مطلوب حسم واضح- معاريف

الساعة 01:24 م|30 مايو 2018

فلسطين اليوم

بقلم: تل ليف - رام

 (المضمون: هذه الجولة يجب أن تنتهي بحسم واضح للجيش الاسرائيلي بعد هجمات واسعة قد تستغرق بضعة ايام - المصدر).

 حتى بعد يوم قتالي في الجنوب، في القيادة السياسية – الامنية الاسرائيلية غير معنيون بمواجهة واسعة من غزة ولا يوجد اي خطاب عن حملة واسعة او عن اسقاط نظام حماس. الجبهة الشمالية توجد في رأس سلم الاولويات وليس في هذا تغيير، ولا سيما عندما تكون لا تزال مسافة طويلة بين الواقع وبين التقارير عن تفاهمات تحققت على ابعاد الايرانيين عن الحدود. ولكن الطرف الاخر من المعادلة هو انه من ناحية القيادة السياسية والامنية، يجب لهذه الجولة أن تنتهي بحسم واضح من الجيش الاسرائيلي. بمعنى انه بعد هجمات واسعة للجيش الاسرائيلي، والكفيلة بان تستمر بضعة ايام، توقف حماس تماما النار واعمال الارهاب من القطاع. والمعنى: ضربة شديدة من الجو – نعم، حملة برية – لا.

 

  صلية قذائف الهاون التي اطلقها صباح امس الجهاد الاسلامي لم تفاجيء احدا في جهاز الامن. كانت هذه مجرد مسألة وقت بعد نار الدبابة يوم الاحد وتصفية ثلاثة المخربين في موقع الرقابة، ردا على محاولة العملية والتسلل الى اسرائيل.

 الجهاد الاسلامي، الذي يعتبر تنظيم الارهاب الثاني في قوته في القطاع يتمتع ايضا بحرية عمل معينة من جانب حماس بفضل العلاقة الطيبة التي بين كبار رجالات التنظيم وايران. حماس لا تعمل ضد الجهاد الاسلامي وبين التنظيمين يوجد تنسيق وتعاون، وبشكل عام كبار رجالات التنظيم يطيعون سياسة حماس حتى النقطة التي يقتل فيها مخربون من التنظيم. أمس حررت حماس الحبل تماما.

 حاول كبار رجالات الجهاد الاسلامي أمس تحديد مستوى التصعيد مع اسرائيل. ظاهرا، في ردهم الاولي في الصباح اختاروا طريقة بموجبها يطلقون النار فقط بقذائف الهاون الى الخط الاول لغلاف غزة ويدعون بان هذا رد شرعي ضد قواعد عسكرية. اما الاصابة في روضة الاطفال فتجسد بالطبع بان ليس لهذا المعطى اي معنى على الارض، ومن ناحية اسرائيل فان خطورة الحدث لا ينبغي أن تتقرر في معادلات تطرحها منظمات الارهاب في القطاع.

هذه المرة، كما يبدو، لم يحللوا في غزة الطرف الاسرائيلي على نحو صحيح. فبعد شهرين من المواجهات على الجدار، الضرر الذي لحق بالصورة، الانتقاد الدولي والارهاب على الجدار، يبدو رد اسرائيل اكبر مما في الماضي. بشكل عام عندما تصخب المدافع في غزة تتبدد احداث الجدار. في الساحة العسكرية يسهل على الجيش الاسرائيلي اكثر التصدي لمنظمات الارهاب في غزة مما في مواجهات مركبة مثلما تطور الامر في الشهرين الاخيرين على الحدود. لقد فهمت حماس هذا جيدا وحتى بعد عشرات القتلى من نشطائها في المواجهة على الجدار، لم تطلق النار نحو اسرائيل، وذلك من أجل استخدام آثار الاحداث في الساحة السياسية الدولية. لقد تكبدت حماس بالقتلى ولكن الفهم البرغماتي للقيادة العسكرية اوقف اطلاق النار نحو اسرائيل. لقد تمكنت حماس من احتواء الاصابة لنشطائها ولكنها أعطت يدا حرة للجهاد الاسلامي وبقدر كبير يخدم هذا اسرائيل الان، التي تحتاج لان تستخدم الاحداث للاعلام الدولي ايضا.

 

          رغم اطلاق النار والعودة الى الواقع الامني الصعب، توجد ايضا بشائر طيبة لسكان الغلاف. ففي اعقاب تحسينات تكنولوجية في اجهزة الانذار المبكر، في قسم كبير من الحالات كان للمواطنين نحو 20 ثانية للدخول الى المجالات المحصنة. في المرة الاولى التي كان فيها هذا قيد اختبار هام وعلى الاقل في هذه اللحظة يتبين كنجاح.

 

          البشرى الثانية ترتبط بقدرة متحسنة باضطراد (غير مطلقة) للقبة الحديدية لان تواجد ايضا نار قذائف الهاون. فعدد اعتراضات قذائف الهاون هو غير مسبوق بفضل تحسينات هامة اجريت على المنظومة. وهذه بشرى هامة ينبغي الترحيب بها، ولكن بالمقابل ينبغي عدم التعلق باوهام زائدة: ففي زمن الحرب او الحملة الواسعة، فان القدرة على نشر بطاريات القبب الحديدية محدودة في مواجهة تهديدات اخرى. في مواجهة التحدي الصاروخي فان الجيش الاسرائيلي والمخابرات مطالبون بمعالجة منظومة الصواريخ وقاذفات الهاون قبل وقت طويل من تنفيذ اطلاق النار. مطلوب بحث استخباري يمكنه أن يتابع بشكل متواصل كل سلسلة الانتاج، التخزين، حفر الاطلاق ووسائل الاطلاق، في حالات الهدوء وفي الطواريء. ويفترض بالبحث الاستخباري ان يسمح باصابة منظومة الاطلاق قبل التنفيذ وبعده. وحقيقة أن امس، رغم النار الواسعة نحو اسرائيل، لم تصب خلايا ولم يقتل مخربون انطلقوا لتنفيذ النار في الزمن الحقيقي ينبغي ان تقلق الجيش الاسرائيلي. وذلك لان الجيش نجح في الماضي في اصابة مئات المخربين ممن خرجوا لتنفيذ النار قبل وبعد اطلاق الصواريخ. هذا عمل هام للردع ولاحباط النار بقدر لا يقل عن نجاحات القبة الحديدية.

كلمات دلالية