبع قد اضطرت لإتخاذ اجراءات احترازية، وأغلقت المدارس، بينما أصوات صفارت الانذار صارت تدوي في المدينة على فترات متقطعة. ويقول مسؤولون عسكريون اسرائيليون ان حماس حصلت على صواريخ 'فجر-3' الايرانية ذات المدى الطويل، وإن الخوف الآن هو من أن تسقط تلك الصواريخ على مفاعل ديمونة، المفاعل النووي الوحيد في اسرائيل والذي يقع على بعد عشرين كيلومترا فقط من بئر السبع.