نساء غزة يمتن بالسرطان- هآرتس

الساعة 12:12 م|03 يونيو 2018

فلسطين اليوم

 بقلم: جدعون ليفي

 رئيس الكنيست يولي ادلشتاين (الليكود) وأعضاء الكنيست ميراف بن آريه (كلنا) ونحمان شاي (المعسكر الصهيوني) لا يريدون أن تقوم لجنة مكانة المرأة ببحث وضع النساء المريضات بالسرطان في غزة غدا. هذا النقاش الذي بادرت اليه رئيسة اللجنة، عضو الكنيست عايدة توما – سليمان (القائمة المشتركة)، لم يرق لهم.

"من المستغرب في نظري أنه بعد اسبوع صعب ومتوتر بالنسبة لمواطني اسرائيل وخاصة بالنسبة لسكان الجنوب الذين اضطروا الى الانغلاق في الملاجيء، يقرر اعضاء في الكنيست عقد نقاش بالتحديد في شأن وضع النساء الغزيات". هكذا تذمر رئيس الكنيست. بن آريه قالت انها فوجئت من السماع عن النقاش "أنا لا يمكنني فهم كيف أن لجنة في الكنيست تبحث في موضوع وضع النساء في غزة"، كتبت لادلشتاين واضافت "لن يكون بعيد اليوم الذي ستبدأ اللجنة فيه بالانشغال بوضع النساء الفلسطينيات في نابلس ورام الله ومناطق السلطة الفلسطينية. هذه ليست مهمة اللجنة في كنيست اسرائيل، لا يوجد سبب لأن تستغل رئيسة اللجنة وظيفتها لتعزيز أجندة سياسية". وقال شاي "هذه محاولة لتحويل اللجنة الى سياسية. لماذا لا يتم الانشغال مثلا بضائقة النساء في غلاف غزة اللواتي اثبتن صلابة وشجاعة كبيرة؟ هن اللواتي هوجمن، هن اللواتي ركضن الى الغرف الآمنة وهن اللواتي أرسلن اطفالهن الى المدارس بخوف".

 ادلشتاين هو رجل اليمين المعتدل والرسمي، بن آريه هي ممثلة الوسط وشاي هو ممثل اليسار الصهيوني مع الوصمة. ادلشتاين ربما سيكون رئيس الدولة. بن آريه عديمة الاهمية وشاي اشتهر سياسيا بمقولته "اشربوا الماء"، الجملة الوحيدة التي نقشت ذات يوم في الذاكرة منه. ولكن الثلاثة هم اصوات لاسرائيل. هم وسطها، صندوق الفخر للتيار المركزي. اذا كانت شهوات الدم لدى اليمين في الاسبوع الماضي ("لماذا لا يوجد قتلى في غزة؟") مزعزعة، ومثلها ايضا المبادرة السادية لوزير الامن الداخلي جلعاد اردان الذي لم يخجل من أن يصل ايضا الى محولات التلفاز في غرف السجناء الفلسطينيين فقط من اجل الحصول على التأييد في مركز حزبه، اصوات الوسط هذه تشفي اكثر بكثير. بضبط نفس رسمي بارد، بدون حماسة، مع تبريرات منطقية ومتزنة ظاهرا، هي تكشف الى أي هاوية اخلاقية انحدرنا.

 

          ليس هناك معنى للنقاش مع الثلاثة. ليس هناك معنى لنثبت لرئيس الكنيست أنه ليست لديه صلاحيات لمنع النقاش، ليس هناك معنى للسخرية ممن يدعون أن توما سليمان تحاول تعزيز اجندة سياسية وكأن هذا ليس واجبها، وان ننفجر بالضحك من ادعاء بن آريه بأنه بعد قليل ستبحث الكنيست ايضا في وضع النساء في نابلس ورام الله وكأنه ليست وظيفتها الانشغال بكل مكان سكانه يعيشون تحت الاحتلال الاسرائيلي أو أن نبتسم ازاء نفاق وورع شاي في عرض نساء غلاف غزة  كنساء تمت مهاجمتهن في الاسبوع الماضي. هذه ادعاءات هامشية بالضبط مثل اعتذارهم بأنهم لم يعرفوا أن الامر يتعلق بمريضات بالسرطان. الاساس هو الحقيقة التي كشفت ثانية: العمى تجاه ما تصنعه ايدينا. انغلاق القلب تجاه ضحايانا. الوحشية حتى تجاه المريضات بالسرطان. الجديد هو في حجم الظاهرة. عندما يدور الحديث عن فقدان الطابع الانساني، لا يعود هناك يمين ويسار، فقط المزيد من الرمال التي تكدست فوق انفاق الشر. المريضات بالسرطان يمتن في غزة، لكن الورم الخبيث هو هنا، ينتشر في كل مكان في اسرائيل.

 

في غزة يمتن النساء (والرجال) بسبب غياب العلاج. في مستشفى الرنتيسي يموت اطفال بمرض السرطان بسبب نقص العلاج، واطفال يتنفسون صناعيا يموتون بسبب انقطاع الكهرباء. في غزة يموت الناس بسبب الحصار الذي فرضته اسرائيل. هم يعانون ويعذبون ويموتون. فقط فكروا ماذا يعني أن تكون مريض بالسرطان وتعرف أن هناك علاج يمكنه انقاذ حياتك على بعد خطوات من بيتك، وأنت لا تستطيع الحصول عليه بسبب الحصار الذي فرضته اسرائيل. ماذا يعني أن تعرف أن مصيرك هو الموت فقط لأنك لا تستطيع اختراق قضبان قفصك.

 

لا يوجد لادلشتاين وبن آريه ويشاي أي سبيل في العالم للتنصل من المسؤولية عن هذا الوضع. وهم الآن حتى غير مستعدين للنقاش فيه.