بالصور "سيلفي الوداع الأخير".. أمٌ ثكلى ومسعف مقدام

الساعة 12:32 م|05 يونيو 2018

فلسطين اليوم

أجواء مليئة بالحب سبقت وداع المسعف موسى أبو حسنين (36 عاماً) لأمه قبل ذهابه لإنقاذ المصابين خلال مسيرات العودة الكبرى، لم ينسَ موسى يومها أن يلتقط لنفسه صورة "سيلفي" مع أمه ويقبِّل رأسها لينطلق بعدها مسرعاً لتلبية نداء الواجب.

حضر أبو حسنين ووالدته إلى "مليونية العودة" في الرابع عشر من مايو الماضي، وكانت الأحداث متسارعة والضحايا يرتقون تباعاً، لكنه تقدَّم إلى الصفوف الأولى ليعالج وينتشل المصابين والضحايا هناك في المقبرة الشرقية قرب السياج الحدودي مع الجانب الإسرائيلي شرق مدينة غزة.

دقائق حتى اختفى موسى عن الأنظار وسط انفجارات كبيرة ودخان كثيف غطى المكان، وبقيت والدته شفاء أبو حسنين (61 عاماً) في انتظاره والقلق يعتريها بسبب كثرة عدد الضحايا، قبل أن يظهر الشبان من بين الدخان وهم ينتشلون موسى الذي كان يرتدي ما يميز المسعفين، لكنه رغم ذلك تعرض للإصابة بطلق مباشر في ظهره. 

النزيف شديدٌ جداً والأم الثكلى لا تعرف ما العمل في ظل عدم وجود سيارات إسعاف في المكان، حاولت أن توقف النزيف بغطاء رأسها والشبان يركضون بالمسعف الجريح، مسافة كبيرة قطعوها قبل أن يجدوا سيارة تقلهم إلى المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة.

نظرت شفاء في عيني ولدها والدموع تتزاحم في عينيها فقال لها مطمئناً: "أنا بخير ولا تقلقي وما بدي أشوف دموعك بتنزل"، وهي تمسح على وجهه وتطلب منه أن يتنفس، لكنه بقي يردد الشهادة ويبتسم.

دخل الأطباء بالمسعف موسى سريعاً إلى غرفة العمليات لكن كان الوقت قد تأخر فقد نزف في الميدان كثيراً وكانت إصابته بالغة، حينها خرج زميل موسى مكبراً فعرفت شفاء أنه فارق الحياة.

اليوم لا تحتمل والدة أبو حسنين الجلوس على مائدة الإفطار في رمضان دون وجود موسى، وتقول لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "لا أستطيع أن آكل أو أشرب أو أرى العائلة مجتمعة على الإفطار وهو غير موجود، فقد كان يحب أجواء رمضان، وكان يحب أكلة البازيلاء خلال هذا الشهر".

الولد البار موسى كان يحب الأجواء العائلية في رمضان، حيث كان ينهي صلاة التراويح ليعود سريعاً ويصنع الشاي له وللعائلة ليجلسوا سوياً يتبادلون أطراف الحديث لساعات طويلة، وهذا ما تفتقده والدته والعائلة، حيث جاءهم شهر رمضان باهتاً حزيناً هذه المرة.

وارتقى خلال فعاليات مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت في الـ30 من مارس الماضي ولا زالت مستمرة 120 شهيدا، بالإضافة للآلاف من المصابين بينهم العشرات بحالة الخطر والموت السريري.




والدة الشهيد موسى ابو حسنين 4
والدة الشهيد موسى ابو حسنين 3
والدة الشهيد موسى ابو حسنين 1
والدة الشهيد موسى ابو حسنين 2
 

 

كلمات دلالية