مقاومة تحمي شعب وشعب يحتضن المقاومة

تحليل خبير عسكري: الرسالة وصلت لـ"إسرائيل"

الساعة 10:56 ص|30 مايو 2018

فلسطين اليوم

استطاعت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أن تثبت للقريب والبعيد، أنها قادرة على الرد على العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على أبناء شعبها، في الوقت والكيفية التي تراها مناسبة، لتضيف نصراً جديداً لسجلها المقاوم الذي يحتضنه أبناء شعبنا المحاصر.

فخلال 24 ساعة ماضية، تمكنت المقاومة الفلسطينية أن تدك ما يسمى بمستوطنات غلاف غزة، برشقات من قذائف الهاون والصواريخ محلية الصنع، أصيب فيها ثلاثة مستوطنين بينهم جندي بحالة متوسطة.

وقد أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتهما عن إطلاق عشرات القذائف الصاروخية، فيما انضمت في الساعات الأخيرة فصائل جديدة إلى دائرة القصف من غزة على الأراضي المحتلة، الأمر الذي أدى لتدخل وساطات أفضى لاتفاق هدنة.

الخبير والمحلل العسكري واصف عريقات، أوضح في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الشعب الفلسطيني كما المقاومة الفلسطينية سأم محاولات "إسرائيل"، تثبيت معادلة أن تقوم بالاعتداء على الفلسطينيين في قطاع غزة، وتقنص المتظاهرين السلميين، وتحاصر سفن كسر الحصار، وتعتقلهم وتعتدي عليهم.

وقال عريقات: "كان لزاماً على المقاومة الفلسطينية التي وُجدت أصلاً من أجل الدفاع عن الشعب، وكان هناك توافق واتفاق ضمني أن الشعب الفلسطيني يُريد أن ترسل المقاومة رسالة بأن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ورغم الحصار الظالم لن يقبل الذل والمهانة، حتى لو قدم روحه".   

ويرى عريقات، أن "إسرائيل" فهمت الرسالة، معلقاً: حينما تكون هناك معادلات جديدة في قواعد الاشتباك الدم بالدم والقصف بالقصف، والتهدئة بالتهدئة، فإن "إسرائيل" فهمت الرسالة، وفهمت الموقف الفلسطيني القوي، رغم أن إمكانيات المقاومة رغم الحصار متواضعة، ولكن الإرادة ليس لها حدود، وهذا معروف عن الشعب والمقاومة الفلسطينية، والإصرار الإرادة الفلسطينية هما عنوان المرحلة التي تخشاها "إسرائيل". وفق عريقات

وعن طبيعة رد المقاومة على العدوان "الإسرائيلي" ونوعيته، أكد عريقات، على أن هناك تطور ملحوظ في الإعداد والاستعداد للمواجهة فلسطينياً، وأن "إسرائيل" تدركه جيداً، منوهاً إلى أن الفلسطينيين لم يتوقفوا رغم الحصار عن بناء القدرات، وعن تطوير الإمكانيات وتصنيع ما يمكن من تصنعيه من ذخائر وأسلحة في غزة، والأهم من كل هذا "هناك عزم وإصرار وإرادة للصمود والتضحيات".

أما بخصوص الهدوء الذي يسود المنطقة بعد تدخل الوساطات، بين عريقات أن  الفلسطينيين ليس لديهم رغبة في التصعيد هم فقط يريدون إرسال رسالة بأن هناك حصار ظالم على قطاع غزة، ولا يمكن أن تستمر هذه الاعتداءات ولا يمكن أن يقبلوا بهذه الاعتداءات.

أما "الإسرائيليون" – وفق عريقات- فيريدون تثبيت معادلة معاكسة تماماً بأنه يحق لهم الحصار والاعتداء والقتل للفلسطينيين دون أن يكون هناك ردود.

وشدد على أن المعادلة الجديدة التي ثبتت بقوة أنه "لا يمكن أن تستمر "إسرائيل" على هذا النحو وأن هناك حدود لاستخدام قوتها رغم الإمكانيات المتواضعة والحصار لقطاع غزة.

وتابع: الرسالة وصلت "إسرائيل"، وربما تبني عليها لأن الوضع الإسرائيلي ضعيف لا يسمح بتوجه لعدوان شامل، حيث ظهر الارباك والخلافات الحادة بينهم، خاصةً مع إعادة سحب قرار الحرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان وإعادته للكابنت، وهو ما يظهر خلافات حادة بين وزراء الاحتلال، فلا يسمح لنتنياهو وليبرمان بحل أزماتهم عبر الحل العسكري.

وعن مؤشرات إيجابية بعيد التصعيد، قال عريقات:"بدأنا نسمع عن تسرييبات حول إذا ما تثبيت التهدئة سيكون هناك وضع جديد في غزة، وهو ما يفتح باب الاحتمالات".

وأكد مجدداً أن ما هو أهم هو إثبات قوة للشعب الفلسطيني، الذي احتضن المقاومة الفلسطينية، التي أرسلت رسائل قوة، وربما هذا يعطي نتائج إيجابية، حيث تأكد لـ"إسرائيل" أنه كلما ضغطت على غزة كلما ازدادت قوة.

  

 

كلمات دلالية