هل سيؤثر التصعيد على مسيرة العودة غداً الجمعة؟

الساعة 06:00 م|31 مايو 2018

فلسطين اليوم

من المتوقع أن تشهد المناطق الشرقية لقطاع غزة غداً ككل يوم جمعة مسيرات حاشدة ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى، لكن مسيرة (من غزة إلى حيفا وحدة دم ومصير مشترك) ستكون مختلفة خاصة بعد التصعيد الأخير الذي شهده القطاع بين المقاومة والاحتلال "الإسرائيلي".

ويرى محللان سياسيان لـ"فلسطين اليوم" أن تعامل جنود الاحتلال مع المتظاهرين السلميين شرق قطاع غزة سيكون أقل حدة وشراسة من المسيرات الماضية لأن المقاومة أكدت للاحتلال "الإسرائيلي" خلال التصعيد المفاجئ أنها لن تقف مكتوفة الأيدي في ظل استمرار الاحتلال في استهداف المتظاهرين السلميين.

وأكد المحلان أن جولة التصعيد الأخيرة منحت فصائل المقاومة ثقة الجماهير الفلسطينية في التعامل مع الاحتلال "الإسرائيلي" سواء بالمقاومة العسكرية أو المقاومة الشعبية.

وكانت الهيئة الوطنيّة العليا لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار دعت، الجماهير الفلسطينية للمشاركة بقوة غداً الجمعة في مسيرات العودة تحت اسم "من غزة إلى حيفا وحدة دم ومصير مشترك" تأكيداً على مواصلة المسيرة السلمية التي انطلقت بتاريخ 30 آذار الماضي حتى تحقيق أهدافها بالعودة وكسر الحصار عن قطاع غزة.

وحاول الاحتلال إيقاف مسيرة العودة، بقصف قطاع غزة عقب كل مسيرة في محاولة لتغيير قواعد الاشتباك مع المقاومة إلا أن سرايا القدس وكتائب القسام وكافة فصائل المقاومة كانت لها كلمة الفصل باستهداف المستوطنات المحاذية لقطاع غزة بعشرات القذائف والصواريخ رداً على جرائم الاحتلال ضد المتظاهرين السلميين والحفاظ على قواعد الاشتباك.

المختص في الشأن "الإسرائيلي" حسن لافي توقع، بأن التصعيد الأخير بين المقاومة وقوات الاحتلال سيكون له أثر إيجابي كبير على تعامل جنود الاحتلال "الإسرائيلي" المتمركزين على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة مع المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة.

وقال لافي في تصريح لـ"فلسطين اليوم": "وفقاً لردود الفعل "الإسرائيلية" سيكون هناك نفس الأوامر للجنود في محاولة لوقف المتظاهرين السلميين لكن بدرجة أقل من تلك التي كانت قبل التصعيد".

وأكد أن القناص "الإسرائيلي" بات يدرك تماماً أن هناك يداً طويلة في قطاع غزة تستطيع أن تصل إليه في بيته في أي مكان تزامناً مع تشويه صورته أمام العالم أجمع حال استمر في بطشه وارهابه ضد الآلاف من المتظاهرين السلميين.

ويرى لافي، أن الرسالة من التصعيد بين المقاومة وقطاع غزة وصلت بشكل كبير جداً إلى القيادة السياسية للاحتلال "الإسرائيلي" بأن القصف بالقصف والرد بالرد وهذا يُعطي دفعة معنوية كبيرة للمتظاهرين بوجود مقاومة تحمي ظهورهم.

وحال أغارت طائرات الاحتلال على قطاع غزة بعد انتهاء المسيرات السلمية قال: "لا اعتقد أن يتكرر أسلوب الاحتلال لقصف قطاع غزة عقب انتهاء المسيرات السلمية، خاصة بعد العودة إلى تفاهمات 2014"، مشيراً إلى أن محاولات "إسرائيل" تهدف بالأساس إلى تغيير معادلة الاشتباك لكن المقاومة منعت "إسرائيل" من تغير قواعد الاشتباك بمعركة الوفاء للشهداء.

من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن الجولة التصعيدية الأخيرة بين المقاومة وقوات الاحتلال منحت شعبنا الفلسطيني القوة ورفعت معنوياته وأثبتت أن المقاومة ذراع يحمي المتظاهرين من الاعتداءات "الإسرائيلية" لأن "إسرائيل" لا تفهم إلا لغة القوة.

وأشار المدهون لـ"فلسطين اليوم"، إلى أن جولة التصعيد منحت فصائل المقاومة ثقة الجماهير الفلسطينية في التعامل مع الاحتلال "الإسرائيلي" سواء بالمقاومة العسكرية أو المقاومة الشعبية.

ولفت إلى أن المقاومة العسكرية والشعبية مكملتين لبعضهما البعض فالأولى حافظت على قواعد الاشتباك مع المحتل ومنعته من التغول في استهداف الآمنين في قطاع غزة والثانية وضعت "إسرائيل" في الزاوية أمام العالم أجمع لهمجيته وإرهابه في التعامل مع متظاهرين سلميين لا يشكلون أي خطرٍ عليه.

وقال المدهون: "غداً يوم هام من أيام مسيرات العودة وكسر الحصار "الإسرائيلي" لسببين أولاً أنها تأتي بعد التصعيد العسكري الذي سيُلقي بظلاله الإيجابية على عملية التحشيد الجماهيري، والثاني لتوسع الحراك الشعبي خارج قطاع غزة ليصل إلى الضفة والأراضي المحتلة والشتات في لبنان والأردن".

وأكد أن المسيرة غداً ستحمل رسائل متعددة للمحتل "الإسرائيلي" أهمها أن شعبنا الفلسطيني أينما كان هدفه الوحيد هو تحقيق العودة وكسر الحصار عن قطاع غزة، لافتاً إلى أن مسيرات العودة لن تتوقف وستتواصل حتى تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها.

وفي ذات السياق دعا القيادي بحركة الجهاد الإسلامي وعضو الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار محمد الحرازين، إلى المشاركة الحاشدة في فعاليات (جمعة من غزة إلى حيفا .. وحدة دم ومصير).

وقال الحرازين في تصريح صحفي، :" المشاركة والتواجد الحاشد في مخيمات العودة يحمل رسالة تحد للاحتلال"، مؤكدا أهمية الاستمرار بالفعاليات السلمية التي اتسمت بها المخيمات منذ انطلاقتها.

وأضاف "الاحتلال فشل في ثنينا عن مواصلة هذه الفعاليات، وسنستمر بها حتى نحقق كامل أهدافنا".

يشار إلى أن سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتهما عن استهداف المستوطنات "الإسرائيلية" المحاذية لقطاع غزة بعشرات الصواريخ وقذائف الهاون رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

 وأكدت السرايا والقسام في بيان مشترك، أن المقاومة لن تسمح للعدو أن يفرض معادلاتٍ جديدةٍ باستباحة دماء أبناء شعبنا وتحذره من التمادي والاستمرار في استهداف أهلنا وشعبنا.

وشددتا، أن كافة الخيارات ستكون مفتوحة لدى المقاومة فالقصف بالقصف والدم بالدم وسنتمسك بهذه المعادلة مهما كلف ذلك من ثمن.

كلمات دلالية