تقرير أم محمد: قلب مُعلق في "السجون" وآخر على "الحدود"

فلسطين اليوم

لوعة فراق ابنها المعتقل في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" الذي تحرمها "إسرائيل" من رؤيته، بعد أن منعتها من زيارته منذ عدة سنوات، تضاف لجرحها المكلوم على ابنها الجريح الذي يصر على المشاركة في مسيرات العودة الكبرى حتى أُصيب مرتان بجراح متوسطة.

هي الفلسطينية الأم، من يتعلق قلبها بابنها الأسير وآخر الجريح، الخمسينية أم محمد النجار من سكان حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وغيرها كثر ممن فقدن أبنائهن على مدار سنوات الصراع مع العدو، ومازلن صامدات قويات.

النجار توضح لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن قوات الاحتلال منعتها من زيارة نجلها محمد المعتقل في سجن نفحة الصحراوي منذ عدة سنوات، بدون أسباب تذكر، حيث منعت من مغادرة "معبر بيت حانون شمال قطاع غزة.

ونجلها البالغ من العمر 29 عاماً، اعتقل قبل 10 سنوات ونصف، وحوكم بـ14 عاماً، حيث تترقب الإفراج عنه كل دقيقة، بعد أن حرمت من رؤيته وكذلك والده الذي لم يره منذ اعتقاله، فيما هي زارته مرة واحدة ومن ثم مُنعت.

وتضيف أن بناتها يقمن بزيارة "محمد" إلا أن ذلك لا يشفي قلبها المعلق برؤيته، حيث أوضاع الأسرى الصعبة وظروفهم الإنسانية الصعبة، وحرمانهم من أبسط حقوقهم، كرؤية ذويهم من الدرجة الأولى.

كما تشير إلى أن الاحتلال يحرم نجلها من دخول الملابس والأغطية الشتوية والمستلزمات الخاصة، حيث يضطرون لإرسال بعض منها مع ذوي المعتقلين، إلا أن الأمر كذلك لا يفلح في أكثر الأوقات.

لم يغب محمد عن بالها لحظة، وعندما أصيب شقيقه أنس، لم تشعر سوى بلوعة الجرح والفراق، حيث أصيب خلال مشاركته في مسيرة العودة ، فهو كما تقول النجار يصر على المشاركة في كل جمعة لمسيرات العودة.

أُصيب أنس، مرتان، مرة في كفته حيث مازالت شظايا الرصاص في كتفه، وأخرى في ساقه حيث كان لها مدخل ومخرج.

أم محمد وقفت صامدة لم تتراجع بل تشعر بفخر بنجليها الذين لبوا نداء الوطن والنضال، فاعتقل أحدهما وأصيب آخر، وبقيت أمهما تدعو لهما.

وتعتقل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في سجونها أكثر من 500 مواطن، حيث يعيشون في أوضاع إنسانية صعبة، فيما يحرم العشرات منهم من زيارة ذويهم.

وتشهد الحدود الشرقية لقطاع غزة منذ أواخر مارس، مسيرات العودة الكبرى التي استهدفتها قوات الاحتلال وتعمدت إطلاق النار على المتظاهرين فقتلت أكثر من 120 مواطناً بينهم فتاتين، وجرحت أكثر من 13 ألف مواطن.