على شفا الهوة- يديعوت

الساعة 01:29 م|30 مايو 2018

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: اسرائيل وحماس تختاران مواجهة محدودة وكلاهما يحاولان العمل وفق قواعد اللعب ولكن المخاطرة كبيرة وتتعلق احيانا بالصدفة او بالحظ. ولكن سلم اولويات حماس لا يزال الانفاق وهو ما ينبغي لاسرائيل أن تتصدى له - المصدر).

ثلاث مهام دفاعية حددت رد فعل الجيش الاسرائيلي على مسيرات حماس: الاولى، منع تسلل جموع الناس وخلايا الارهاب الى الاراضي الاسرائيلية؛ الثانية، التقليص قدر الامكان للاصابة بالارواح وبالممتلكات، في الجانب الاسرائيلي وفي الجانب الغزي؛ والثالثة، الامتناع عن التدهور الى حرب صواريخ.

المهامة الاولى تحققت بكاملها؛ المهامة الثانية تحقق بمعظمها؛ المهامة الثالثة فشلت. فصليات الصواريخ وقذائف الهاون التي اطلقت من غزة أمس وبلدات الجنوب هي حدث مقلق. صحيح أن هذا يعبر عن اعتراف الحكم في غزة بفشله، بعد شهرين من المواجهات على الجدار، فمحاولة تسويق حملة حماس كخطوة مدنية، عفوية غير عنيفة، لم تنجح. فبالاجمال، استقبلت بعدم مبالاة حتى في الشارع العربي وفي الرأي العام الدولي. وباستثناء اردوغان، فان احدا لم يصدق ملابس حماس الجديدة.

ولكن الفشل هو فشلنا ايضا. كل من رفض دس رأسه في الرمل بين اصحاب القرار في اسرائيل عرف بان غزة على شفا الانفجار. على الرغم من ذلك، فان القرارات اللازمة لم تتخذ. وحدث أمس عزز فقط الاعتراف بان الوضع الراهن حيال غزة لا يمكن ان يستمر. مصر، قطر، الادارة الامريكية، مستعدون للتجند والوساطة، كل جهة ومصالحها، ولكن بدون خطة اسرائيلية جريئة، تتضمن مخاطر امنية ايضا، فان شيئا جيدا لن يحصل.

أمس، عند منتصف الليل، كان الاحساس لدى اصحاب القرار في اسرائيل باننا لم نستنفد الامر بعد: يجب توجيه عدة ضربات اخرى لحماس والجهاد من أجل ضمان الردع. اما مصر فقد هرعت لتحقيق وقف للنار.

مصدر رفيع المستوى في الميدان وصف على مسمعي التطورات في جبهة غزة في الايام الاخيرة. والاستنتاج الواجب هو اننا قد نكون ربما نجحنا اكثر مما ينبغي. قبل ثلاثة ايام قتل الجيش الاسرائيلي ثلاثة من الجهاد الاسلامي قرب الجدار؛ قبل يومين قتل الجيش الاسرائيلي اثنين من رجال حماس. للجهاد يوجد حساب مفتوح مع الجيش الاسرائيلي. فهو لم يتمكن بعد من الثأر لموت 12 من نشطائه في نفق ارهابي في تشرين الاول من العام الماضي. وفي الجيش الاسرائيلي يقدرون بان الصليتين الاوليين، امس في السابعة صباحا، اطلقهما الجهاد دون تنسيق مع حماس.

لقد اطلقت الصليتان نحو بلدات غلاف غزة. وعملت القبة الحديدية ومنظومات الانذار المبكر جيدا. وبالاجمال اصيب بجراح طفيفة جدا مواطن في بلدات الغلاف.

رد سلاح الجو بالهجوم على اهداف للجهاد وحماس في القطاع. في اعقاب الهجوم من الجو فتحت حماس نار الصواريخ. في الجيش الاسرائيلي يقدرون بانهم جروا الى ذلك: فزعماؤها تعرضوا للنقد في غزة على ضبط النفس الذي أبدوه وخافوا من أن يبقوا في الوراء. سلاح الجو رد بسلسلة اضافية من القصف.

يوم النار في الجنوب يخلف وراءه عدة حقائق مفاجئة. الاولى: حماس والجهاد اطلقا قذائف هاون وصواريخ نحو بلدات الغلاف، ولكنهما امتنعا عن اطلاق الصواريخ للمدى المتوسط والبعيد. وكان الاستنتاج عندنا واضحا: حماس تحرص على الانتقاء. فهي لا تريد التدهور الى معركة عسكرية على نمط الجرف الصامد أو الرصاص المصبوب.

سلاح الجو قصف عشرات الاهداف. وسحب من الدخان الاسود كانت مثيرة للانطباع. ولكن حسب الانباء التي تصل من غزة فان احدا لم يقتل؛ واحدا ايضا لم يصب باذى. هذا يفيد بان اسرائيل، مثل حماس، تختار المواجهة المحدودة. الطرفان يحاولان العمل وفقا لقواعد اللعب.

ولكن المخاطرة كبيرة. فلو كانت القذيفة التي اصابت روضة الاطفال في احدى بلدات غلاف غزة اطلق بعد بضعة دقائق لكان اصيب الاطفال واهاليهم. وما كان مفر من قرار بهجوم بري في غزة. الطرفان يسيران على شفا الهوة.

الاستنتاج: لا تحاكموا الحدث وفقا للخطابية، ولا وفقا للنية. حاكموه وفقا للنتائج. والنتائج ليست متعلقة فقط بالمستوى المقرر، في تل أبيب او في غزة. هي متعلقة احيانا بالصدفة أو بالحظ.

بالتوازي مع مواصلة النشاط من الجو يستعد الجيش الاسرائيلي لاعمال اخلال بالنظام على الجدار. مقاتلو جفعاتي حلو حل مقاتلي غولاني. والتقدير هو أن زخم مسيرات العودة انقضى، ولكن المسيرات ستستمر وستصل الى ذروة متجددة في 5 حزيران، يوم النكسة.

لقد استغل الجيش الاسرائيلي احداث اليوم كي يقصف في اراضي القطاع النفق الذي انكشف قبل اسبوعين. وللمرة الثانية يكشف الجيش الاسرائيلي نفقا يمر بثلاث دول. النفق السابق خرج من غزة الى اسرائيل وانتهى في سيناء. اما النفق الجديد فخرج من غزة الى سيناء وانتهى في اسرائيل. قائد المنطقة الجنوبية ايال زمير نقل الى نظيره في الجانب المصري معلومات كاملة عن النفق. والتوقع هو أن يعالجه المصريون في منطقتهم.

النفق حفر في السنة الماضية. وفي الاسابيع الاخيرة ايضا عملوا فيه. هذا سلم اولويات حماس، وهو ما ينبغي لنا أن نتصدى له.