عدم الاحتلال – مواصلة اضعاف حماس- اسرائيل اليوم
بقلم: عاموس جلعاد
(المضمون: يجب علينا عدم احتلال القطاع لأنه ينطوي على خسائر كبيرة لقوات الجيش وسيضطرنا الى تحمل مسؤولية اطعام وتشغيل 2 مليون نسمة في منطقة لا توجد فيها مصانع أو بنى تحتية. لذلك علينا البحث عن خيارات اخرى مثل تسليم القطاع لمصر، رغم أنها غير معنية بذلك - المصدر).
عندما يتحدثون عن المواجهة المستمرة بين اسرائيل وحماس – في قطاع غزة وفي يهودا والسامرة - يجب قبل كل شيء تحديد قاعدة قطعية ليس الجميع لدينا يفهمونها: لن يكون في أي يوم اتفاق مع حماس. اجل هناك اشخاص لديهم اوهام بامكانية الحديث معها. لكن الحديث يدور عن منظمة دينية سنية، فلسطينية، هدفها هو القضاء على اسرائيل. هذا هدفها ومن اجل ذلك هي تستثمر كل مواردها.
يمكن بالطبع اعادة السيطرة على جميع القطاع، وهناك خطط عسكرية كهذه. ربما أننا سننجر الى ذلك في نهاية المطاف، لكن يجب أن نفهم ما معنى احتلال كهذا. في قطاع غزة يعيش الآن حوالي 2 مليون نسمة على مساحة 364 كم مربع مقابل 250 ألف شخص فقط كانوا يعيشون في هذه القطعة في العام 1967. لا توجد هناك مصانع أو اماكن عمل. لذلك اذا قمنا باحتلال هذه المنطقة فسيحكم علينا اطعام كل الغزيين وادارتهم فقط. لا توجد أي منظمة دولية ستساعدنا في كل ما يتعلق بعلاج السكان.
هناك في اسرائيل من يعتقدون أننا أصلا نسير نحو ذلك. أنا اعتقد أن الوضع المفضل، طالما أن حماس في الحكم، هو اضعافها اكثر فأكثر، مثلما تفعل اسرائيل. يوجد لنا في هذا المجال نجاحات باهرة وكدليل على ذلك أننا كنا الاوائل في العالم الذين قطعوا نفق ارهابي حفرته حماس بهدف أن تقوم بادخال 20 ارهابي الى مستوطنة يعيش فيها 40 نسمة. هم يحاولون اطلاق الصواريخ على تل ابيب ونحن نمنع ذلك. هم يحاولون تنفيذ عمليات في مدن كبيرة في اسرائيل أو اخراج خلايا من غزة، هذا ايضا نمنعه بفضل تفوق الشباك الاستخباري. حماس حاولت التأثير من خلال مسيرات الجمهور في المناسبات التاريخية المختلفة وفي شهر رمضان من اجل المس بالجنود واختطاف جنود الى داخل غزة، ونحن نمنع ذلك. وفي نفس الوقت مستوطنات غلاف غزة تنمو، هناك تعليم جيد، الجمهور يزور المحميات الطبيعية ويوفر المعيشة للمستوطنات، وهناك استيعاب لسكان جدد. هذه هي الطريق التي يجب الاستمرار فيها، اضعاف حماس طوال الوقت من الخارج. ليس لدينا طريقة عملية لمساعدة الغزيين، سكان القطاع عليهم أن يقرروا أنهم سيقومون ويسقطون سلطة حماس. طالما أن حماس تسيطر، لن يحدث أي شيء جيد في القطاع. ولا أي سنغافورة ستقوم هناك. نحن مثلا قمنا ببناء معبر كرم أبو سالم والمنطقة الصناعية لهم. حماس بكراهية دينية متطرفة دمرت هذا المكان وأضرت بنفسها وبسكانها. هم دمروا انبوب الاوكسجين للقطاع.
نحن نسمح لعدد من سكان غزة بالعمل في اسرائيل، لكن اسرائيل لا يمكنها فتح ابوابها أكثر من اللازم خوفا من العمليات. لذلك الى حين سقوط نظام حماس، يمكن محاولة الاهتمام بالسكان بصورة انسانية – توفير الكهرباء والمياه والصرف الصحي والعلاج الطبي، من خلال مصلحة اسرائيلية.
أخيرا، من المهم الحديث عن الخيار الممكن – هناك في اسرائيل من يفضلونه على الخيارات الاخرى – وهو أن تقوم مصر بتحمل المسؤولية عن القطاع، وربما حتى السيطرة عليه مثلما كان الامر قبل العام 1967. عن معرفة، استطيع القول إن المصريين يعتبرون قطاع غزة شر مستطير، وهم لن يتولوا في أي يوم السلطة هناك. هم مستعدون لاقامة منطقة صناعية للغزيين عندما يكون ذلك ممكنا. وخلاف ذلك هم يعتبرون غزة جزء من حل الدولتين لشعبين مع اجمالي الفلسطينيين من اسرائيل.
مصر تبعد نفسها عن قطاع غزة بكل وسيلة ممكنة، ولا تريد التفكير اطلاقا بمساعدة حماس التي تعتبرها عدو للنظام الحالي في القاهرة. بالمناسبة، هذه العلاقة الغريبة تجاه حماس تميز معظم العالم العربي، الذي يعتبر هذه المنظمة نظام معاد. الدولة الوحيدة التي تدعمه هي تركيا، التي في الاساس تعلن اعلانات ولا تفعل الكثير اكثر من ذلك (وللحقيقة ايضا هي لا تستطيع).