وحيد والدته.."على فروانة" رصاصة متفجرة تصيبه بشلل نصفي وتهدم حلمه

فلسطين اليوم

"على فروانة" (17 عاماً) من خانيونس جنوب قطاع غزة، وحيد والدته، التحق بكلية تدريب غزة التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" ليدرس فيها تخصص"ميكانيكا" أملاً في أن يحقق حلمه ويفتح ورشته، ويعيل والدته المريضة، إلا أن رصاصة متفجرة كانت كفيلة أن تهدم حلمه.

فروانة، أصيب يوم مليونية العودة السلمية بعيار ناري متفجر، أدى إلى شلل نصفى تام، جراء هذه الإصابة الخطيرة.

كان من المفترض أن يتخرج من الكلية هذا الفصل لكن قناص الاحتلال كان الأسرع فى أن يبتر ذلك الحلم الذى راوده منذ سنوات، ليجعله مقعداً مدى الحياة ويقضى على طفولته وأحلامه.

يقول خاله الذى يرافقه في مستشفى الأوروبى منذ إصابته ويتولى رعايته منذ ولادته: "على" ذهب كباقى أقرانه ليشارك في مسيرة العودة السلمية على الحدود الشرقية أملا فى العودة الى بلدته داخل الأراضى المحتلة , لكن قناص الاحتلال باغته برصاصة رمته أرضاً لا يقوى بعدها على الحركة.

وتابع: "تلقيت اتصالاً من أحد المشاركين هناك بأن "على" قد أصيب و حالته خطيرة، هرعت مسرعاً إلى مستشفى غزة الأوروبي، لأجده في غرفة العمليات لإجراء عدة عمليات له، لأن الطلق المتفجر سبب له عدة تهتكات في أعضاء جسده".

يقول خاله: "كانت والدته تنتظر بفارغ الصبر أن يتخرج ابنها من الكلية ليصبح رجلاَ يعتمد عليه في الحياة, ويفتح ورشته التي لطالما حلم به، ليكون له مصدر دخل له ولوالدته المريضة"

د.نضال أبو هدروس استشارى و رئيس قسم جراحة الأعصاب في مستشفى الأوروبى بخانيونس والمتابع لحالة المصاب "على" يوضح، أن علي أصيب بطلق ناري متفجر أدى إلى عدة إصابات في جسده منها إصابة في الرئة اليمنى و نزيف في الصدر, وإصابة فى الكبد ونزيف حول الكبد.

ويقول: "أجريت له عدة عمليات جراحية عاجلة من قبل أطباء الجراحة و جراحة الصدر لإيقاف النزيف بشكل فورى وانقاذ حياته، ووضع أنبوب صدري في الجهة اليمنى لتصريف الدم.

ويستكمل: "أظهرت الصور المقطعية أن الطلق الناري أدى إلى كسر غير مستقر في الفقرة الصدرية (11)، بالإضافة إلى العديد من الشظايا و العظم المتفتت في قناة العمود الفقري، أحدث ضرر شديد في الحبل الشوكي مما نتج عنه شلل نصفى تام".

ويوضح د.أبو هدروس بأنه تم إجراء عملية جراحية للمصاب بالأمس لتثبيت العمود الفقرى الصدري , لتساعده في عملية التأهيل و يتمكن من الجلوس على كرسي متحرك بدلاً من السرير، وذلك للحد من حدوث مضاعفات المرتبطة بالنوم على السرير لمدة طويلة مثل التقرحات الفراشية أو الالتهابات الرئوية أو الجلطات الوريدية .

وأكد د.أبو هدروس، على أن ذوى الجريح "على" آثروا اجراء العمليات الجراحية لابنهم داخل مستشفى الأوروبى عن التحويل للخارج إيماناً منهم بثقة وكفاءة و خبرة الطواقم المحلية.

ونوه، إلى الجهود المتضافرة من جراحي التخصصات ذوى العلاقة لمساعدة "على" في استعادة عافيته إلى أن يخرج من المشفى متماثلاً للشفاء التام، خاصةً وأنه الآن يرقد في قسم جراحة الأعصاب بالمستشفى لاستكمال تلقى الرعاية الصحية.