على حماس أن تقرر: هدنة أم حرب- اسرائيل اليوم

الساعة 01:23 م|30 مايو 2018

فلسطين اليوم

بقلم: يوآف ليمور

 (المضمون: القرار هو في يد حماس. اذا كان ردها على الهجمات الواسعة التي قام بها الجيش الإسرائيلي في الليل طفيفا، فان إسرائيل هي الأخرى ستتمكن من تخفيض مستوى اللهيب - المصدر).

 

       رغم التصعيد الاخطر على حدود القطاع منذ انتهت حملة الجرف الصامد قبل نحو اربع سنوات، الاحساس هو انه لا يزال ممكنا الامتناع عن الانزلاق الى معركة واسعة. الكثير يتعلق اساسا بحماس، وبردها على الهجمات التي نفذها الجيش الاسرائيلي في القطاع هذه الليلة.

التدهور الحالي لم يبدأ امس، بل مع فشل "مسيرة المليون" التي خططت لها حماس في يوم النكبة قبل نحو أسبوعين. ففي محاولة للحفاظ على الاحتكاك مع إسرائيل، قررت المنظمة تحويل منطقة الجدار الى مجال إرهاب، وسمحت بتنفيذ عمليات فيه – من اطلاق الطائرات الورقية المشتعلة والزجاجات الحارقة، وحتى النار وزرع العبوات، الاحداث التي أدت الى قتل ثلاثة من نشطاء الجهاد الإسلامي. ظاهرا، النار امس كانت ردا من الجهاد على قتل رجاله. فاطلاق قذائف الهاون في الصباح أقرته حماس، التي يبدو أنها اعتقدت ان الرد الإسرائيلي سيكون هزيلا، رفعا للعتب، وهكذا تنتهي الجولة الحالية من المواجهة.

 في ذات المرحلة امتنعت حماس عن المشاركة النشطة في اطلاق النار، ولكن الرد الإسرائيلي الواسع، والذي تضمن الهجوم على عشرات الالاف (بما في ذلك تدمير نفق في جنوب القطاع)، خلق عليها ضغطا هائلا للرد – من جانب نشطائها ومن جانب أعضاء المنظمات الأخرى.

في حماس لم يرغبوا في فقدان السيطرة على الأرض، فقرروا الانضمام الى اطلاق النار. "متلازمة فتح" وصف هذا مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي، وقصد تخوف حماس من أن تعتبر كمن تجلس على الجدار ولا تشارك مشاركة فاعلة في الكفاح الفلسطيني.

 يحتمل أن يكون الإحباط المتواصل من الوضع الاقتصادي في القطاع، والفترة الطويلة التي يجلس فيها نشطاء المنظمة متبطلين بلا عمل، ساهم هو الاخر بقرارها للعمل.

 ومع ذلك، حرصوا في المنظمة على إقرار النار فقط نحو البلدات المجاورة لحدود القطاع، وعدم توسيعها في هذه المرحلة الى مدن ابعد أيضا – من اسدود وبئر السبع وحتى تل أبيب.

 في إسرائيل ترددوا امس في شدة الرد، ولكن الرأي السائد كان انه يلتزم عمل قاطع للايضاح لحماس بانها تجاوزت هنا خطا أحمر.

 إعلاميا القت إسرائيل بمسؤولية مزدوجة على التصعيد في الجنوب – على ايران، التي تمول وتشجع، وعلى حماس، التي تسيطر على الأرض – عملياتيا صوبت أساسا نحو حماس، وبقدر أقل نحو الجهاد، رغم مسؤوليته المباشرة عن التصعيد. ولكن في الجانب الإسرائيلي أيضا حرصوا على الا يحطموا الاواني، وسعوا للامتناع قدر الإمكان عن مصابين فلسطينيين.

يستهدف هذا بالأساس السماح لحماس بمجال مناورة وكبح، قبل الانزلاق الى معركة واسعة. صحيح أن الجيش الإسرائيلي استعد لهذه الامكانية (فقد انعشت المخططات في الأسابيع الأخيرة، وتعززت القوات منذ يوم النكبة، وفي عدة مراكز نشرت بطاريات القبة الحديدية وجرى انتشار عملياتي واستخباري مكمل)، ولكن الجيش يفضل بالطبع الامتناع عن هذه الامكانية.

 من يمكن أن يساعد في ذلك هما مصر وقطر – اللتان توسطتا بين الطرفين ومنعتا التصعيد قبل أسبوعين – ولكن صحيح حتى يوم امس كان عملهما هامشيا فقط.

 المعنى هو أن القرار هو في يد حماس. اذا كان ردها على الهجمات الواسعة التي قام بها الجيش الإسرائيلي في الليل طفيفا، فان إسرائيل هي الأخرى ستتمكن من تخفيض مستوى اللهيب. وفي المقابل، اذا بدأ هذا الصباح أيضا بمعجزات لشبه إصابة لروضة أطفال او مدرسة (ولا سمح الله مع مصابين)، فستكون إسرائيل مطالبة بان ترد بقوة، ومن شأن الوضع أن ينزلق الى فقدان السيطرة.

          الرأي السائد في إسرائيل هو ان حماس معنية بالامتناع عن ذلك، ولكن سلوكها الان مشوش وفي حالة ضغط – وهي وصفة معروفة للاخطاء. وحتى لو نجح الطرفان في نهاية المطاف في التملص من التصعيد، فلا يمكن أن نرى في ذلك نهاية تامة.

          غزة تعتمل لعدة أسباب أبرزها هو الوضع الاقتصادي والإنساني الصعب فيها، مضافا اليه الإحباط السياسي المتعاظم.

          في هذا الوضع، وعلى خلفية فشل حماس في أن توفر لسكان القطاع الحلول، يمكنها أن تأخذ واحدا من طريقين – الهدنة أو الحرب.

          صحيح حتى يوم أمس، كلا الخياران على الطاولة. 

 

كلمات دلالية