خبر مبادرات أوروبية تنهال على حماس لـ« التهدئة » ..حماس: ما لم نقدمه تحت الحصار لن نقدمه تحت القصف

الساعة 03:08 م|02 يناير 2009

فلسطين اليوم - وكالات

كشفت مصادر دبلوماسية عربية في دمشق عن أن مبادرات تركية ونرويجية وفرنسية عرضت على القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في دمشق من أجل وقف إطلاق صواريخ حماس والتوصل لتهدئة دائمة تشمل فتح كل المعابر بضمانات دولية، في الوقت الذي أكد فيه مسئول بالمكتب الإعلامي لـ"حماس" أن خطة الهجوم الإسرائيلية على غزة فشلت وأن "الصهاينة يراجعون أنفسهم الأن"، مؤكدا أن "ما لم نقدمه تحت الحصار لن نقدمه تحت القصف".

 

وقالت المصادر لـ"قدس برس" أن "مستشارين" أتراك ضمن الفريق الذي رافق رئيس الوزراء التركي رجب طيب وأردوغان في دمشق التقوا مسؤولين في المكتب السياسي لحركة "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي، وطرحوا عليهم أفكارا خاصة بالتهدئة لا تخرج كثيرا عن المقترح المصري الخاص بالتهدئة والذي طرحه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط على اجتماع وزراء الخارجية العرب، وهو التهدئة المتزامنة مع فتح كل المعابر ولكن بضمانات دولية هذه المرة.

 

وكشفت المصادرعن محاولات أوروبية أخرى عبر وسطاء بشكل غير مباشر لطرح ذات الأفكار بشأن التهدئة المتزامنة مع فتح المعابر بخلاف الدور الفرنسي، أبرزها وسيط نرويجي زار دمشق لذات الغرض والتقى مسؤولين من "حماس"، وأن الحركة نقلت لهم نفس الأفكار التي طرحها رئيس الوزراء إسماعيل هنية في خطابه أول أمس الأربعاء (31/12) بشأن شروط التهدئة، وأن هناك توقعات بزيارات مكوكية على الأقل للمسؤولين الأتراك عقب لقاء رئيس الوزراء التركي مع المسؤولين المصريين والسوريين والسعوديين.

 

حماس: الصدمة فشلت

 

من ناحية أخرى قال أسامة أبو خالد عضو المكتب الإعلامي لحركة "حماس" في دمشق لـ "قدس برس" أن حماس واثقة من انتصارها على العدوان والمحرقة الصهيونية، وأنها لن تقدم تحت القصف ما سبق أن رفضته من تنازلات تحت الحصار، مؤكدا أن الإسرائيليين عندهم "تخبط" واضح بعد فشل خطة "الصدمة والرهبة" التي قتلوا فيها مئات الفلسطينيين.

 

وقال أبو خالد إن الإسرائيليين لم يحققوا أهدافهم التي سخروا لها 80 طائرة لضرب غزة (60 أف-16 و20 أباتشي) ولم يفلحوا في وقف الصواريخ التي تخرج عليهم من وسط الركام، خصوصا بعدما وصلت الصواريخ لمدى أبعد في العمق الصهيوني بلغ 55 كلم، ويتحدث الصهاينة في إعلامهم عن توقع بلوغها 60 كلم، أي على مشارف تل أبيب، ما يعني فشل أهدافهم.

 

وأكد المتحدث أن هذا جعل القادة الإسرائيليين يعيدون حساباتهم حاليا، مؤكدا أن "الحسابات تتغير"، خصوصا أنهم بدؤوا يتخبطون ويضربون ذات الهدف للمرة الثالثة والرابعة لأنك "بنك الأهداف" نفذ، ولم يعد أمامهم سوي الاجتياح البري الذي يتخوفون منه لأنه سيكبدهم خسائر جسيمة، منوها لأن الجبهة الداخلية الصهيونية تتعرض للخطر حاليا وهذا لا يؤدي لصمود إسرائيل في الحرب.

 

كذلك أكد أن المراهنون علي انقلاب أهل غزة على "حماس" فشل رهانهم أيضا لأن غزة ظلت صامدة وزاد الدعم الشعبي لـ"حماس" والمقاومة وقادتها، ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي قال إن حماس لا تزال تعترف به رئيسا حتى 9 كانون ثاني (يناير) المقبل، للإفراج عن قادة "حماس" المعتقلين في سجون الضفة الغربية كما دعاه لذلك إسماعيل هنية.

 

وقال إنه كان أمام عباس فرصة تاريخية لأن يقلب الطاولة على الجميع بعد عدوان غزة الذي تباركه أمريكا، وأن يعلن انسحابه من "خطة أنابوليس" التي لم يحترمها الصهاينة، ويسعى لتوافق وطني بدلا من "تصدير مواقف ديكورية واجتماعات شكلية يغطي بها عجزه".

 

وذكر أن صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية اعترفت أول أمس الأربعاء (31/12) أن الحرب على غزة رفعت شعبية "حماس" بين الفلسطينيين على عكس ما قاله القادة الإسرائيليين من أن أهل غزة سئموا من حكم "حماس"، وأشار إلى أن الفلسطينيين يقفون خلف الحركة، وأن هذه الحركة لا يمكن القضاء عليها.

 

وقالت الصحيفة - فى تقرير لها عن الوضع فى قطاع غزة - "إن شعبية حماس ارتفعت بشكل ملحوظ، وأن من كان يعارضها بالأمس غير رأيه وبات من مؤيديها اليوم، وأن الهجمات الإسرائيلية على القطاع والدمار الذى حصل عزز من تأييد الشعب الفلسطيني لهذه الحركة، وأن فلسطينيين كثيرين باتوا من أشد المدافعين عن الحركة وطالبوا "حماس" بمواصلة المقاومة.